لا سقف لسعر صرف الدولار في لبنان والآتي اعظم

كتب حسن عماشا | كاتب وباحث لبناني

لا سقف لسعر صرف الدولار في لبنان لان التسعير هو سياسي بامتياز ووسيلة إخضاع يعتمدها المرجع السيادي للدولار. وشروطه واضحة ومعلنة ومترافقة مع منع أية مساعدة من اي جهة ما دام يسيطر عليها. وهذا يتخطى اللعبة الداخلية في الكيان اللبناني.
اما المصدومين بفلتان سعر الصرف هم أنفسهم كانوا سعداء بدولرة اقتصادنا التابع اصلا والفاقد لاي قيمة إنتاجية وحتى الرصيد من ذهب وعملات أجنبية في الاحتياط الالزامي كان يتآكل على مدى أكثر من ثلاثين عاما بفعل السياسات الحريرية المعتمدة.

والتي كانت تراهن على مقايضة لم تتحقق مقتضياتها واذا بقي من يراهنون على المقايضة فيه وهو يتصل بتوطين اللاجئين الفلسطينيين وما يتيسر من الاخوة السوريين والعناصر الاهم في المقايضة المفترضة هو سلاح المقاومة.

ومن يتجاهل هذه الحقائق اليوم هو نفسه كان يتجاهل أبعاد السياسة الحريرية وجل ما كان يطالب فيه هو المشاركة في حصة من لحس المبرد عبر عناوين مثل: “رفع الحد الأدنى للاجور” و ” وسلسلة الرتب والرواتب” و”التقديمات الاجتماعية”. بجانب المطالبة بالمشاركة السياسية.

ولم يلتفت للاثمان ولا يمانع في بيع أصول “الدولة” ان كان له حصة.
واليوم ان الصراخ والعويل للمطالبة بالسيطرة على سعر الصرف والابتزاز السياسي للمشاركة في السلطة عبر تعميم المسؤلية عن الأوضاع التي وصل إليها الكيان هي بالمباشر تخدم المسؤول عن الخيارات والرهانات التي سادت منذ دخول الحريرية وتحميها عبر تحميل المسؤلية للشركاء في السلطة والذين لا ينكر أحد حدود مسؤوليتهم انما لكل شريك كانت له ظروفه ومقارباته وأولوياته كما لا يمكن إنكار ممانعتهم في حالات كثيرة التصرف بالأصول الأساسية للدولة او القيام بمقايضة التمويل والدعم بالتوطين او نزع الغطاء الوطني عن المقاwمة والتنازل عن بقية الأرض المحتلة والخضوع للشروط الاميريكية والصهيونية في ترسيم الحدود البحرية.
هل يعلم الذين يقدمون مفاعيل الأزمة على الشروط المعلنة خلفها بتجاهلهم لهذه الشروط انهم ضمنا وبعضهم علنا يتجندون في فعاليات مآلها القبول بالشروط واذا كان الذين يجاهرون في تحقيقها من خلال حملاتهم التي تستهدف رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بشخص رئيسه الوزير جبران باسيل متوهمين انهم بذلك يعزلولن المقاwمة بنزع الغطاء الوطني عنها. فضلا عن التزوير والتلفيق والتحريف والاتهامات اليومية التي يتناولون فيها حزب المقاwمة. وكما يتوهمون ان بفجورهم هذا يحجزون لانفسهم مواقع في ما يتعقدون ان ما بعد الأزمة ستكون السلطة لهم. اما الغافلون عن ما يواجه الكيان من تحديات تفرضها الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة وفي مقدمتهم الكيان الاستعماري الاستيطاني. وابواقها في نسيجنا الاجتماعي. فهم اشبه بالعاملين في السخرة وكل فعالية لهم هي مجرد غشاء يتستر خلفه الفاجرون. فلا يحسب لهم حساب لا في ميزان القوى ولا في اي تسوية داخلية تفرضها صيرورات الصراع.

 

Exit mobile version