ميخائيل عوض | كاتب وباحث
يستطيع محور المقاومة وباقتدار حماية واسناد وتعظيم الانتفاضة بل الثورة الشعبية المسلحة الجارية في فلسطين والتي لا سبيل لها الا التحرير من النهر الى البحر كما يستطيع تلطيف الازمة الاجتماعية والاقتصادية التي تضرب بسوريا ولبنان والعراق وبشعوب المحور ان هو قرر واراد وفعل ما يملك من قدرات هائلة الاهمية لم يسبق ان بلغها في يوم. وفي الواقع اصبح اقوى بألف مرة مما كان عليه وانتزع الانتصارات الاعجازية وعدوه اضعف بألف مرة مما كان.
وقبل ان نستعرض ما يستطيع وما بقدراته وامكاناته نثبت المعطيات المادية المعاشة مستخدمين ذات المنهج الذي اوصى به السيد حسن نصرالله الخبراء والمحللين في لقائه الخاص؛
- الظروف والبيئات والفرص التي توفرت لإنشاء اسرائيل وتعظيم قوتها وتمكينها قد انتهت وانقلبت الى الضد، عالميا واقليميا ومحليا واسرائيليا وفلسطينيا. فإسرائيل فقدت كل واي من عناصر قوتها الاستراتيجية والتكتيكية شانها منذ ٢٠٠٦ كشجرة يابسة في حقل، لم يهم الفلاح لاقتلاعها ولم تضربها عاصفة لإسقاطها فنخرها السوس وتأكلت من الداخل، وتجتمع عناصر تفيد باقتراب العاصفة وربما امتلاك الفلاح الهمة لاقتلاعها. فبقائها بات امر غير طبيعي، وزوالها امر حتمي ومحقق وقريبا وهذا ما يجمع عليه قادتها وتقوله نخبها وتؤكده تطوراتها وازماتها.
- الشعب الفلسطيني لم يغادر ساحة المقاومة واختبر كل الحلول والرهانات والاوهام والقيادات، وبلغت به الامور وبالصراع العربي الصهيوني النهايات.
فلا التسويات حققت شئيا ولا التفاوض والتطبيع ولا السلطة واوسلو. وإسرائيل نفسها عادت الى عناصر التأسيس عصابات عدوانية ومستوطنات اقتلاعيه، وتطرف يميني لا يحتملها حتى اصحابها وجزء كبير من بنيتها، ولم يعد من امكانية لتعايش الفلسطينيين والمستوطنين فالأرض لا تتسع لكلاهما فإما تهويد وطرد ومجازر للفلسطينيين ستولد الحرب الكبرى او مقاومة مستدامة وبكل ما توفر حتى اقتلاع الكيان المؤقت والمصنع وقد انتفت اسباب بقائه وبات عاجزا عن تخديم مهام تصنيعه.
- في العمق هذه هي رواية جنيين ونابلس وطول كرم واللد وبئر السبع، وهذا ما تؤكده المقاومة الشابة والجرأة النادرة والاستعداد لتقديم التضحيات بصبر وثبات فلا سبيل الا التحرير او الموت ولم يعد لدى الفلسطينيين ما يخسرونه فقرروا خوض المقاومة وفي فلسطين التاريخية وليس من الخارج او من غزة او بالرهان على الغير.
- والثورة الفلسطينية المسلحة الجارية في فلسطين هي بمثابة قرار جماعي فلسطيني بالاشتباك لنيل احد الحسنيين اما الاستشهاد بشرف او التحرير والنصر ولا سبيل الا النصر ففلسطين في ثورة لا مسار لها ولا خيار الا النصر والتحرير من النهر الى البحر….
- في لقائه بالخبراء والمحللين شدد السيد؛ عليهم ان يقاربوا الواقع وان يقرؤونه كما هو وحذر من تزيينه او قراءته بذاتية واو بعقائدية، واكد جازما ان الحرب الكبرى ستقع والمحور بات على حواف انجاز الاستعدادات واكمال عناصر القوة واتخاذ القرار والمبادرة.
على هذه المعطيات الواقعية جدا والموضوعية كثيرا والمعاشة عمليا، وبرغم ان المحور اقترب من اكمال العدة، والشعب الفلسطيني سيحرر فلسطين ولو بدماء ومعاناة اكبر، واعظم حتى لو تأخر او تخلف او انشغل المحور عن الاسناد والدعم وتفعيل عناصر القوة الموفورة والمتعاظمة. فالمحور ملزم ومعني ويجب ان يشد الهمم ويستثمر في الزمن ويستعجل احكام التاريخ والجغرافية ومشيئة الله، فيبذل ويعمل ولديه ما يقدمه لفلسطين في ثورتها ولسورية في متاعبها.
قالها السيد حسن نصرالله لو كنا نعلم ان اسر جنديين سيؤدي الى الحرب لما فعلناها وكرر قوله في لقاء الخبراء، كثيرا ما جاءت نتائج اعمالنا اكبر بكثير من المقدمات فقد كان الله معنا. والثالثة ستتجسد في فلسطين وتكون يد الله في النتائج ولو لم تكن المقدمات كاملة ومنجزة على المسطرة..
فبإمكان المحور القيام بالأعمال والاجراءات التالية على سبيل المثال لا الحصر؛
-ان يعود لتفعيل استراتيجية اللعب على الحافة التي ابتدعها مؤسس محور المقاومة القائد التاريخي حافظ الاسد بدل ان تركت ليمارسها الاسرائيلي وهو لا يملك عناصرها ولا يستطيع تحمل نتائجها ان تدحرجت ووقع في المحظور على عكس ما يملكه المحور من قدرات وبنى وجغرافية واعماق افقية وعامودية.
-يستطيع ان عاد وانتزع استراتيجية المعارك بين الحروب واستعاد المبادرة والمبادأة وفعل القدرات وسعى الى استنزاف إسرائيل والقواعد الامريكية وحلفاء إسرائيل بسلسلة من الضربات الصغيرة وخلق حالة احتكاك دائمة ودوارة في مختلف المجالات. فمثلا يمكن تفعيل تظاهرات العودة من غزة مع الأشغال والارباك الليلي في غزة وبلدات ومدن فلسطين ويعود الى الطائرات والبالونات الحارقة ويجب ان تترافق مع تظاهرات اسبوعية على الحدود من سورية ولبنان ما سيحفز الاردنيين للفعل ذاته فكم سيؤدي ذلك من اشغال وارباك للإسرائيلي وكم يخفف ضغط الجيش والمستوطنين عن حوارة ونابلس وجنيين.
-يستطيع وله كامل الذرائع بعد الاعتداءات على سورية والتحليق في اجواء وبحر لبنان ارسال المسيرات يوميا فمن البحر والبر والجولان وغزة ولبنان وكم هذه ستكلف إسرائيل من قلق وارباك وإكلاف منظومات الدفاع الجوي، وإنهاك الطيارين واكلاف التحليق.
– يستطيع تكثيف الهجمات المسيرة والصواريخ والعبوات ضد الوجود والقواعد الامريكية في سورية والعراق والتنف واستهداف قوافل النفط المسروق من سورية وايقاع اصابات تلزم الامريكي بالانسحاب او تحمل الاستنزاف والجثث والخسائر، وقد قال السيد حسن نصرالله ان الانسحاب الامريكي مهزوما من سورية والعراق يسهم بتحرير فلسطين وربما بلا حرب.
-يستطيع تامين الفدائيين للعمليات النوعية في المستوطنات الحدودية بالطائرات الشراعية واو الزوارق المطاطية…
-هل تذكرون قصف الصواريخ من العيشية والتقاصف ثم اطلالة السيد حسن نصرالله واعلانه ان السفن ستحمل بالمشتقات النفطية الإيرانية وما ان تبحر وترفع العالم اللبناني لتصبح ارضا لبنانية والمس بها سيعني المس بالكيان ووصلت المحروقات الى لبنان، وفي لقائه مع الخبراء والمحللين قال عبارة خطيرة وهامة؛ ان اسرائيل تعرف والكل يعرف ان ما تحققه ايران يصل الى المقاومة وايران اختبرت صاروخ بر بحر دقيق الاصابة على مسافة الف وخمسمائة كيلو متر، وذكر بتهديداته بإقفال البحر على اسرائيل. فالتقاصف تحت السيطرة يفيد كثيرا ايضا.
بكل حال ان اعتمدت اي من تلك الامور سيكون لها انعكاسا فوريا في تحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والحياتية لسورية ولبنان والعراق وايران و يسقط قيصر وتنكسر حرب العقوبات والحصارات..
وبكل الاحوال فالثمرة عندما تنضج ستسقط ولا تستجيب للفلاح وحاجته بتأخير حصادها كذا فرضت حرب تموز ٢٠٠٦ وكذا قد تفرض الحرب في غير الاوان التي يخطط لها المحاربون
غدا؛
ماذا عن الفرص المتاحة والتحديات والمخاطر المحتملة؟ فهل تنجو إسرائيل من ازمتها بانقلاب شبه عسكري ؟؟ وهل يعاد تفعيل مشاريع وخطط تصفية القضية الفلسطينية بالتسوية والتتبيع- التطبيع عبر الممر الوحيد سورية والجولان؟؟
…/ يتبع