مصطفى عواضة | كاتب لبناني
بعد سلسلة العمليّات الاستشهاديّة التي ضربت العمق الصهيوني، وخاصة عمليّة “تل أبيب” التي نفّذها الشهيد ضياء حمارشة من بلدة يعبد قضاء جنين، أقدمت قوات الاحتلال على خطوة تصعيديّة جنونيّة فاشلة باقتحامها مخيم جنين من كافة محاوره، في محاولة لاعتقال بعض المجاهدين، إلاّ أنها جوبهت بمواجهة قويّة واشتباكات عنيفة من المقاومين الأشدّاء، الذين أفشلوا هذه العملية الجبانة، في وقت أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة الاستنفار العام لـ”سرايا القدس” في كافه أماكن تواجدهم في أعقاب اقتحام مخيم جنين بالضفة المحتلة.
المواجهات البطوليّة للمقاومين الفلسطينيين في المخيّم أدّت لإصابة جندي صهيوني من قوات “الدوفدوفان”، فيما استشهد فلسطينيان متأثّران بإصابتهما الحرجة؛ وهما الشهيد المجاهد سند أبو عطية ابن مخيم جنين وأحد مجاهدي حركة الجهاد الاسلامي، والشهيد يزيد السعدي من مدينة جنين، ليؤكدا بشهادتهما أنّ دم الشهداء يوحّد جماهير الشعب الفلسطيني في تصويب البوصلة تجاه العدو الغاصب، وإشعال نار المقاومة والمواجهة حتى تحرير الأرض وتطهير المقدسات.
في هذا الصدد، اعتبر المسؤول الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي القيادي داوود شهاب في مقابلة مع موقع “العهد الإخباري” أنّ “هذا التصعيد العدواني ليس جديدًا، وإنّما هو استمرار لنهج الإرهاب الذي دأبت سلطات الاحتلال على ممارسته والذي يستهدف كل ما هو فلسطيني”.
وأضاف “من خلال متابعتنا الميدانيّة نرى أنّ وتيرة التصعيد العدواني ارتفعت بشكلٍ كبير في ظلّ أجواء التطبيع والتحالفات التي تتم بين بعض الأنظمة العربيّة والاحتلال الصهيوني، ما يعني بوضوح أنّ كيان العدو استطاع أن يوظّف التطبيع في توسيع عدوانه وارهابه بحق الشعب والأرض والمقدسات” .
وتابع شهاب “هنا لا بدّ من الحديث بوضوح عن الغطاء الذي وفّرته الأنظمة المطبّعة لهذا العدوان وليس أدلّ على ذلك من الاجتماع الذي عُقِد في النقب بهدف شرعنة احتلال فلسطين”.
وحول إعلان الاستنفار العام، أوضح المسؤول الإعلامي في “الجهاد الإسلامي” “نحن أعلنا الاستنفار العام استعدادًا لأيّ طارئ، فواجباتنا تتطلّب التصدّي للعدوان والرد على أيّ اعتداء، فاليوم مقاتلونا في جنين كانوا في الخندق الأمامي في مواجهة محاولة اقتحام صهيوني للمخيم، وقد تمكّنوا من صد عملية اقتحام واسعة، ونحن مصممون على الاستمرار في المقاومة”.
وختم القيادي في حركة “الجهاد الاسلامي” قائلًا “سنشهد جولة عسكرية جديدة في حال حدث أي عدوان يمسّ بالأقصى أو المقدسيين أو في حال قام العدو بتنفيذ تهديداته وشن أيّ عمليات اغتيال”.
بدوره، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة، قال في حديث لـ “العهد” “من الواضح الإمعان في سياسة الإحتلال على جميع المستويات على امتداد فلسطين، من الإعتقال والإغتيال، وممارسة التطهير العرقي والتمييز العنصري، وذلك ما دفع المشهد إلى الانفجار وعزز شعور الشعب الفلسطيني ومقاومته بضرورة توجيه ضربة للإحتلال”.
وأضاف “الإجراءات المتصاعدة للإحتلال تجاه شعبنا تدفع المشهد إلى المزيد من التصعيد، لا سيّما في ظلّ الصمت الدولي عن ما يقوم به الاحتلال، وبالتالي فإنّ الشعب الفلسطيني يواجه هذا العدو بمفرده”.
وتابع القول “هذه المعركة تتطلّب توحيد جهود كلّ الشعب الفلسطيني وهذا ما عُبّر عنه في ذكرى يوم الأرض من خلال الفعل المشترك المتزامن في المناطق المحتلة عام 1948”.
ولفت إلى أنّ “ممارسات الإحتلال العنصرية التي تهدف إلى أسرلة الشعب الفلسطيني لم تجدِ نفعًا، وهي تُواجه بمزيد من الوعي وأنّ الثقافة السائدة اليوم هي ثقافة الفلسطيني المشتبك”.
وختم الثوابتة قائلًا “إنّ الصراع مع الفاشية الصهيونية مفتوح وطالما هناك احتلال هناك مقاومة، فهذه معادلة الحق في وجه الظلم والاستبداد”.
العهد الإخباري