مشهديات

“لبناننا ولبننانكم”

فيصل عبد الساتر | كاتب وباحث لبناني في الشؤون السياسية |

يدور الكثير من الجدل والنقاش حول الاوضاع في لبنان بين العديد من الجهات والشخصيات. ما هو لبنان ومن هو اللبناني واي لبنان كان واي لبنان نريد ومن هو اللبناني؟.كل ما يحدث من سجالات وكتابات يهدف الى إغراقنا في واحدة من معادلتين واستبعاد معادلة ثالثة. اخراج لبنان من دائرة الصراع مع العدو الاسرائيلي والشماعة الحياد او التحييد، او الحاقنا بركب التطبيع والتتبيع مع الدول العربية التي تحالفت مع اسرائيل وبات عدوها الايراني، واما المعادلة الثالثة التي تكرست وباتت واضحة وجلية في ان لبنان هو الدولة التي انتصرت على العدو الاسرائيلي وبات يحسب لها الحساب فهي محذوفة من قاموس المنظرين “الملبنين” على النموذج الفينيقي او لبنان الكازينو والمصرف!.لبنان ليس دولة من دول محور المقاومة، لبنان هو المقاومة التي يتمحور حولها دول محور المقاومة. قد تكون الصيغة مبالغا بها للوهلة الاولى، لكن لو دققنا قليلا،نصل الى هذه المعادلة.بعض الجهات في لبنان لا تريد فقط الا يكون لبنان في دول محور المقاومة، لكنها تريد القضاء على المقاومة نفسها،لذلك نرى هؤلاء وبعض مواليهم من الكتاب والاعلاميين،يوجهون حرابهم في ظهر المقاومة وصدرها ورأسها،فيحملونها اوزار ما فعلت بعض الجهات السياسية والاقتصادية والمالية المحلية وما تقوم به اميركا واذنابها من الدول التابعة الغربية والعربية من حصار وعقوبات بحق لبنان وشعبه.”التذاكي” الممارس من بعض المنافقين بات مكشوفا،ولن يستر عواراتهم،انتماءات إسمية،او لفظية، عندما تدعو الحاجة!.لكل هؤلاء نقول ان اي قيمة تعطى للبنان،غير متآتية من اوهام تاريخية(على افتراض صحتها)، فقدعفا عليها الزمن وهي محل خلاف بالاصل في الاجتماع اللبناني، منذ نشأة لبنان،على اختلاف النظرة الى تاريخ نشأته وظروفها، قيمة لبنان الحالية، والى امد طويل على ما يبدو (العلم عند الله)، هي في هذه المقاومة المنظمة والرديفة ومن يعتقد بها ثقافيا وسياسيا وفكريا واعلاميا، التي اعطت لبنان هذه المكانة والدور المحوري،والفضل ما شهد به الاعداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى