مفيد سرحال | مدير تحرير موقع المراقب
ضربت دوروثي شيا أخماسها باسداسها ودمجت خناسها مع جلاسها وصرفت بعضا”من وقتها في النقر على آلتها الحاسبة فجاء الحاصل الانتخابي بناء على قاعدة بيانات منصات الاحصاء لدى سياسيين وجهات تشغيلية متصلة لحظويا بغرفة عمليات خاصة في عوكر مخالفا للمشتهى المأمول ما عكر مزاج شيا التي انحشرت في زاوية الارقام وتحولت عندها فرصة الانقضاض على الكثرية من فرصة الى غصة فاذعنت على ما يبدو لواقع آثرت معه الصمت كما قلل من حركتها الايحائية الهادفة في كثير من الاحيان عبر اطلالات وزيارات تأكد باليقين القاطع انها تتجاوز البحث عن جذورها التي قيل انها لبنانية.
اذن صمت شيا الانتخابي وحركتها الباهتة يشيان بالتوازي مع القفز البهلواني الغير مبشر ب(السلامة) النقدية للدولار فجأة وكالعادة دون مسوغات ذات صلة بالسوق ومبدأ العرض والطلب ان ثمة تحييكا اميركيا مبذولا بتؤدة لتطيير الانتخابات النيابية في الخامس عشر من ايار القادم بعد تمحيص دقيق وسبر عميق لاجهزة السفارة الاميركية في حجم المتغيرات المنشودة على صعيد نتائج الاستحقاق الذي واكبه تجميع ودمج وتأطير لوائح انتخابية ولم شعث بعض ما يعرف بقوى الثورة وخوض المعركة برنامجيا وشعاراتيا وفق لافتة محددة يتموضع في صلبها المطلبي المحق عامة قضية سلاح المقاومة ،ويبدو ان العديد من قوى التغيير تنبهوا لهذه التمريرة الخفية التي استبطنت واستوطنت البرامج فحصلت انشطارات خففت من زخم وفاعلية القوى التي تتغذى من السفارة الاميركية في مسعى لالباس كل قوى الثورة لبوسا سياسيا مناهضا للمقاومة وهذا ما لم يتحقق اذ ان العديد ممن حملوا شعارات 17 تشرين ومعهم الغالبية من الشعب كانو حقيقة يعبرون عن آمال وآلام وعذابات اللبناني المطحون معيشيا واقتصاديا بفعل السياسات الاقتصادية التي اعتمدت على مدى عقود وشكل نظام الفساد فيها ظاهرة بنيوية ومرآة لنظام الجماعات الطائفية كون الفساد الترجمة المباشرة للمحاصصة الطائفية واقتسام المغانم وتحويل الدولة واجهزتها الى عقارات تشغلها قبائل الطوائف وظائفيا ونفعيا.
وعليه فان عدم قدرة السفارة على التوليف والتحشيد الفاعل للحركات المدنية والبلبلة الحاصلة في غالبية الدوائر جراء الانسحاب التكتيكي الهادف للشيخ سعد الحريري وما تركه من اعطاب وثغرات في تركيب اللوائح وانزياح قسم كبير من الشارع السني بصورة ضدية صارخة عن قوى اساسية في منظومة 14 آذار.. والاهم من كل ذلك ان الهدف الرئيسي من الضغط والحصار وتحميل المقاومة زورا البلاءات الاقتصادية بعملية احتيال وتزييف للوعي هائلة سخرت لها مليارات الدولارات في الاعلام والسياسة لم تؤت اكلها ولم تتأثر البيئة الحاضنة للمقاومة بخروقات جوهرية لابل زادت تماسكا وصلابة وتشبيكا ليس بين الثنائي الوطني وحسب انما مع كل القوى الحليفة لخط المقاومة ومحورها المنتصر في الاقليم .
هذا الهدف الاساس سقط من المعادلة الانقلابية ليرشح عنه تباشير اكثرية نيابية تتراوح بين 68 و74 نائبا ونسبة اصوات تفضيلية للمقاومة وحدها تقارب ال400 الف صوت تفضيلي وأكثر .
ازاء هذه المؤشرات وحيث تندفع المقاومة وحلفائها لخوض الانتخابات النيابية بزوادة المنتصر بالصوت الشرعي وفي الصناديق لا بوساطة السلاح الشرعي ايضا ما يعني نتائج شرعية ديمقراطية نزيهة لا تشوبها شائبة ورغبة جامحة لا لبس فيها او هنات او تلكؤات ستضع المراقب المحلي والدولي امام مجلس نيابي شرعي ديمقراطي منتخب بالوسائل المعتمدة لدى ما يسمى العالم الحر بالطبع سيحرج السفارة وكل عمارتها السياسية وادارتها التي ستشهد على ولادة مجلس نيابي منتخب وفق الاصول لكن بأكثرية نيابية موصوفة لصالح حزب الله وحلفائه وهذا ما لا تطيق او تستسيغ.
بالمقابل لوحظ ان عددا من المرشحين المحسوبين على السفارة في العديد من المناطق شدوا احزمة الانفاق الانتخابي وجمدوا عمل الماكنات على وقع المنحى التصاعدي للدولار وبايحاء ممنهج على ما يبدو للتريث كون حسابات حقل شيا لم تتطابق مع منتوج بيدر المقاومة الرقمي الاكثري حتما فلجأت الى (مذراة) الدولار لبعثرة الاستحقاق قبل فرز القمح عن القش…ونهار غد الثلاثاء حسب مرجع سياسي كبير اذا حلق الدولار وطار…طار معه الاستحقاق .
اذن شيا والحصار بالدولار تؤامان سياميان وبينهما السلامة غنيمة.