حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري
▪️ تتحمّل الولايات المتحدة ومعها مليشيا “قسد” المسؤولية الكاملة عما يجري في الشمال الشرقي السوري من هروب عدد غير محدد لعناصر تنظيم داعش من السجن الذي تديره وتسيطر عليها قوات الاحتلال الأميركي وعناصر مليشيا قسد ..
▪️ كل ما قيل عن إعادة هيكلة تنظيم داعش ، بالاضافة الى فرض عملية التغيير الديمغرافي عبر تهجير السكان باستخدام ارهاب داعش ، هو تحليل صحيح ويدخل في إطار المخطط الأمريكي القسدي ..
▪️ لجوء قوات الاحتلال الأميركي إلى القصف العنيف للمناطق السكنية والآمنة بحجة ملاحقة عناصر تنظيم داعش يهدف إلى التدمير والترهيب بغرض التهجير أيضا ويرتقي إلى مستوى جرائم الحرب ..
▪️ ليست المرة الأولى التي تقوم فيها قوات الاحتلال الامريكي وعناصر مليشيا قسد بإطلاق سراح إرهابيي داعش المعتقلين لديها وسبق ذلك إطلاق سراحهم مقابل المال ، وتسربت معلومات في السابق إطلاق قسد المئات منهم مقابل مبلغ 8000 دولار لكل عنصر من التنظيم ، في الوقت الذي تحدثت معلومات سابقة عن قيام الولايات المتحدة باخضاعهم للتدريب مقابل تنفيذهم لعمليات إرهابية ضد الجيش العربي السوري ، والذي اختلف هذه المرة هو الأسلوب المتبع في إطلاق سراحهم وفق ما يقتضيه المخطط الأمريكي القسدي ..
▪️ النقطة الأكثر اهمية التي يجب الإضاءة عليها ، والتي ربما غابت عن الكثيرين ، هي : أن الأحداث المفتعلة في الحسكة تأتي بعد تطور لافت يخص الجانب العراقي ، ويخص العلاقات السورية العراقية ، حيث أعلن العراق منذ اسبوع الانتهاء من حفر خندق على طول الحدود السورية العراقية بهدف تأمينها ، وتلا ذلك لقاء هام جمع السفير السوري في العراق مع مستشار الأمن الوطني العراقي “قاسم الاعرجي” ، وتبعه في اليوم الذي يليه لقاء جمع السفير السوري مع وزير النقل العراقي ، ومن ثم جرى استقبال السفير السوري في العراق من قبل رئيس الحكومة العراقية “مصطفى الكاظمي” ..
لقاءات السفير السوري مع المسؤولين العراقيين تمحورت حول تأمين الحدود السورية العراقية والتعاون بين البلدين والجيشين في هذا المجال ، وكذلك التعاون في مجال الاقتصاد ونقل البضائع ، وجرى الحديث حول انتقال البضائع السورية إلى معبر “عرعر” مع السعودية عبر الأراضي العراقية ، ومما قاله السفير السوري بعيد لقائه الكاظمي «بحثنا موضوع الخندق الذي أقيم على طول الحدود السورية العراقية وتعزيزه بالأسلاك الشائكة ووسائل الرصد الحديثة ومنها الكاميرات الحرارية» ، مع العلم أن الجيشين السوري والعراقي لديهما غرفة عمليات مشتركة ..
▪️ وبالمحصلة ؛ فإن الولايات المتحدة وعملاءها في قسد ، لم يرق لهم هذا التعاون السوري العراقي بكل أبعاده ، وهو بطبيعة الحال سيشكل تهديدا لتواجدهم كقوة غير شرعية في الشرق والشمال الشرقي السوري ، كما أنه يساهم في استعادة الدولتين لسيادتيهما على كامل حدودهما واراضيهما ، وكل ذلك يأتي في “أعقاب وخلال” عمليات المصالحة التي بدأتها الدولة السورية في دير الزور والرقة والحسكة والتي حققت نجاحات فاجأت الأميركي والقسدي ..