نارام سرجون
لم تغرني الألقاب يوما والسجادات الحمراء ولا عزف الموسيقا في حفلات الاستقبال الفخمة .. لان مايهمني هو ان أعرف ماذا تحت السجادات الحمراء وماذا تخفي الموسيقا من أصوات حقيقية .. وفي السياسة كانت ألحان الديمقراطية وحقوق الانسان مثل سجادات حمراء وموسيقا فخمة لاخفاء الحقائق .. فتحت السجادة الحمراء للمناصب الاممية ثعابين وعقارب وكلما تفخمت العناوين والألقاب توجست منها وكلما نبتت الكلمات العذبة حول المشاريع السياسية أحسست بالقلق وتطيرت شرا .. وقد صدق حدسي دوما .. ثم انتقلت من الاعتماد على الحدس الى معرفة الحقائق بالوثائق ..
في هذا اللقاء المطول اذا كانت لك القدرة على الاصغاء لهذه الاعترافات الكيماوية والقدرة على تحمل الصدمات والخيبات فانك بعد ذلك ستكفر بكل الامم المتحدة وكل منظماتها وتدرك ان الكلمات الجميلة ماهي الا أعشاش للعقارب وكلما ملأت بها بيتك ومكتبتك وثقافتك فان عقلك ستلدغه العقارب ..
مايقوله هذا اللقاء مع المؤسس الأول لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية شيء لايصدق . فهذا الرجل الخبير الذي أشرف على عمل ونشاط منظمة حظر الاسلحة الكيماوية والذي تلقى الثناء تلو الثناء من الدول الغربية .. عندما طلب للشهادة في قضية السلاح الكيماوي السوري وصف بانه رجل قليل الخبرة ولايعتمد عليه .. وجيء بتقارير ومفتشين اقل ما يقال فيهم انهم لايعرفون في الكيمياء اي شيء .. اي انه مثل ان تطلب شهادة البرت اينشتاين ليشرح لنا نظرية النسبية فيرفض أصحاب القرار اعتماد رأيه ويكلف بالشرح استاذ يدرس في المرحة الاعدادية ..
والغريب ان الرجل يتم التخلص منه وتهديده وابتزازه منذ دوره في ملف الاسلحة الكيماوية العراقية حيث حاول ان يكون منطقيا ويوقف التزوير الامريكي .. ويكتشف فوق كل هذا انه في مكتبه كرئيس لهذه المنظمة الحساسة والخطيرة فانه كان تحت المراقبة وكان كل مايقوله همسا في مكتبه ينتقل الى صفحات الجرائد ولايعرف تفسيرا لذلك .. ولما استدعى خبيرا من أصدقائه .. وجد ان الجدار الذي خلفه في المكتب محشو بأجهزة التنصت .. وعندما قرر التحقيق في الأمر دخل مكتبه في اليوم الثاني ووجده فارغا من كل شيء .. وعلم ان الشخص المشرف على امن المكتب عميل استخبارات اختفى ولم يظهر بعد ذلك ..
هذا مايجري في منظمة حظر الاسلحة الكيماوية التي تم فرض موظفيها من قبل الولايات المتحدة ليقوموا بفبركة تقارير خيالية عن اسلحة سورية الكيماوية والضحايا المزعومين .. ويتم استجلاب مفتشين فقط لكتابة تقارير معدة سلفا مهما كانت الحقائق على الارض ..
أعتقد اننا نتفق جميعا ان فقدان الثقة حتى من دكان لبيع الفلافل يعني ان نقاطعه ولانثق بما يبيع .. فمابالك بمنظمات اميريكا ولجانها ومنظماتها المدنية التي تفرخ كل يوم في الشرق .. وكل هذا التاريخ من التزوير والكذب والفبركة وصنع التقارير الملفقة وكم الافواه وطرد الشرفاء .. ومع هذا لايزال البعض يصدق ان في العالم شيئا اسمه القانون الدولي .. او شرعة حقوق الانسان .. او حق تقرير المصير .. او مجلس الأمن .. او منظمة العفو الدولية .. او أطباء بلا حدود او صحافة بلاحدود .. وجائزة نوبل للسلام والاداب والعلوم .. وكلها نشاطات مقنعة للمخابرات الامريكية والغربية التي تخدم مشاريع النخب في الدولة العميقة .. وأرجو ألا يقنعني احد ان جائزة نوبل لنجيب محفوظ واحمد زويل (المصرية حصريا) ليس لها علاقة بمشروع السلام مع “اسرائيل” .. ولايقنعني احد ان توكل كرمان (اليمنية) نالت الجائزة لعبقريتها وليس لأن لها دورا في التحريض على القوى الحرة العربية .. والا لماذا غابت هذه التافهة عن فلسطين غيابا مطلقا وقضية التحرر وانشغلت بالترويج لتركيا ومشروع الاخوان المسلمين فقط الذين تحالفوا مع الغرب في مشروع الربيع العربي المشؤوم؟؟
وعلى عكس الشعار الخبيث الذي يسوق ظلما في لبنان (كلهون يعني كلهون) .. الحقيقة هو ان هذا الشعار يناسب كل منظمات اميريكا والامم المتحدة … كلهم فروع للمخابرات الأمريكية والغربية .. كلهم يعني كلهم .. واعترافات وشكاوى خوسية بستاني هي اكبر دليل على ان كل الديكورات التي تحيط بنا من منظمات هي كمائن وسواتر تختفي خلفها الذئاب .. ان أكبر سلاح اخترعه الغرب لتدمير الشعوب ليس السلاح الذري .. بل سلاح اسمه (المنظمات الدولية) التي تتدخل في كل شيء بحجة الواجب الاخلاقي والحضاري .. ومنذ نشأتها وهذه المنظمات تصدر قرارات الانتداب .. والوصاية .. وتقسيم الاوطان .. وتغيير الحكومات .. وتهجير الشعوب .. وفرق التفتيش .. ولجان التفتيش .. وماذا أعد لكم .. كل شي يعني كل شي ..