مفيد سرحال | مدير تحرير موقع المراقب
يطل السابع من نيسان ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي الناشئ في اربعينيات القرن العشرين المنصرم والأمة العربية تتقاذفها رياح التذرر والتشرذم حتى بتنا نردد مع الشاعر عمر ابو ريشة(انا من بقايا أمة هي والعلى من تؤام…لا تسألي اين انتهت لا تسألي تتألمي ) كل ذلك بتحييك وظائفي جهنمي من قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية التي طالما نظرت للعرب بازدراء المتغطرس بتصنيفهم على قوائم البشرية كفائض بيولوجي من شروط تحديثه احتلاله وتطويعه وسلبه خيراته وموارده وتشتيت قواه الحية والسعي الدائب بشتى السبل لتقويض الرابطة القومية الانسانية الجامعة للعرب بمبضع الولاءات والعصبيات من شتى الصنوف والأهواء كرمى لعيني سيطرة الاله يهوه المنذور للسيطرة الغاشمة وازهاق الارواح والارادات والموارد واستباحة الارض العربية بالاحلال والاغتصاب كما هو حال فلسطين السليبة. وعليه لابد من الاضاءة على المضامين والمنطلقات النظرية للبعث القومية والانسانية وأثرها البالغ في حركة الصراع الدائر في المنطقة العربية لاسيما استهداف سوريا القلعة العربية العميقة جذورها في التاريخ كما الجغرافيا وأصل نقطة البيكار في وحدة العرب ومصالحهم القومية والاستراتيجية. ان فلسفة البعث العربي الاشتراكي للقومية تتجلى في انها اداة تحرر من الاستعمار ومن استغلال انسانية الانسان ورابطة مصيرية للعرب من اجل التحرر بجميع اشكاله السياسية والاجتماعية باعتبار ان الشعور القومي الاصيل يمثل روح الامة،وبالتالي فان تمسك البعث بالفكرة القومية كنظرية هو بحد ذاته رؤية جامعة وتتسع بوتقتها للكل العربي بتنوعات اطيافه بل تجعل من هذه التنوعات مصدر تخصيب وغنى لمجمل مجالات الحياة العربية ومشروعاتها المستقبلية فهي الرابطة التي تحقق الوحدة مع التنوع. لهذا كان استهداف سوريا وجيشها القومي العقائدي المتسلح بالبعث الذي أعلى الشخصية الثقافية للامة وعراقة وجودها التاريخي الواحد وقابلية انبعاثها كأمة رسالية متواصلة مواكبة قادرة على خلق القيم الجديدة وعليه فطابع خلود رسالتها يتحول الى اهم يقينياتها المستحصلة. واذا كانت القومية في منابتها الاوروبية حركة البرجوازية الصاعدة لاقامة الدولة الامة واسقاط دولة الاكليروس المتحالفة مع الاقطاع فان القومية وفق منطوق البعث العربي الاشتراكي حركة تحرر العرب من استعمارهم وتجزئتهم وتخلفهم وتابعيتهم ،والفارق كبير بين قومية برجوازية الاهداف والتكوين وقومية تحررية الاهداف والتكوين فالعروبة كرابطة قومية في صلب عقيدة البعث ومرتكز مرجعي عقائدي،قومية شعبية انسانية ديمقراطية لا تقبل العنصرية او الانغلاق او الاستعلاء. بناء على هذه العمارة الفكرية العقائدية الهادفة كان صمود الجيش العربي السوري الجيش القومي بحق، جيش الامة المنافح الذائد عن كرامتها ووحدتها ووجودها المطروح في دوائر الاستعمار والامبريالية على طاولة التجزير الجغرافي والروحي، الجيش العقائدي المسكون بروح البعث و الصخرة التي تحطمت عليها المؤامرة الكبرى ضد سوريا الواحدةشعبا وارضا ومؤسسات لتغييرها كمركز للقرار القومي وتزييف دورها وموقعيتها ما حال دون الاجهاز الناجز على العروبة لصالح التمذهب والتطيف والأسرلة المقنعة، وتحويل العرب الى مزق ممزقة تدور في فلك اسرائيل الكبرى على وقع الثورات الملوثة بتلاوين العصبيات والفئويات والخصوصيات وربيع التجزئة الأسود. ان انتصار سوريا بقيادة الرئيس العبقري الفذ سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد الصامد كما قاسيون، الراسخ كما حرمون، الجاذب للعرب الى عاصمة العرب دمشق بعد ظنون واهية بأن تغييب سوريا عن جامعة العرب سيحط من قدرها ويقلل من شأنها لتظل سوريا رغم ظلم ذوي القربى وحدها الجامعة لآمال وأحلام الشعوب العربية التواقة لمجد الامة وسؤددها ورفعتها وما طلائع العودة العربية الى رحاب الشام سوى الدليل القاطع على ان العرب من دون سوريا ريشة تتقاذفها رياح التفتيت والتطويع والاستتباع . كل هذا المد المعنوي وانتصارات الجيش العقائدي عبر افشال مخطط تغيير سوريا وثبات القيادة العبقري لا شك كان وسيبقى ملمحا لماحا وضاحا لفكر البعث ونوره القومي. فهنيئا للبعث العربي الاشتراكي في عيده وهنيئا لسوريا المنتصرة القابضة على جمر العروبة الباعثة لنهضة امة كانت وستبقى مهدالعراقةوالاشعاع الحضاري الانساني .