كتب مفيد سرحال | نداء ، الى اهلنا في السويداء
مفيد سرحال | مدير تحرير موقع المراقب
أهلي في السويداء مما لاريب فيه ولا شك لدى كل ذي بصيرة ثاقبة وعقل نير الا الجاحدين الذين ختم على على قلوبهم وابصارهم غشاوة ان العلة وبيت الداء والبلاء..هناك في قاعدة التنف ومن خلفها ادارة البيت الأسود وغرفه السوداء حيث احتلال الموارد وسلة الغذاء واستنبات بذرة الانفصال لاسقاطها على الجغرافيا السورية وتقطيع الاوصال.
والحال قبل ان تغدو قاعدة التنف نُتَفا” ومن يشغلها ويستوطنها من فطر مسموم وخوذ لئيمة أشلاء يجري ترحيلها بالصناديق من حيث أتت لن تنعم سوريا بالاستقرار والازدهار والتعافي الاقتصادي والدين صفر كما في السابق الجميل حيث الامن والامان والطبابة المجانية والتعليم المجاني والبحبوحة.
هناك في التنف بيت الداء وسرطان التجويع والحصار ونشر الارهاب لتقويض سلطة الدولة الوطنية السورية وافقادها المناعة اما الدواء الناجع فأول جرعة منه كما آخر جرعة اقتلاع هذه الغدة الخبيثة عبر رفع عنوان اوحد للصراع عدته وأدواته حرب تحرير شعبية تستعاد معها حقول القمح والثروة بدل الانسياق والانسياب عن علم او جهل خلف مشاريع خارجية مصيرها الفشل وحتما ستتفتت على صخرة الجيش العربي السوري البطل الذي خاض الصراع ضد من سعى ولما يزل لتغيير سوريا الدور والموقع ومركز القرار القومي لا التغيير في سوريا .
● لنتذكر جميعا” المذبحة التي نفذتها داعش بايعاز وتجهيز وتذخير من قاعدة التنف في شرق السويداء وتحديدا في قرية الشبكي واخواتها وذهب ضحيتها ما ينوف عن 400 شهيد بينهم اطفال رضع وشيوخ وتم سبي النساء الدرزيات الى البادية .
في اليوم التالي للمذبحة صدر عن الحكومة البريطانية البيان التالي:
ان الحكومة البريطانية على اتم الاستعداد لحماية الاقلية الدرزية في السويداء عملا بالاتفاقية المعمول بها بين الدروز والتاج البريطاني على اثر الاخداث الدامية بين الدروز والمسيحيين عام 1840.
وكان واكب هذا البيان حملة تشكيك ممنهجة وتعبئة مغرضة خاضتها غرف عمليات ووسائط اعلامية ضد الجيش العربي السوري لاحداث شرخ بينه وبين الاهالي تحت حجة عدم دفاعه عن تلك القرى والبلدات للقول بان الدولة عاجزة عن حماية شعبها وبالتالي هذا ما يسوغ البحث عن ملاذات حمائية ….غريب عجيب هذا العشق الانكليزي للدروز!!!! ؟؟؟؟الانكليز الذين وصفهم امير البيان في الشرق الامير شكيب ارسلان بانهم ((سوسة تنخر في عظام المسلمين)).
●لنتذكر جميعا عام 2014 عندما سهل ودعم وعزز الجيش الصهيوني الجماعات الارهابية بالسلاح والعتاد قرب الخط الفاصل في الجولان بعد ازاحة الشريط الشائك المنصوب منذ حرب 73 حيث شن الارهابيون هجوما عنيفا بالمفخخات على بلدة حضر لاسقاطها فوق صفيح من الدم يتيح اختراقها واعمال الذبح برقاب اهلها وسبي نسائها والزحف على بقية قرى جبل الشيخ الدرزية وصولا الى رخلة وقطع طريق المصنع.
يومها خيَّرت (اسرائيل) دروز حضر بين سكين النصرة او السكن في حضنها طلبا للحماية غير ان حضر صمدت وقدمت عشرات الشهداء ودحرت الغزوة الارهابية وقلنا يومها: حضر ليست بوابة قرى جبل الشيخ بل عمامة جبل الشيخ ولن تسقط)
وللتذكير اتسق الهجوم على حضر مع مذبحة قلب لوزة في ادلب واخذ الآلاف رهائن للضغط على المقاتلين في حضر واصابتهم في معنوياتهم وثباتهم وضرب عصبهم القتالي.
على وقع هذه المعركة الفاصلة سارع نتنياهو الذي كان يسعى الى قيام حزام امني بطول 70 كلم يمتد من جبل الشيخ الى وادي اليرموك وزار موسكو وقال بتصريح علني امام الرئيس بوتين:انه على استعداد لتوفير الحماية والدعم والمؤازرة لدروز سوريا طارحا خطة تشمل السويداء بالتفاهم مع الاردن ؟؟؟؟؟
لقد جرى في السنوات الأخيرة ضخ اموال من جهات متعددة المصادر بموازاة اتصالات مكثفة بعضها سري وبعضها الآخر معلن من شخصيات ومرجعيات دينية وزمنية مع دول وعواصم القرار في العالم لفرض وصاية دولية على السويداء او الحاقها مع درعا بالاردن في اتحاد كونفدرالي لعزلها عن الدولة الام على ان يتولى ضباط دروز فارين من الجيش العربي السوري مهمة ادارة شؤون المحافظة.
ان توسل الازمة الاقتصادية الخانقة وحرب التجويع لافقار الشعب السوري واخضاعه التي تخوضها الولايات المتحدة يشكل مدخلا لاعادة نبش مشاريع التقسيم والدويلات والدروز في قلب هذا المخطط لسلخهم عن ارضهم وتاريخهم وهويتهم العربية الاسلامية وتحديدا السويداء اكبر تجمع درزي على تقاطعات الجغرافيا الساخنة وادغام الدروز عنوة في لعبة الامم من شرق الاوسط جديد وفوضى خلاقة وقرن صفقة ضامر ظاهريا في وقت يضج قانون يهودية الدولة الذي يعني فيما يعني فعل قسر وقهر عنصري وترجمته الحرفية طرد الاقليات غير اليهودية التي يصعب عليها التعايش مع حيثياته العنصرية الماكرة،ولعل كلام الصهيوني ناتان ايشل صديق نتنياهو كان الابلغ في مقاصده والمرامي حول ما يستبطن قانون القومية اليهودية وصانعيه عندما قال:((لقد انطلقنا ولن نغير اي كلمة في قانون القومية واي شخص لا يناسبه ذلك فان لديه جماعة درزية كبيرة في سوريا وهو مدعو لاقامة دولته الدرزية هناك…))
يجب ان يعي دروز سوريا ان دمهم في ذمة ورقبة اميركا وبريطانيا واسرائيل وادوات القتل والاجرام في مصانع ومختبرات السي أي آي، كذا شظف العيش وسوء الاحوال الاقتصادية وانهيار العملة والغلاء الفاحش سببه قانون قيصر الخانق القاتل ولصوصية الكاوبوي والسطو الوقح على الثروات والخيرات السورية كجزء من الحرب المفتوحة على سوريا الارض والشعب والمؤسسات.
ان الحديث عن أمن ذاتي درزي وحماية دولية للدروز والتمهيد للانسلاخ عن الدولة الوطنية السورية واستنساخ التجربة الكردية والاستعانة بهذه التجربة كغطاء للتآمر الخارجي الاميركي البريطاني الصهيوني يعتبر اخطر مؤامرة يواجهها الدروز في تاريخهم المعاصر اذ تضع وجودهم على خط زلزال الانتحار والدمار الذاتي والزوال والتشتت.
وبالتالي ان الدروز في السويداء امام خيارات ثلاث :
_بقاء الدروز في كنف الدولة الوطنية السورية وفي ظل العلم السوري وقيادة الرئيس بشار الأسد الموجود في سدة الرئاسة وعلى رأس السلطة بقوة ثباته وشجاعته وانتمائه القومي وقوة وبسالة وانتصارات الجيش العربي السوري الذي قاتل الدروز في صفوفه كوطنيين عروبيين اصيلين دفاعا عن وحدة التراب السوري وبقوة الشعب السوري الصامد في وجه زمهرير القهر والتجويع و بقوة رفض الرئيس الأسد الانصياع والتفريط بالحقوق القومية وان ننسى لا ننسى زيارة وزير خارجية اميركا للرئيس الأسد عقب احتلال العراق مهددا متوعدا طارحا الاغراءات ايضا قائلا:((ارفع يدك عن المقاومات العربية واحكم لبنان وسوريا لمئة عام)) لم يلتفت الرئيس بشار الأسد لكل تلك الاطروحات الغربية التآمرية على خيار المقاومة وعروبة سوريا لما في ذلك من خطر على الامة العربية جمعاء لان سقوطها يعني تشليع الاقطار العربية بالفتن والخصوصيات والفئويات والمعازل فكانت الحرب الكونية على سوريا لتغييرها ونقلها الى محور التفريط والتتبيع والتطبيع.
الخيار الثاني :اعلان الدروز لدولتهم المستقلة في السويداء مع ما يستتبع ذلك من تهجير لدروز فلسطين الى وادي التيم وطرد دروز الجولان بحجة رفض المراوح الهوائية على ارضهم والتحاق دروز الاردن ولبنان بالجذر السويدائي بحماية غربية ستضع الدروز على حد شفرة حادة مع محيطهم العربي الاسلامي.
ثالثا:القبول بتجربة دروز جبل السماق اي الرضوخ لحكم الجماعات الارهابية وسلوكياتها العقائدية والعيش في كنفها كرعايا بل كنعاج صاغرة خائفة مترنحة على مقصلة الأحكام الناشزة .
مما لاشك فيه ان وجع الناس في السويداء هو عينه وجع الشعب السوري بكليته لكن تعبير الناس عن الغضب اتجاه واقع الحال ينبغي ان ينصب على المسبب المجرم الظالم الغاشم اي اميركا واعوانها وخلاف ذلك يحمل في طياته علامات استفهام كبرى حول الحراك ومحركيه واغراضه والذي يعمل مشايخ العقل في السويداء بحكمتهم على تفكيك الغامه وألغازه ولا يجب إغفال اسرائيل في هذه الحبكة التي تستكمل حلقة الضغط الاميركي الخانق للشعب السوري و تستهدف الجيش العربي السوري وقطاعاته المقاتلة وتشكيلاته المختلفة لاضعافه امام الارهابيين وأخرجت اليوم مطار حلب من الخدمة في سياق مخطط اعادة تفعيل الاطباق على سوريا واحياء مؤامرة التجزئة والتقسيم لتقطيع اواصر محور المقاومة والضغط على روسيا واراحة الكيان الصهيوني المتهالك بانقساماته الداخلية المردوع بالفعل المقاوم سواء في فلسطين او لبنان والمسكون بهاجس انهيار المشروع الاستيطاني بهجرة معاكسة لقطعان المستوطنين باتت تؤرق قادة الاحتلال.
وختام الكلام للتبصر والتفكر والالتزام ما جاء في رسالة المرجع الروحي الاول لطائفة الموحدين الدروز الشيخ ابو يوسف امين الصايغ العام الفائت لاهل السويداء:((فالله الله اخواني الموحدين من شك يتداخل الجوانح،ومن غش يمتلك الجوارح،وليتقدم انتسابكم الوطني بحق على الانتساب الى ما يتجاوز الاوطان،ويكون مدعاة للتقسيم والانفصال،ولا يخالنَّ خائل،اذا سقطت مؤسسات الدولة،أن يدا عليا تحمي الجبل أو سياجا من الغيب يقيه العصف..))١