م حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري
من الجزئيات المهمة التي لا بد من الإشارة إليها والتوقف عندها بما يخص نتائج الإنتخابات النيابية اللبنانية ، هي دخول ما سمي بجماعة الحراك الشعبي الى البرلمان وبعدد نواب يعتبر كبير نسبياً (15 نائب) إذا ما جرى قياسه كمشاركة للمرة الأولى وخاصة في بلد يقوم نظامه السياسي على التحاصص الطائفي ..
• يبدو الأمر إيجابياً للوهلة الأولى لجهة كسر النمط الطائفي ، والإقطاع السياسي التقليدي ..
• غير أنه لا بدّ من قراءة خلفياته ونتائجه قبل الحكم عليه بهذا المنحى ..
• في الخلفيات ، فإنه يجب الحديث عن حراك 17 تشرين ومنظمات ال NGO-S التي كانت تقف خلفه ، ومن ثم إكراه الحريرية السياسية على التنحي جانبا وفرط التشكيل السياسي الطائفي الذي كانت تمثله ورمزية ذلك و موجباته وأهدافه كضرورة لجؤوا إليها لتعويم “الحراك الشعبي” ، وبعد ذلك الإلتفات إلى محاولات المزاوجة بين ذلك وبين محاولات تعويم ” جعجع” سياسيا ، وأخيرا عدم إغفال تصريحات الأمريكي “شينكر” الذي أكد أن كل ذلك جرى العمل عليه طويلا ..
• وفي الخلفيات الإقليمية ، فإنه لا يجب تجاهل الدور السعودي ، السعودية التي تجري انقلابا على مفاهيم الفكر الوهابي بإشراف و رعاية الخارجية والاستخبارات الأمريكية ، وكل ذلك ضمن إطار الدين الابراهيمي الجديد والهوية الابراهيمية التي يحاولون تعميمها ..
• في النتائج و الأهداف :
نقل الوعي الجمعي الاجتماعي والسياسي من ضفة إلى أخرى بهدف إظهار المحور المقاوم بكامل عناصره ومكوناته بلبوس ديني متطرف مقابل محور آخر ليبرالي معتدل ، تمهيدا لنبذه تحت مسمى رفض الدين والتطرف لاحقا ، وهذا ما يساعد لاحقا وعلى المديين القريب والبعيد في تقليص النفوذ الشعبي والسياسي للقوى والحركات والتيارات المقاومة داخل مجتمعاتها واستخدام الضغط الإقتصادي وةلمعيشي كأداة مساعدة لتحقيق هذا الهدف ..
• إن مواجهة هذا المخطط يجب أن تخضع لدراسات اجتماعية وسياسية وأن تعطى الأهمية اللازمة لها ، وهي قضية تحتاج الى بحثها جيدا بعيدا عن مواجهتها بالإصرار على الفكر التعبوي االديني كخيار أوحد ..
• إن اعادة الروح للفكر القومي كأحد وأهم الخيارات التي لا غنى عنها هو أمر بات ملحّاً وضرورياً ، كما أن البحث عن هويات جامعة مستجدة وجديدة لمواجهة الهوية الابراهيمية المزعومة هو أمر قابل للنظر من غير الاستغناء عن الهوية القومية العروبية أو عن الهويات الدينية المستهدفة..
• وفي هذا الاطار ، فيمكن الحديث والبحث جديا عن خيارات العروبة و المشرقية و الأوراسية ، كخيارات انقاذية متأصّلة وجامعة ..