نبيه البرجي | كاتب وباحث لبناني
باعتبارهما أوصياء على الأمة، وباعتبارنا الخوارج في هذه الأمة. هم الأشقاء ونحن الأشقياء …
ليست بالورقة الخليجية، ولا بالورقة العربية، ولا بالورقة الدولية. هي الورقة السعودية، وحيث آلهة المال، بالأنوف التي تلامس قدمي الله. لكنها الدماثة الكويتية التي تحاول أن تفتح أمامنا الأبواب الموصدة .هذه هي الكويت. بالوعي الأخلاقي، والوعي التاريخي، للحالة اللبنانية بتفاصيلها، وبتناقضاتها، وبتصدعاتها، وبالألواح الخشبية التي الكثير منها تعاقب على السلطة (المغارة)، وقد حوّلت لبنان، لؤلؤة الشرق، الى بضاعة في سوق القبائل كما في سوق الأمم …أما وقد بتنا الهياكل العظمية، لا تعنينا الورقة، ولا من صاغوها، هم الذين يعلمون كيف ينظر الأميركيون الى العرب، وكيف يبيعون العرب عند كل مفترق .لبنان لم يكن دولة في أي وقت، ولن يكون دولة في أي وقت. ولنبدأ من تلك الملهاة الكبرى. الميثاق الوطني عام 1943. لم يكن أكثر من صفقة عرجاء بين رجلين، وحتى ليس بين طائفتين. ميثاق بين طرابيش الباريزيانا وقبعات الكيت كات. وقيل بين طبق الفلافل وطبق الكافيار .كيف يكون ميثاقاً وطنياً بين رئيس جمهورية بصلاحيات لوييس الرابع عشر ورئيس حكومة بصلاحيات أبو عبد البيروتي ؟هذا الذي أودى بنا الى الوقوع بين أسنان ياسر عرفات. نسأل هل كان آيات الله وراء اتفاق القاهرة الذي سلّم مفاتيح الدولة اللبنانية الى أبو الجماجم، وأبو الهول، وأبو الزعيم، الذين كانوا يحررون الأرض على الموائد الفاخرة، وتحت الثريات، لا في الخنادق، ولا في الأنفاق التي توصل الى الجليل . الى القدس اذا شئتم .ألم تبدأ الأزمة الكبرى من تلك اللحظة ؟ ليالي الكاتيوشا أثارت حتى سخرية الخنازير البرية، وحيث كانت اسرائيل ترد بالقنابل التي تنهال على الأماكن الآهلة . تهدم البيوت، وتمزق عيون الأطفال، ودفاتر الأطفال …من فتح الأبواب أمام الميركافا، بأبهتها الملكية، عام 1978، وفي عام 1982 حين وضع آرييل شارون يده على القصر الجمهوري، وفرض رئيساً للجهورية؟ آنذاك، أين كان العرب، وأين كان السعوديون الذين نقول لهم أننا لا يمكن أن نبدل أواصر الأخوة التي تربطنا بأهلنا في شبه الجزيرة، بأي من الآخرين، أياً كان هؤلاء الآخرون .حين قال دونالد ترامب لكم «لولانا لسقطت عروشكم في أيدي الايرانيين في غضون اثنتي عشرة دقيقة». في تلك الحظات تمنينا أن نكون الى جانبكم في اجتثاث أي أثر لهذا الرجل من أرضكم، ومن أي أرض عربية أخرى. أنتم الذين تعلمون أن لبنان كان يواجه، بالأيدي العارية، الأقدام الهمجية التي، على خط يهوه، تحرق الزرع والضرع، وتشق الطريق ليهوذا الآخر …اذا كانت ايران مرجعية «حزب الله»، الدولة التي تفاوضونها في بغداد، ألا يوجد رؤساء أحزاب لبنانيون يستظلون عباءاتكم، وحتى سراويلكم ؟كيف يجوز لكم أن تطلبوا المساعدة من أميركا، وهي التي تستنزف دماءكم، وثرواتكم، للبقاء، ولا يجوز لنا أن نطلب العون من أي كان، أيضاً للبقاء ؟تصوروا ما كان حل بنا على يد أساقفة الكراهية، ومن بنيامين نتنياهو الى نفتالي بينيت، وعلى يد حملة السواطير، من أبي بكر البغدادي الى أبي عمر الشيشاني، لولا صواريخ «حزب الله»، ومقاتلي «حزب الله» ؟لا دولة في لبنان. لا رؤية استراتيجية، ولارؤية سياسية، ولا رؤية اقتصادية ؟ لا شيء من كل هذا. ثم تفرضون على الشقيق الشقي شروطاً مستحيلة حتى لاستيراد البطاطا والبطيخ، اذا لم يتعرى من عظامه، ويطوف حافياً حول البلاط .لسنا مسؤولين عن سياسات ايران، ولا عن الطموحات الجيوسياسية لايران . لديكم ترساناتكم الهائلة للمواجهة. نحن بالكاد نؤمن القوت اليومي لجنودنا ولضباطنا .دعوا الشقيق الشقي يزداد شقاء، وهو مرفوع الرأس. مثلما رفضنا، بزينة شبابنا، أن نطوف حول هيكل سليمان نرفض أن نطوف حول بلاط بن سلمان. لتكن اليد الممدودة يد الشقيق لا يد الجلاد…