الدكتور نزار بوش | استاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو للعلوم الإنسانية
بدأ الغرب يستخدم نفس تكنولوجيا الكذب ونشر الصور ومقاطع فيديو لاستجداء العالم وتشويه صورة روسيا، مستخدمين الأطفال والنساء وتعابير المعاناة والحالة الإنسانية في المدن الأوكرانية، رغم أن روسيا لا تضرب المدن الأوكرانية ولا المدارس ولا البنية التحتية لأوكرانيا، ليس كما فعلت أمريكا في يوغسلافيا والعراق وسوريا وأفغانسنان وليبيا، حيث دمرت هذه الدول وقتلت ملايين الناس فيها.
الغرب وإعلامه لم ير ولا يرى ولن يرى ما فعله الجيش الأوكراني ضد شعبي لوغانسك ودونيتسك وتنفيذ نوع من الإبادة الجماعية ضد شعبي الجمهوريتين والحصار والتجويع الذي مارسته سلطات كييف النازية خلال ثمانية سنوات تقريبا، قبل العملية العسكرية الروسية.
الكذب الغربي والترويج الإعلامي ضد روسيا لن يتوقف، والعقوبات أيضا لم تتوقف أصلا ولن تتوقف ضد روسيا، يريدون خنق روسيا وتدميرها بكل الوسائل المتاحة لديهم، فوزيرة الخارجية البريطانية تقول: لن نهدأ حتى ندمر الاقتصاد الروسي، ونفس الكلام قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن، فتدمير الاقتصاد الروسي يعني تدمير روسيا كدولة، وبالتالي سيفرضون عليها شروطهم وإملاءاتهم لتدمير الأسلحة النووية الرادعة لديها ومن ثم تفتيتها.
لذلك روسيا لن تتراجع ولا خطوة واحدة عن مطالبها والدفاع عن مصالحها وأمنها القومي ووجودها بكل الوسائل، حتى لو اضطرت لاستخدام قوة الردع العسكرية، لأنها أصبحت أمام خيار أن تكون أو لا تكون.