ميخائيل عوض | كاتب وباحث
لم تتخلف جبهات المحور عن اسناد غزة بالنار والدم والارواح ولم يبالي احدا من الدول والفصائل والجيوش بالتهديدات والعراضات الامريكية والاطلسية.
فالجيش الايراني بدا مناورات واسعة. وايران لم تبخل بغال ونفيس وامدت المحور وفصائله وغزة وفصائلها بكل واي ما تستطيعة من المال والسلاح والمعدات. وتعرضت للحصار والحروب ولم تلن او تتلكأ، واعلنت جاهزيتها لساعة النزال عندما يتطلب الامر وتحتاج غزة او اي من الجبهات.
حزب الله والشهادة لله ومقاومته ابدع ويدوزن الاشتباك بطريقة ابداعية، وضرباته حققت الكثير ولم يبخل بالدم والارواح، وجبهة الجولان في حالة حرب ويذهب العديد من الخبراء والتقارير الى ان الوثبة الثانية بعد عبور غزة ستكون من الجولان وقد حشدت القوى والاسلحة استعدادا والجاهزية تامة كما جاء في تقرير القدس العربي قبل اسبوع.
العراق وفصائل الحشد المقاومة لم تتردد قط وبدأت الاشتباك مع الامريكي الذي يقود حرب اسرائيل على غزة واطفالها ومشافيها ونسائها العزل.
الا ان خبر اليقين والعمل الاعظم، والفعل الاستراتيجي جاء من اليمن العظيم فالتظاهرات المليونية لم تنقطع، وتطوع مئات الالاف للجهاد والاستشهاد على تراب فلسطين، ولم تحل الجغرافية والدول والنظم العوازل ولا الحشد العسكري الامريكي في البحر الاحمر ونشر الدفاعات الجوية الامريكية في السعودية ومصر والاردن ومشاركة الدفاع الجوي المصري والسعودي بمحاولات التصدي وحماية اسرائيل والدفاع عنها كل ذلك لم يحل دون مشاركة اليمن بالنار ودخول الحرب والاشتباك واستهداف اسرائيل بالمسيرات والصواريخ.
ودأب انصار الله على القصف بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، وبعضها نجح بالوصول الى ايلات اليوم.
وايلات ميناء اسرائيلي على حدود الاردن ذو اهمية استراتيجية اقتصاديا وعسكريا لإسرائيل وتهديده وادخاله في الاشتباك امر في غاية الاهمية والاستراتيجية، وهدد انصار الله وهم صادقون بتهديداتهم ويفون بالوعود، باستهداف السفن الإسرائيلية ما لم تقف حرب ابادة غزة وقتل طفولتها وتدمير عمرانها، وقصفوا القاعدة الاسرائيلية في ارتريا ولم يتهيبوا تحذيرات وانذارات امريكا والاطلسي وحلفهم.
انصار الله ويمنهم السعيد وبرغم ما اصابه من جراء الغزو الامريكي الخليجي مازال حيا وينبض عروبة ويلتزم قضية الامه ذات الاولوية والملتهبة اليوم بحرب لا سبيل لها الا شق الطريق الى تحرير فلسطين كلها من البحر الى النهر.
صواريخ ومسيرات اليمن وصواريخ ومسيرات حزب الله وصواريخ ومسيرات الحشد الشعبي تتعانق في السماء وتزغرد لفلسطين محررة من البحر الى النهر وتعقد راية الامة – امه المقاومة والشعوب – وانخراطها في الحرب، وتقطع بان الزمن الاتي سيكون زمن التحرير الكامل واقتلاع الاشواك من خواصر الامة وانزال العقاب بأمريكا والاطلسي وقواعده والنخب والنظم التي نصبها الغرب المتوحش في الدول والكيانات التي صنعت لإسناد وحماية اسرائيل وتحقيق غايات الغرب الاستعماري.
ان يشتبك اليمن برغم المسافة والعوازل ويفتح جبهات وجغرافية واسعة ويؤمن بالنار التواصل مع الناقورة وغزة والضفة والجولان والعراق في جغرافية واسعة جدا وبعدد سكان هائل وقدرات بشرية ومادية لا تنضب يعني الحرب الشاملة والكبرى جارية وان الزمن انقلب والمعطيات المادية تغيرت والتوازنات اختلت وانتزع قرارها ومسارات الاحداث وتوقيتها واصبح بيد محور المقاومة دول وشعوب وجيوش وفصائل.
الله محي اليمن واهله الطاهرون والمحاربون ويشد على ايديهم فالزمن والمستقبل يصنعه الرجال والمحاربون الاكثر حكمة وجرأة وهجومية.
زمننا الجاري هو زمن تحرير فلسطين من البحر الى النهر واستئصال الوجود والقواعد والنظم الخادمة للقوى الباغية والاستعمارية.
اما الدول والجيوش والنظم التي مازالت تغرق في قديمها وتتملق الاسرائيلي والامريكي وتسهم في حصار غزة والتآمر عليها وتضع قوتها ودفاعاتها الجوية لحماية إسرائيل وتقبل ان تحشد فيها امريكا وتبني منصات الدفاع الجوي لحماية إسرائيل وعدوانها وللدفاع عن القواعد الامريكية.
فحكم الأزمنة والتاريخ والجغرافية ان تذهب بين الاقدام وتجرها خيول الاسرائيلي والامريكي المدبرة.
زمن المقاومة والتحرير جار وقد ازف زمن الخلاص والتحرير.