يوسف جابر | كاتب لبناني
استدعت المملكة العربية السعودية سفيرها لدى لبنان وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة خلال 48 ساعة, بذريعة احتجاج على كلام الوزير جورج قرداحي لموقفه الانساني من الحرب السعودية على اليمن حيث قال الوزير قرداحي انها حرب عبثية ويجب أن تنتهي.
كان قد قال الزعيم وليد جنبلاط قبل ذلك ذات الكلام انها حرب عبثية لماذا لم يحتج أو يتخذ موقف , لأن إدارة الحكم في المملكة السعودية تريد أن تثبت لأميركا أنها تمتلك أوراق في الشرق الأوسط وها هو لبنان يرضخ لطلبها وقرارها وهو بمثابة انذار سياسي للمقاومة في لبنان أنها صاحبة القرار واليد الطولى في السياسة اللبنانية من خلال المنتفعين من المال السعودي المجبول بالذل والاهانة والتعامل معهم على أنهم أداة يستخدمونها كما يشاؤون.
النقطة الثانية للتعويض عن الخسارة التي حلت بكافة محورهم في حربهم على اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات ضد بلد آمن شعبه كريم يريد العيش بكرامة واحترام وحسن الجوار مع أشقائه وجيرانه, لن يتقبلوا ذلك سوى تنفيذ سياسة الامعان في فرض القوة التي أدت الى كشف مبتغاهم المستور بالفشل والهزيمة بعدم تحقيق مآربهم وانتصار الشعب اليمني بالحفاظ على وطنهم وتلاحمهم لصد الهجمات المتكررة يوميا على الأطفال والنساء والشيوخ وحصارهم اقتصاديا واجتماعيا ليحل بهم الامراض والمجاعة ورغم ذلك شعب تؤدى له التحايا على صموده صونا لعزة وكرامة بلاده.
لن ينسى أحد سياسة التطبيع مع العدو الاسرائيلي واستقبال الموفدين الصهاينة والتبادل السياحي والثقافي والأمني, ربما يراد تقديم لبنان للعدو الصهيوني باعلان رغبة التطبيع, لذلك يجب أن لا ينسى أحدا أن لبنان بمقاومته وشعبه الأبي قد هزم العدو الاسرائيلي ودحره مهزوما عن اجزاء كبيرة من لبنان , وهذا جاء نتيجة الاجماع الوطني اللبناني وبالدعم المطلق عسكريا وعتادا وفي المحافل الدولية من الجمهورية العربية السورية #والجمهورية_الاسلامية_الايرانية اللتين لم تبخل أي منهما بالدعم أبدا لتحرير لبنان, وما زالتا الآن تدعمان كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة لتحرير أراضيهم المحتلة من الاحتلال الصهيوني.
عود على بدء ..
المملكة العربية السعودية اتخذت القرار بالأنفراد دون الرجوع لربيبتها أميركا التي لا ترغب باستقالة الحكومة اللبنانية الآن, لأن أميركا تعمل جاهدة على إجراء الانتخابات النيابية في ظل حكومة قائمة تشرف على الإنتخابات المزمع اجرائها في 27/3/2022, لذلك سيبقى الوضع في لبنان عالق ما بين عدم استقالة الوزير قرداحي أو تنحيه وكلام الأستاذ سليمان فرنجية من بكركي كان واضحا للجميع وما بين استقالة الحكومة التي تريدها أميركا قائمة كما قلنا خوفا من الاستئثار بالقرار لصالح المقاومة.
هنالك ضغوطات اقتصادية على لبنان وعلى شعبه جزء كبير يتحمله القيادات السياسية الحاكمة نتيجة عدم مبالاتهم بوضع خطة اقتصادية انقاذية تحافظ على استقرار الوضع المالي والاجتماعي لارتباط الكثير من الحكام بالخارج وسماع املاءاتهم وتنفيذ طلباتهم لأن بنجامين فرانكلين له نفوذ عند #البعض من السياسيين الذين لا يتطلعون الا لمصالحهم الخاصة ولا يعني لهم الوطن والوطنية سوى النفوذ بالحكم على الكرسي, وعليهم أن لا ينسوا من سبقهم وأن لا ينسوا الآية الكريمة في القرآن الكريم: كل من عليها فان.
للملكة العربية السعودية مكانة عند كل اللبنانيين لأنهم شعب أبي يتمنى الخير للجميع ولن يقبل من يمننه أو يفرض عليه املاءات, وبكل تأكيد ستعود العلاقات ودية بين لبنان والمملكة السعودية وستنتهي الحرب على اليمن بحفظ كرامات الجميع كما كانت عليه في السابق.