مفيد سرحال | مدير تحرير موقع المراقب
طويت صفحة تشكيل وتسجيل اللوائح الانتخابية وافتتح مضمار التسابق على التحشيد الجماهيري واشهار العدة الاعلامية اللازمة خطابا ومصطلحات وعناوين اسهاما في استنفار وشحذ الوعي وتحديد او تبديل القناعات من جهة وحسم الخيارات من جهة ثانية مع الإكثار من توابل ونكهات العصمة والنقاء وامتلاك الحق والحقيقة لحسم الفجوة بين امتناع واقتناع. وسط هذا المعترك تتبدى ظاهرة تتهيب القوى السياسية بقلق بالغ مفاعيلها المرتدة ليس لجهة تدني نسبة المقترعين وحسب وهذا امر شبه مسلم به لاعتبارات كثيرة باتت مقاربتها مكرورة وممجوجة وشهدتها انتخابات ال 2018 باستنكاف نصف الشعب اللبناني عن المشاركة . هذه الظاهرة يمكن وصفها بالارواح المتمردة العصية على الضبط والتطويع وحتى الترويع واختراقها العائلات والبنى الحزبية بنسق اعتراضي نافر عالي النبرة الرفضية المعاكس للبيئة اللصيقة في توجهاتها وولاءاتها ما قد يحدث صدمة تغييرية عميقة يحتم تراكمها واتساع رقعة تأثيرها اللجوء الى مقاربات مختلفة للنتائج راهنا وفي الاستحقاقات القادمة خاصة الضمور النوعي لحيز الاستحواذ والاستقطاب. وقد عبر قادة سياسيون في مجالسهم الضيقة وبعد سبر عميق للبنى المجتمعية عن توجسهم من تفلت وتسرب خطير للاصوات من بين الاصابع الحزبية والعائلية تمثل بالفئة العمرية بين (21 و40 سنة ) ما يشي باستقرار النتائج على كتل هرمة من الناخبين تتحكم بها العصبية الحزبية والطائفية والمذهبية ما سيفضي الى تقليص للحواصل والناتج الاقتراعي ولاشك الى تأثيرات مباشرة على الاوزان الانتخابية ومجاميع النواب. والحال هناك غموض في المسوحات والبيانات الاحصائية كما ونوعا لكن الثابت الملموس تبلور تغير في البناء الاجتماعي وطرائق التفكير وجنوح فئة وازنة من الشباب عن الالتزام التقليدي المتوارث والذهاب الى خيارات بعيدة عن ذاك اللاحم والضابط العائلي للانتماء والسلوك ، فهل نحن امام انعطافة مجتمعية ثورية ستحدث اذا ما اتسعت افقيا خروقا وتمزقات في العصب الحزبي للمكونات والجماعات و تكون بديلا لحراك 17 تشرين الذي اعتوره هنات والتباسات وملاحظات قد تكون اكثر عمقا وجدية وفاعلية بعد اضمحلال ما يعرف (بالمونة) من قبل الاهل وكبار السن وعدم القدرة على توسل فعل القهر والقسر تجاه الابناء مع ما يؤسس بنيويا لقيام ضدية متشددة تنشد التحرر والتغيير والانعتاق من الانماط القائمة والذهاب الى تعبيرات معاكسة للسائد العلائقي!!؟؟؟ وهل نحن حقيقة امام ثورة غير منظورة ذكية موهوبة غير موهومة انتقلت من المذاهب الى المواهب متحفزة تعتمل فيها كل عوامل الغضب والسخط والنقمة و تنتظر الظرف الموضوعي لتتجسد أرقاما في الصناديق المغلقة فينفتح معها النظام المغلق على مصالح وحقوق الجماعات لا الافراد ؟؟ ام ان القديم سيبقى على قدمه في استنساخ متجدد للنعجة دوللي تحت ظلال ثقافة القطيع …لننتظر ونرى…