مفيد سرحال | خاص الأفضل نيوز
تحول نزوح الاخوة السوريين الى لبنان اثر الحرب الكونية على سوريا الى معضلة مستعصية نظرا للآثار المترتبة عليها وتطال لبنان في صميم كينونته وبنيته المجتمعية ولا يجب اغفال او اشاحة النظر عن عاملين مساعدين في تفاقم هذا الملف الضاغط: العامل الخارجي لاسباب تخدم مصالح الغرب الاستعماري وخططه الهادفة الى زعزعة استقرار دول الطوق وتشليعها بالفتن والقلاقل والنزاعات الهامشية الالهائية عن جوهر الصراع المتمثل باحتلال الصهاينة للارض العربية في فلسطين وسوريا ولبنان.
والعامل الثاني يتمثل بتناغم بعض الداخل مع الخارج من خلال رفض العودة الطوعية او سواها من الحلول التي اجترحتها الدولة اللبنانية والامن العام اللبناني.
فالخارج من الواضح ان ورقة النزوح بالنسبة اليه ورقة رابحة على طاولة الاستثمار والتوظيف السياسي لا سيما العبث المدروس بميزان المكونات واداة ضغط لم يحن الأوان بعد لاستخدامها بالشكل المطلوب ويكتفي هذا الخارج بالتحضير النفسي متوسلا القرارات الدولية وآخرها الاتحاد الاوروبي الذي حسم مسألة الدمج في المجتمع اللبناني فيما يهمس آخرون في اذن البعض ان الديمغرافيا تكسر الستاتيكو القائم كسلاح في وجه سلاح المقاومة حسب زعمهم.
في حين ان فريقا من اللبنانيين اضافة لمجاراته السياسات الغربية قام بتفريغ الآلاف من المحاسيب برواتب عالية وبالعملة الاجنبية في المؤسسات الدولية والجمعيات العاملة في مخيمات النزوح تحت عناوين شتى.
اما التوظيف الذي يبتغيه الغرب الجماعي من الكتلة البشرية التي باتت تشكل ثلث اللبنانيين المقيمين فيمكن تحديدها وفق ما يلي:
_الاستخدام الامني كذراع عسكري في مواجهة قوى المقاومة تحت عنوان مذهبي تأهيلا وتسليحا وهذا كاف لان غالبيتهم خضعوا للخدمة الفعلية او الاجبارية في صفوف الجيش العربي السوري وذلك لاستنزاف قوى المقاومة واشغالها عن الصراع مع العدو الاسرائيلي المأزوم وجوديا.
_تربية جيل من الناشئة والشباب على ايدي ال NGOS وفق مفاهيم و باقة من المصطلحات والنظم القيمية التي هي اقرب الى القيم الغربية لاحداث فجوة نفسية وفكرية بين هذا الجيل وبيئته على المستوى الثقافي كفيلة بإبعاده عن القضايا الوطنية والقومية في حال عودته الى سوريا.
_رصدت في الآونة الأخيرة ظاهرة بدأت تتفشى في مخيمات النازحين السوريين وتتمثل بقيام فرق متخصصة بالتبشير الديني من احدى الدول الآسيوية انتشرت بين العائلات وبدأت بتحويلها من الاسلام الى المسيحية ما يسهل نقلها لاحقا الى اوروبا ودمجها بالمجتمع الغربي كونها عائلات مسيحية وتحركت بعض المراجع الاسلامية لمتابعة هذا الموضوع والحؤول دون اتساع رقعته وسط النازحين.
_وفي سياق الخطط المعدة لاحداث تحولات ديمغرافية يجري اسقاطها لاحقا على الجغرافيا اللبنانية خاصة مع الحديث عن منطقة حرة في لبنان معزولة عن بيئة المقاومة فان الخطط تتناول تهجيرا ممنهجا يجري التحضير له مسبقا باحداث امنية للقرى والبلدات المسيحية المتواجدة في الاطراف في البقاع والشمال والجنوب ويتم احلال النازحين السوريين مكانهم بحيث يتم اغلاق المنافذ والمناطق المؤدية الى حيث نفوذ وتواجد المقاومة من خلال هذه التموضعات ومن يراقب بالمقابل توزيع مخيمات النزوح في المناطق اللبنانية خاصة في الجنوب والبقاع يدرك تماما ان اختيار تلم الاماكن لن يكن عرضيا او عبثيا بل جرى تقييمه وفق مواصفات تخدم قضايا امنية في مراحل لاحقة.
وفي هذا الاطار نفذت احدى السفارات الاجنبية بالتعاون مع قوى حزبية مناورة على الارض تحت عنوان اجلاء الاهالي من احدى المدن المسيحية الكبرى في حال حصول خضات امنية تستوجب الانتقال الى مناطق اكثر امنا..
هذا غيض من فيض التآمر على لبنان وسوريا على امل التنبه لمثل هذه المشاريع التي توحي بان مخططا جهنميا يعد للبلد بعدما فقد وظيفته السياسية والاقتصادية وبات من العسير العودة به الى ما كان عليه الامر الذي يحتم اما اعادة النظر بصيغته من خلال تفاهم وطني جديد او الحاقه بالجغرافيا الام… لبنان القديم انتهى.