مفيد سرحال | مدير تحرير موقع المراقب
مؤلم جارح يدمي القلب والخاطر المشهد الارهابي الشنيع للاعتداء الاجرامي على حافلة مبيت جنود الجيش العربي السوري في الرقة.
فعل دموي دنيئ تكرر ولما يزل على كامل التراب السوري منذ الشرارة التآمرية الكونية الاولى في آذار 2011 بمخالبها المحلية والصهيو رجعية.
ومن باب الحمق والسطحية اغفال التركيز على الجيش العربي السوري العامود الفقري لوحدة سوريا وسيف وترس القرار القومي ومركزه الشام العصية على الكسر والعزل .
اذ ليس مصادفة أو مجرد حدث عرضي تدمير شبكات الدفاع الجوي والقضاء على حراس السماء لتستباح الاجواء من تنين (يهوه) وليس جريمة عادية تصفية اللواء زغيب وعائلته واطفاله بدم بارد وهو احد كبار الادمغة العسكرية وباني منظومة الصواريخ المتطورة في الجيش العربي السوري التي كان لها الدور المفصلي الحاسم في حرب تموز التي خاضها حزب الله في العام 2006 وكانت باعتراف قادة الصف الاول في الكيان المؤقت حربا وضعت الدولة العبرية على خط زلزال الزوال.
كما لم يكن حادثا عابرا اغتيال العقل العلمي المُجَلِّي مدير مركز البحوث العلمية في مصياف الدكتور عزيز اسبر احد اكبر علماء الأمة.
وتمادت ادوات القتل الارهابية (الثورية ) وتغولت بأنيابها ذبحا واغتيالا واعدامات جماعية لمئات وآلاف من جنود وضباط الجيش العربي السوري بدم بارد لا يقيم وزنا لشرع ارضي او سماوي وان ننسى لا ننسى جسر الشغور ومشفى الكندي وسجن حلب المركزي وعشرات المواقع التي قاتل فيها بواسل سوريا حتى الرمق الاخير دفاعا اسطوريا محصنا بعقيدة وطنية قومية تأبى التفريط بوحدة التراب السوري كاستهداف مركزي لدى من خطط وشغَّل ووظف لتدمير البنى المجتمعية وادارات الدولة ومواردها الاقتصادية وفي طليعتها حصن سوريا الحصين المؤسسة العسكرية التي عجزت قوى الشر عن اختراقها او تشتيتها وتشليعها بشتى صنوف المغريات والتهديدات.
انه جيش سوريا البطل احتياطي الامة الاستراتيجي في معركة الحسم القومية متى اكتملت شروطها الموضوعية وكل الاستهدافات والردود المعلنة وغير المعلنة على العدو الصهيوني تبقى معارك بين ظهراني الحرب الحاسمة القاصمة.
انه جيش سوريا البطل الذي اجتاح العوائق ووصلت طلائع دباباته الى جسر بنات يعقوب في حرب 73 التحريرية وكالخيل الجامحة روت ظمأها على ضفاف طبريا.
انه جيش سوريا البطل الذي اسقط اكبر نقطة رصد وتجسس في الشرق الاوسط على قمم جبل الشيخ بما يعرف بالانزال الرأسي على المرصد ما حول غرفة القيادة والسيطرة لدى العدو الاسرائيلي الى دب أعمى.
انه الجيش العربي السوري البطل الذي سَحَقَ (العدس الاسرائيلي) على بيادر الدم في معركة السلطان يعقوب او بيادر العدس وقال فيها المراسل العسكري الاسرائيلي :(فتية صغار من جيش الأسد لكنهم اسود حقيقيون هزمونا شر هزيمة لقد اوقعونا في شراكهم لقد اوقعونا في عش دبابير).
ومثلها في ضهر البيدر وعين دارة حيث قلب ابطال الجيش العربي السوري للارتال الزاحفة (ظهر المجن) والتحم الدم بالدم والحديد بالحديد .
انه الجيش العربي السوري البطل .. (دبابة الرقيب ابو فادي) الذي ناور وناوش كالأسد الهصور تقدم جيش العدو الاسرائيلي عام 82 وأعاقه على مدى ساعتين عند محوري الحوش وعين عطا قضاء راشيا ،تارة استظل شجرة سنديان عند الطرف الغربي لبلدة بيت لهيا وتارة أخرى تدرَّأ بمنزل قيد الانشاء ملحقا اصابات مباشرة بأكثر من عشر آليات اضطر بعدها طيران العدو للقيام بموجة قصف مجنونة ظنا منه ان قوة مدرعة اعاقت رتلين على محورين واستشهد (الرقيب ابو فادي) مع معاونَيه بعد ان لاحقه الطيران مع نفاذ ذخيرته واستشهدوا معا كما يليق بالرجال على حد سيف البطولة..
اذ ذاك يعي كل ذي بصيرة ووجدان قومي نقي سر استهداف الجيش العربي السوري ايقونة التحرير المنتظر ،الجيش الجَسور وجسر العبور بالقامات الرماح الى جنوب الجنوب وذرى فلسطين.
ان الدم الزكي للجنود المغدورين غيلة وظلما بهذا الكم من الحقد والشر المستبطن فسَّر لنا حلم الطغاة البغاة وادواتهم المأجورين على انه استهداف للدم الذي يرسم كل يوم خارطة سوريا الواحدة الموحدة مركز القرار القومي،انه استهداف للروح المشبعة بعقيدة الايمان الراسخ بالعروبة بوجه التقسيم والتجزئة التي بنى مرتكزاتها القائد الخالد حافظ الاسد وحمل رايتها الجبين المنذور لعز الامة الصامد بوجه المؤامرات والاعاصير جبين قاسيون الصادي للشمس القائد الفذ سيادة الرئيس بشار الأسد.
نعم لقد اتضحت الصورة وانجلت الحقيقة وكشحت غمامة الزيف والتزوير ان سر أسرار سوريا جيشها البطل المستهدف بابشع مؤامرة تشابكت فيها مصالح الاقربين والابعدين وتسللت في تلابيبها انفاس وخيوط الصهاينة المذعورين من جيش ذاقوا مرارة الذل والهزيمة على يد جنوده البواسل فالمسألة ليست مسألة التغيير في سوريا المسألة اعمق بكثير بأبعادها وتجلياتها وأدواتها فالاهداف المضمرة اخطر وادهى: المطلوب تغيير سوريا والعقبة الكأداء جيشها القومي العصي الأبي حارس العروبة وصمام امان وحدة الامة بعد عزل مصر وتشليع العراق .
وعليه في كل لحظة نستمطر شآبيب الرحمة على جنود وضباط وصف ضباط الجيش العربي السوري نظراء ادونيس وتموز وديموزي في الصراع مع التنين الذي لابد سيهزم … هؤولاء ابناء سوريا البررة الذين انزرعوا في كل المطارح قادمين من كل المطارح كرمى للأرض ،للتراب المقدس، لسوريا التاريخ والحضارة ووحدة الحياة الانسانية بأجلى مظاهرها ..دماؤهم السر
السر باختصار: دبابة ابو فادي …
