كتب مصطفى عواضة | أيّام قاسية” على الصهاينة

مصطفى عواضة | كاتب لبناني

يشهد المسجد الأقصى منذ أيام اقتحامات وإطلاق قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع والرصاص وذلك من أجل إخلاء المسجد ومنع المصلين من الاعتكاف فيه، فيما منعت سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مناطق الاشتباك من الدخول إلى المسجد لإجلاء المصابين الذين حاصرتهم قوات الاحتلال داخل المسجد.

مع ارتفاع حدة المواجهات أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية جهوزيتها العالية للرد على حماقات الاحتلال ليتحول المشهد بعد هذه التطورات إلى مواجهة بين العدو الصهيوني المأزوم داخليًا وبين حركات مختلفة من محور المقاومة أجبرته على دراسة وضعه الأمني قبل الدخول بأي مغامرة عسكرية والإيعاز للمستوطنين بالعودة إلى حياتهم الطبيعية بعد أن مرّ على “إسرائيل” يوم قاس جدًا بحسب الإعلام العبري.

فلسطينيًا، أكد الناطق باسم حركة “الجهاد” الإسلامي طارق سلمي أن “الاحتلال الصهيوني حاول فرض سياساته ومخططاته التهويدية للمسجد الأقصى، إلا أن محور المقاومة وجهوزيته العالية التي فاجأت العدو أفشلت تلك المخططات وأكدت أن أي اعتداء على المسجد الأقصى سيكون الرد عليه من جميع الجبهات وليس من داخل فلسطين المحتلة فقط”.

وفي حديث لموقع “العهد” الإخباري قال “لقد أدرك العدو الصهيوني خلال السنوات الماضية جهوزية المقاومة على جميع الجبهات التي تبدأ في فلسطين المحتلة وقد لا تنتهي في جنوب لبنان وهو يتراجع ليس لأنه صاحب القرار بل تحسبًا من ضربات محور المقاومة التي لا يستطيع مواجهتها في ظل ما يعيشه من أزمات داخلية يسعى إلى تصديرها من خلال الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني”.

ولفت سلمي إلى أن “الرد الهزيل الذي قام به العدو الصهيوني يوم أمس في جنوب لبنان دليل على مخاوفه من قدرة المقاومة كما أنه يبين الخلاف السياسي بين القادة الصهاينة وعدم توفر الخبرة لدى “الكبينيت” لاتخاذ القرارات اللازمة في مثل هذه الظروف بالإضافة إلى معرفة نتنياهو اليقينية بالثمن الكبير الذي يمكن أن يدفعه الكيان بأكمله في أي مواجهة مقبلة”.

من جهته، اعتبر المتحدث باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس محمد حمادة في تصريحه لـ”العهد” أن “العدو يعمد إلى انتهاك حرمة شهر رمضان المبارك من خلال الارتكابات الإجرامية التي يمارسها بحق المصلين والمعتكفين في بحات المسجد الأقصى وداخله، وهذه التصرفات الحمقاء التي يمارسها هي سياسة ذر الرماد في عيون مستوطنيه من أجل زيادة شعبية حكومة نتنياهو والتخفيف من أزماته الداخلية والخلافات السياسية القائمة بين قادة الكيان”.

وأشار إلى أن “العدو الصهيوني بات اليوم لا يقدم على أي حماقة دون دراسة بعد ما شهده من وحدة ساحات محور المقاومة، حيث أصبح الرد على أي اعتداء غير محكوم بالجغرافيا ولا بخطوت مواجهة وأن أي انتهاك اليوم قد يؤدي إلى حرب إقليمية”.

وشدد حمادة في ختام حديثه على أن “تراجع العدو الصهيوني عن قصف المدنيين وإعلانه العودة للحياة الطبيعية يعود لسببين أساسيين الأول عدم قدرته على خوض معركة مع المقاومة خاصة إذا كانت معركة متشعبة الفصائل والحدود، أما السبب الثاني فهو إيهام المستوطنين بأن حكومة نتنياهو استطاعت أن تفرض معادلة الأمن على فلسطين ولبنان في الوقت الذي لم يستطيعوا فيه التجرؤ على الرد المناسب بعد إطلاق الصواريخ من أحراج جنوب لبنان”.

المصدر | العهد الإخباري

Exit mobile version