مفيد سرحال | كاتب وباحث في الشؤون السياسية
لا زالت لوحة العبور وكسر السور في (كسارة العروش) التي رسمها رجال الله بالنيران الحية والتكتيكات والوسائط القتالية الاحترافية والحركية الميدانية المذهلة في معالجة الأهداف من لياقة بدنية واسقاط مواقع واسر جنود والسيطرة على مستعمرات وبروز سلاح المسيرات القاصفة واسلحة حديثة لتفجير حقول الالغام واحتواء المسيرات المعادية بالاسلحة المناسبة المتطورة ،تتردد أصداء تلاوينها على أكثر من صعيد ومستوى سيما وان الحشد الاعلامي المتعدد التوجهات والانتماءات محليا وعربيا ودوليا قارب الفعالية اللوحة من زوايا نظر مختلفة فحوَّلها الى حدث استثنائي مغلف بسيل من الأسئلة والتوقعات والاستنتاجات وهذا لعمري سر أسرار فيض الجنان وزحمة الألوان في قلب وحواشي لوحة العرض .
ومما لا شك فيه وباعتراف القاصي والداني ان الترتيبات ورزمة المقاصد والغايات من المناورة العسكرية الحوارية بمنطوق مُشفَّر المحاكاة في الزمان والمكان حبكته ارادة وادارة فذة تجلت في الوحدة الاعلامية لحزب الله بشخص عقلها الخلاق المبدع الحاج محمد عفيف حتى بات بالامكان وهو كذلك تصنيف تلك الوحدة كتشكيل قتالي يؤازر ويناور ويبادر ويعصف ويقصف شأنه شأن الوحدات النشطة على خط النار في الخنادق وخلف أخشاب البنادق.
في هذا السياق وبعيدا عن المواقف من المناورة والعجيج والضجيج الذي واكبها منذ اعلانها لتاريخ ترجمتها ماديا على تلال عرمتى وما واكبه من حشرجات الحناجر حتى الاختناق جراء دخان القذائف او وقر الآذان بفعل طنين سمفونيات المسيرات،او اعتمالات الصدور بالضيق نتيجةارتدادات الصدى وهيبة الرماح في تلك الساح..
بعيدا عن كل ذلك لا بد من التوقف عند كلام دقيق لرئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين وضع خلاله الامور في نصابها وشق الطريق نحو احداث منتظرة ووقائع مرتقبة عندما قال:((لا عدو لحزب الله في الداخل )) مما يبدد بل يشتت تلك البلبلات العقيمة والعجن بطحين فتنوي لاطعام جهات خارجية استجرارا للرضى واستمرارا بالتشكيك بالشريك الوطني وضرب مرتكزات الوفاق الداخلي ومعه قوة لبنان بمقاومته…ولاهل الداخل قال السيد صفي الدين:ندعوهم للاعتماد على المقاومة في حماية لبنان وثرواته وسيادته..
اما مربط الفرس في كلمته ختام المناورة فقوله:((نحن لن نتخلى عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر وآجلا ام عاجلا سنحررها بالمقاومة لانه لا قيمة للقرارات الدولية ومن يعيد الحق هي المقاومة والقوة…
في هذا المجال تردد في احد الصالونات السياسية كلاما تحليليا ثاقبا يبنى عليه بأن التذكير باستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر لابد انه قض مضجع قادة الاحتلال الاسرائيلي واستقر في آذانهم كالوسواس وهم في ذروة انشغالهم بترميم ردعهم الهش المتهالك وعجز قوتهم امام المقاومة الفلسطينية ناهيك عن الجدل الذي شق الشارع الصهيوني ومعه المؤسستين العسكرية والسياسية حيال ما سمي بالتعديلات القضائية التي رمى بها نتنياهو لاستنقاذ نفسه من فضائح الفساد.
وتقول تلك المداولات : ان اسرائيل الذي اوقفها حزب الله ولما يزل على قدم واحدة خائبة خائفة من اي منازلة مع رجال أذاقوها مرارة الهزيمة وكسروا شوكتها في الميدان .تخشى خوض حرب لا تضمن مفاجآتها ونتائجها وهي ازاء المعطى الآنف الذكر مجبرة لا بل مكرهة لتقديم التنازل تلو التنازل إبعادا” لكأس المواجهة التي أعدت لها المقاومة ومحورها العدة القاصمة الحاسمة لما بعد بعدالجليل …
وبالتالي (اسرائيل ) بعد تدني وظيفتها الاستراتيجية وقلة حيلتها في المبادرة ستلجأ لاهثة عبر الوسطاء للتفاوض حول مزارع شبعا خشية تنفيذ حزب الله وعده بتحريرها بالقوة العسكرية وتقع حينها الفأس بالرأس الصهيوني اي ما تجنبه كيان الاحتلال من مواجهة لم تتوفر اسبابها الموضوعية كما الذاتية بات اسيرها جراء اصرار المقاومة على ترجمة وعدها وهذا يعني معركة شاملة مع محور المقاومة ستكون الأخيرة.
وكان واضحا السيد هاشم صفي الدين بكلامه الواثق المتحفز في المناورة..
كل ذلك يعني اننا قد نصحو يوما ما ونراه قريبا لنرى بأم العين انسحاب الصهاينة من ما تبقى من ارضنا اللبنانية على غرار مشهدية التحرير عام ٢٠٠٠ ..مرددين كالعادة لا تطلقوا النار نحن راحلون عن ارضكم.