مقالات مختارة

كتب مجتبى علي حيدري | مفاوضات فيينا بانتظار رد الحرس الثوري!

لاشك أن زيارة انريكي مورا نائب مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي الأخيرة إلى طهران جاءت في توقيت حساس من المفاوضات النووية التي تعطلت منذ فترة و اقتصرت على تبادل الرسائل بين أطراف متعددة.

مهمة مورا صعبة للغاية فقد حمل معه رسائل عدة في ضوء أحاديث عن احتمال شطب اسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية مع بقاء فيلق القدس فيها.

الدبلوماسي السابق هادي أفقهي كشف عن أن قائد الثورة لم يعط الضوء الأخضر لحوار مباشر مع الأمريكيين وأن إيران غير متفائلة كثيرا بنتائج المفاوضات رغم وجود رسائل إيجابية من الطرف الأميركي، وهذا يعني أن الرسالة الأهم التي حملها مورا تبرز رغبة واشنطن في إزالة اسم حرس الثورة من قائمتها السوداء و دعوةِ طهران الى التفاوض المباشر معها إلا أن الأخيرة لا تريد أن تقدم هدية لإدارة بايدن حتى ولو بالتقاط صورة تذكارية فقط!

دعوة الجمهورية الإسلامية إلى الحوار المباشر مع الولايات المتحدة اصطبغت بمغريات كثيرة منها عدم إدانة إيران من قبل المنظمة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماع مجلس الحكام القادم وتجاوز الادعاءات الإسرائيلية حول بناء طهران مواقع نووية جديدة كإنشاء موقع نووي ملحق لمنشأة نطنز وإلغاء بند معاقبة الشركات الغربية التي توقع عقودا جديدة مع طهران.

موقع بوليتيكو نشر تقريرا عن أن إيران أبدت استعدادها لاستئناف المحادثات النووية لكنها لم تتخل عن مطالبها الأساسية في رفع الحظر الأمريكي عنها مع التأكد والتحقق من صحة ذلك بالإضافة إلى مطالبتها بشطب اسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية.

وقد ناشد مورا الجانب الإيراني أن يقبل بإجراء لقاء ثنائي مباشر مع الجانب الأمريكي ولو بعد جلستين جديدتين في فيينا شريطة أن يكون اللقاء قبل الانتخابات الأمريكية النصفية معتبرا هذا الأمر لصالح إيران !

وبحسب المعطيات تشعر إيران بأن حظوظ فريق بايدن في الفوز بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس ضئيلة ما يجعل مبادرة اللقاء المباشر بين الطرفين هزيلة النتائج.

ونقلت مصادر مطلعة أن نائب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أثار أمام مضيفه في طهران الضغوط التي تمارسها إسرائيل على الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية للتأثير على وتيرة المفاوضات والتي بلغت مستويات التهديد المباشر ووضع خطط بديلة في حال فشل الأطراف في العودة إلى إتفاق عام 2015 ما يجعل المنطقة أمام مصيرا مجهولا، فتلقى ردا واضحا وحاسما بأن طهران سترد بصورة مباشرة وسريعة دون أية ملاحظات دولية على أي عدوان قد يشنه الكيان المحتل على منشآتها في حال فشل مفاوضات الاتفاق النووي وهي مستعدة للذهاب إلى تنفيذ ضربة مباشرة لأهداف محددة مسبقاً داخل الأراضي المحتلة.

أما بالنسبة لإجراء حوار مباشر مع الولايات المتحدة فإيران لا تتوقع حصول نتائج مفيدة من هذا الحوار حتى في المجال الاقتصادي وذلك أن تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة عليها ، أقل بكثير من تأثيراتها على الدول الأوروبية و هي تجري الآن إصلاحات اقتصادية شاملة سوف تحرر بشكل كبير اقتصادها من اعتماده على الخارج ولاسيما الاتفاق النووي.

وبذلك فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لتحمل جميع نتائج فشل الاتفاق النووي وعلى الولايات المتحدة و أوروبا أن تلتزما بتعهداتهما بموجب الاتفاق النووي فهما بحاجة إليه أكثر في ظل تفاقم ازمة الوقود و السلع الأساسية بعد الحرب في أوكرانيا.

عملية إغتيال الضابط العسكري الرفيع في الحرس الثوري حسن صياد خدايي امام منزله في قلب العاصمة طهران حملت بصمات دامغة لتورط الكيان الصهيوني ما اعتبرته طهران تجاوزا لخطوطها الحمراء وأن الجهة التي تقف خلفها ستدفع ثمنا باهظاً وأن هذه العملية ستؤدي إلى تغيير الكثير من المعادلات والتي ستطال دون شك تعاطي إيران مع الأطراف الأوروبية في فيينا التي طالما إلتزمت الصمت أمام الأعمال الإرهابية للكيان الصهيوني ضد علماء إيران ومنشآتها النووية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى