كتب مفيد سرحال | مورغان : جمال الطلة وبشاعة الطرح

مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني – مدير تحرير موقع المراقب
من اطلع على مقابلة المبعوثة الاميركية مورغان اورتيغاس مع الاعلامية الاميركية هادلي غامبل في اعقاب زيارتها إلى لبنان ولقائها الرؤساء الثلاثة (عون،بري،سلام) لا يستنبط الانحياز الاميركي الصارخ للكيان العبري وحسب بل تقمص (الجميلة) للوحش الصهيوني مظهرا وجوهرا.
ويتبدى لبنان السيادة والاستقلال والقرار الحر سائبا” هاجعا” في ظل مستعمر مستكبر.
بفظاظة تصف الم قا w مة وسلاحها بالسرطان الذي ينبغي اجتثاثه…وفي معلومات خاصة وخلال محادثة هاتفية بين لبناني صديق( للمرجانة) قبل زيارتها للبنان وصفت ح زب ا llه بحزب الشيطان.. وبفجاحة استعلائية مهينة للكرامة الوطنية تستدعي الوزراء إلى عوكر بصرف النظر عن طبيعة المداولات سواء استئناسا” أو إملاء” فإن المشهد يشهد على تدخل سافر بالشأن اللبناني حيث بدت الصروح الوزارية مجرد هياكل خرسانية خاوية الفعل والقيمة لا تجسد هيبة الدولة وسلطانها على ارضها بقدر تمظهر الجبرية الخنوعة التواكلية المتجذرة في هيكلنا السياسي . فالاستقلال ليس علما ولا نشيدا وطنيا انما هو سيادة حقيقية.
سرطان…شيطان… ألقاب أسبغتها المبعوثة الموبؤة بالصهينة على أعظم وأشرف وأنقى وأنبل ظاهرة إنسانية خاضت ولمَّا تزل حربا تحريرية أرادت تحرير الأرض والانسان وقيام وطن للإنسان في لبنان وفلسطين.
فالقانون الطبيعي والقانون الدولي يعترفان بحق اللبناني في المقاومة وتفرض الأخلاق الإنسانية والوطنية والقومية والدينية عليه إن يمارس هذا الحق.
فالى جانب رفع السرية المصرفية واعادة توليف المصارف وإجراء الإصلاحات البنيوية المطلوبة أشعلت (المرجانة) فتيل مفخخة السلاح والخلط المتعمد بين 1701 و1559 .
ان الوقاحة المورغانية بإشاحة النظر عن خروقات العدو الإسرائيلي للقرارات الاممية وتركيزها على سحب سلاح المقاومة بالقوة عبر الجيش اللبناني وممارسة التطويع للتطبيع عبر لجان مدنية واجهه الرؤساء الثلاثة برؤيا موحدة لدرء المخاطر التي تهدد البلد والسيادة الوطنية.
أن مورغان وخلفها الإدارة الاميركية تعلم علم اليقين الحساسية المفرطة للتركيبة اللبنانية وزج الجيش اللبناني في نزاع اهلي مع مكون أساسي في البلد ناتجه التلقائي تفجير الصيغة اللبنانية وتشليع المؤسسات وفرط الدولة وتهديد وجودي للكيان اللبناني.
وقد نجح لبنان الرسمي في تجويف اندفاعة مورغان وطرحها المتأسرل الأهداف وترك مسألة السلاح للخطة الدفاعية ومندرجات خطاب القسم للرئيس جوزيف عون الذي رسم خارطة طريق تراعي مكامن قوة لبنان بموازاة الاطماع الصهيونية وانتهاكات السيادة اللبنانية خارج بقعة جنوب الليطاني التي التزمت المقاومة التزاما كاملا بالجانب التنفيذي للقرار 1701 ووقفت خلف الدولة اللبنانية التي تنكبت مهام الردع دبلوماسيا فيما حكومة العدو الاسرائيلي داست كل القوانين ومعها رعاة الاتفاق ببلطجة موصوفة.
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بالحاح راهنا هل الاندفاعة الاميركية المدمجة باصوات نشاز في الداخل اللبناني حيال نزع سلاح المقاwمة توطئة عملية لتصديع الوحدة الوطنية وزعزعة الاستقرار وتقويض المؤسسات ؟؟؟ اتساقا مع مشروع تفتيت المنطقة الذي رسم مساراته النتن ياهو في فلسطين وسوريا ليطال كل دول الطوق .
وهل ورشة الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة اللبنانية بسرعة قياسية مجرد ديكور خادع لمهام أفظع وأخطر يقضي بخلق مناخات تقسيمية حاضرة وجاهزة على الأرض وتنتظر انفراط عقد الدولة بصدام بين الجيش والمقاومة يفضي إلى جيوش المذاهب التي ستنضم اليها قوى اخرى مثل النازحين وسواهم وترسم في ظلها خرائط النفوذ.
لا يؤمن للاميركي جانب طالما مورغان وكل مورغانات الإدارة الاميركية يتقمصون عقل وتفكير المؤسسة الصهيونية وفكرها التوسعي..لذا إلحاح مورغان لزج الجيش في لعبة الداخل تحت عنوان حصرية السلاح بيد الدولة مع الفهم العميق لتداعياته يجعلنا نرتاب حيال الأهداف الحقيقية للطحشة الاميركية فالمسألة ليست حماية الكيان العبري من هذا السلاح وهو محمي من الغرب الجماعي انما توفير ديمومة الكيان عبر بعثرة الجغرافيا ورسم حدودالطوائف بالفوضى المنظمة الغير خلاقة… على أمل أن نكون مخطئين!!