يُحكى أن يزيد بن عبد الملك، تاسع الخلفاء الأمويين، كان محبًّا للصيد واللهو، وأنه كان شديد التعلق بجاريةٍ له تُدعى حبابة. وفي استراحةٍ له خلال إحدى رحلات الصيد، وبينما كان غارقًا باللهو مع جاريته، شَرَقَت حبابة بحبةٍ من العنب، فاختنقت ولفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه.
وقع الأمر كالصاعقة على يزيد فجُن جنونه، وبقي فوق جثتها ثلاث ليالٍ وهو يشمها ويقبِّلها ويذرف الدمع على فراقها وينتحب، حتى عاب عليه كبار القوم ما يصنع، فأذن بدفنها – على استحياء – ورجع إلى قصرٍ له في إربد، حيث مكث أربعين يومًا ومات بحسرته على حبابة.
العبرة ؟! الريع انقطع، وفرنسا ليست أم أحد، ولبنان الكبير طلعت ريحته، وطائر الفينيق عظامه صارت مكاحل، وإكرام الميت دفنه، والحياة مستمرة لمن هو أهلٌ لها. لا تكونوا مثل يزيد، مثل يزيد لا تكونوا.