أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن ارتياح موسكو تجاه مواقف الدولة العربية الإيجابية من الأزمة الأوكرانية.
وأضاف لافروف، في حوار أجراه سلام مسافر لبرنامج “قصارى القول”، أن موسكو “واثقة من صلابة مواقف الدولة الصديقة وعدم خضوع حكوماتها الى الضغوطات الأمريكية والغربية”.
وتابع قائلا: “كل الدول العربية تتخذ موقفا مسؤولا. إنهم يثبتون أنهم يعتمدون فقط على مصالحهم الوطنية وليسوا مستعدين للتضحية بهذه المصالح الوطنية من أجل مغامرات جيوسياسية انتهازية لأي جهة. لدينا بشكل عام علاقة تقوم على الاحترام المتبادل. نحترم المصالح، والمصالح الأساسية للدول العربية فيما يتعلق بالتهديدات التي يتعرض لها أمنها. وهم يتعاملون معنا بالمثل، ويتفهمون التهديدات لأمن روسيا التي كان الغرب يخلقها منذ عقود مباشرة على حدودنا، في محاولة لاستخدام أوكرانيا لاحتواء روسيا، ولإلحاق أضرار جسيمة بنا”.
وردا على سؤال آخر قال: “غطرسة التحالف الأنجلوساكسوني لا تعرف حدودا، ونحن مقتنعون بذلك كل يوم. بدلا من اتباع التزاماته بموجب ميثاق الأمم المتحدة، واحترام المساواة في السيادة بين الدول، كما هو مكتوب هناك، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، فإن الغرب، على أساس يومي، من خلال سفرائه، من خلال مبعوثيه، إلى كل عاصمة بلا استثناء، لا العالم العربي فقط، بل المناطق الأخرى، يرسل الإنذارات ويبتز بوقاحة. على وجه الخصوص، يبتز على أساس مواقف ذاتية معينة، ويهدد بشكل مباشر محاوريه بأنهم سوف يندمون ويعاقبون إذا لم ينضموا إلى العقوبات المفروضة على روسيا. هذا ازدراء صارخ للدول ذات السيادة”.
وأوضح أن “رد الفعل الذي نراه من الدول العربية، ومن جميع الدول الأخرى في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، يظهر أن هذه الدول لا تريد التضحية بكرامتها الوطنية، إن شئت، والركض مثل الخدم لتنفيذ مهام الرفاق الكبار”.
وأشار إلى أن “الوضع يظهر مرة أخرى أن التفكير الاستعماري والعادات الاستعمارية لزملائنا الغربيين لم تختف في أي مكان. وأن كلا من الولايات المتحدة بأسلوبها وأوروبا بأسلوبها التاريخي لا يزالان يفكران بأساليب استعمارية، عندما يكون لديهم الحق في الإملاء على أي شخص آخر. إنه أمر سيء، إنه أمر محزن. هذا يتعارض مع العملية التاريخية، التي تكمن موضوعيا في حقيقة أن عالم متعدد الأقطاب يتم تشكيله الآن. لديه عدة مراكز للنمو الاقتصادي، والسلطة المالية، والنفوذ السياسي. الصين والهند، الجميع يفهم بالفعل أن هذه هي، بالطبع، الاقتصادات الأسرع نموا والبلدان المؤثرة. بالطبع، كذلك البرازيل ودول أمريكا اللاتينية الأخرى”.
وقال: “في إفريقيا، أعاق المستعمرون إمكانات مواردها الطبيعية الهائلة والأغنى، وأعاقت فترة الاستعمار الجديد التي لم تنته بعد ذلك. لذلك، ترفع إفريقيا صوتها الآن. وليس لدي شك في أن أحد الأعمدة، أحد مراكز العالم متعدد الأقطاب الذي يتم تشكيله الآن، هو بشكل موضوعي الشرق العربي”.