محمود بري | كاتب وباحث لبناني
يتساقطون كالتين الناضج. أعدادهم أكثر مما نتوقع ونتمنّى. الأسباب هي نحن… المدنيون أهل القرى وسلامتنا. يفدوننا ووطننا بأجسادهم الغضَة وأسى أهلهم وأحبّتهم.
فدائيون هم لوجه الله والناس والوطن.
يدركون التفوّق التكنولوجي للعدو عبر المسيّرات المتطوّرة المجهّزة لالتقاط حرارة الجسم وضرب المقاتل المتخفّي.
كان بوسعهم ضرب الميركافا عن بُعد والانسحاب وترك العدو يردّ على داخل القرى ولحم الناس. لكنهم اختاراوا الأصعب… الإلتحام بأجسادهم والقتال عن قرب لإحداث الأثر. لذلك كانوا يتساقطون إلى حضن السماء بضربات جوّية بعد تنفيذ الضربة، وليس قبلها، أثناء إخلائهم مناطق الاشتباك التي تكون قريبة جداً من المواقع العسكرية العدوة.
حققوا إصابات قاتلة .. غزيرة وفادحة، في جسم الجيش العدو، ونجحوا في قتالهم ولو بالتضحية بحياتهم. هذا ما منع المحتل حتى عن الإعلان عن خسائره على امتداد سلسلة مواقعه التي زرعها على امتداد جبهة لا يقل طولها عن مائة كيلومتر على امتداد زنّار نار أوقدوه بتضحياتهم من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا.
هذا بعض ثمن حرص المقاومة واندفاعها للتضحّية بالدم والروح من أجل عدم إدخال لبنان في أيّ معركة كبيرة.
خسائر العدو المخيفة لقياداته منعته حتى الآن من التورّرط في حرب كبيرة. يعرف أنها ستكون مقتله.
المجد والخلود لرجال الله.