كمين خلدة .. نسخة محدّثة لبوسطة عين الرمانة ؟؟

مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني

يصعب ان تتظهَّر أحداث جِسام إلا وفي مساماتها أنفاس أميركية سامة،
لابل يستحيل حصول متغير سواء كان سياسيا او اقتصاديا وبالتأكيد أمنيا إلا ومحركاته تشتعل بالديزل المالي الاستخباري الاميركي.
بناء عليه هناك شبه إجماع لدى المحللين والمراقبين وأجهزة الأمن اللبنانية على أن كمين خلدة ليس وليد ساعته بقناصاته وادارته وانتشاره الميداني المحترف، بل خطة جهنمية تفجيرية اعدت بعناية فائقة لأخذ البلد صوب الاحتراب والعراك على شاكلة ما يشهده وشهده العراق الشقيق.
فالحدث استنساخ ظلامي بشع لتجارب عرفناها او سمعنا عنها في اكثر من ساحة لاسيما سوريا ،كونه أخلاقيا” خارج سياقات السنن والشرائع الأرضية والسماوية عبر وسائط وأدوات لا تمت بصلة لتلك الاعتبارات لجهة التهديف المنظم والمباشر على جنازة الشهيد علي شبلي الذي قضى باسلوب ثأري جاهلي والذي يفترض ان صفحة من أحداث خلدة السابقة بصرف النظر عن الحق بالاغتيال طويت اذا كانت المسألة مسألة ثأر وكفى…
عود على بدء من المفيد وبالحد الادنى من المنطق والاستدلال التقاط اشارات بالغة الدقة والحساسية تمخضت عن ذلك العقل الجهنمي القابع في عوكر لعوكرة صفو عيشنا والتحييك المحموم لضرب مرتكزات سلمنا الاهلي انفاذا لخطة تطويق المقاومة وارباكها بالعبث الامني والشحن الغرائزي وتجفيف الغذاء والدواء والمحروقات وتحميلها موبقات عصابة النهب والنصب في البلد المحمية من صاحب الأمر الراعي المراقب المتلمس المدقق بكل دولار نهب هُرِّب او ابتلع من مؤسسة او وزارة او قرض.
وعلى ما يبدو فان تكتيكات متحورة للفيروس الاميركي التخريبي تقضي بالانتقال التدريجي من الحصار والتجويع للتركيع والتأرجح بين منع السقوط الكلي والانتعاش الجزئي، الى نشر الفوضى والتحلل المجتمعي والمؤسساتي والتفكيك فوق صفيح من دم.
وفي المعلومات المتوفرة انه ومنذ منتصف الشهر الفائت عمدت السفارة الاميركية في عوكر الى التواصل مع رعاياها على كامل الاراضي اللبنانية وحاملي الجنسية الاميركية من لبنانيين وعرب وأخطرتهم بالشيفرة تارة وبالتصريح العاري تارة أخرى ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحذر والخروج من لبنان في غضون شهر اي حتى منتصف الشهر الجاري.
وفي المعلومات المتوفرة أن فريقا امنيا متخصصا”بعمليات الأجلاء من البؤر المتفجرة وزع انشطته على العديد من المناطق اللبنانية بالتواصل المباشر مع روابط موثوقة ذات صلة وثيقة بالسفارة الاميركية وبعضها ينتمي لاحزاب لبنانية محلية حيث وضعت خطة ميدانية تقتضي دراسة الطرقات الآمنة ووضع حافلات بجهوزية عالية لنقل الرعايا الاميركيين بالسرعة القصوى الى مطار القليعات تمهيدا لترحيلهم.
اسئلة كبيرة مشفوعة بقنابل متفجرة بدأت ضمن فترة الحراك الاميركي تجاه رعاياه واستهلت بحادثة خلدة الاليمة وما واكبها من احتواء مذهل لآثارها وتداعياتها من قبل قيادة المقاومة التي كظمت الغيظ وضمدت جراحها بالصبر حرصا” على وحدة البلد وامنه واستقراره واجهضت كما الآن في اكثر من واقعة محاولات جرها الى حيث يرغب البعض لتلويثها وتلطيخ ثوبها الناصع رغم تفوقها واقتدارها الحاسم وبالتالي عدم السماح لاعدائها من حرفها عن اولويات الصراع وترك الامور للجيش اللبناني والاجهزة الامنية والقضائية كي تقوم بدورها المنوط بها حفاظا” على حياة وكرامات الناس.
فماذا يخبئ الاميركي من افخاخ وكمائن وعبوات في قادم الأيام؟؟ على أمل ان لا يستثمر تفجير المرفأ غدا بدمائه ودموعه وركامه المادي ويوظف ويتم الرسملة عليه في المكان الخطأ تحت عناوين مطلبية واصلاحية ينشدها غالبية الشعب اللبناني المقهور المعتقل في اقفاص الطوائف ومصالحها وتحاصصها ومنافعها الضيقة .
سيما وان معلومات امنية ابلغت للمعنيين عن خطة لاقتحام المجلس النيابي وحرق مكاتب النواب جمع على أثرها بعض النواب اوراقهم الخاصة من مكاتبهم، مع الأخذ بعين الاعتبار ردات الفعل التي ستواكب هذا الحدث من جمهور يرى من منظوره بالاعتداء تطاولا على مرجعية وموقع معين يخص طائفة معينة ..
البحث في دفاتر (دوروثي شيا) ضروري والتقاط الاشارات والمنبهات ضروري ايضا بين حدَّي المهلة الزمنية التي رسمتها السفارة لرعاياها بالمغادرة بين 15 تموز و15 آب.

 

Exit mobile version