مقالات مختارة
كتب محمد العمري | ” داعش ” اوكرانيا
محمد العمري | كاتب سوري مختص بالعلاقات الدولية
يعرف مقاتلو مليشيات القوميين البيض في أوكرانيا، باسم مقاتلي «آزوف»، وهي مليشيات أحد أبرز الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوكرانيا حزب «أبطال أوكرانيا (Patriot of Ukraine)» الذي أسسه اليميني أندري بيليتسكي عام 2005، على أسس عنصرية عرقية تبرز تفوق العرق الأبيض عن باقي الأعراق؛ وهو ما يتطابق مع المنهج النازي الذي قامت عليه النازية في ألمانيا.
مارس حزب أندري بيليتسكي أعمال عنف عنصري داخل أوكرانيا في الفترة من عام 2010 وحتى عام 2014، وشارك بقوات مسلحة في الحرب التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا عام 2014، المعروفة باسم «حرب الدونباس»، والتي قام خلالها الجيش الأوكراني بمعاونة تلك المليشيات – مقاتلو آزوف- بمحاربة وإبادة جماعات من المتمردين على الحكم الأوكراني في إقليم دونباس.
برغم إنكار القوميين البيض وعلى رأسهم مليشيا آزوف أنهم «نازيون» بالمعنى العنصري للكلمة، فإن هناك العديد من الشواهد قد تؤكد عكس ذلك، ففي عام 2015 جاء تصريح على لسان أندري ديجاشينكو المتحدث الرسمي باسم حركة آزوف أن ما يتراوح بين 10 إلى 20% من مقاتلي الحركة هم من النازيين بالفعل، كما صرح بأن حركته تدعم استقلال أوكرانيا وقوتها، ومنع أي فكرة انقلاب على حكومة أوكرانيا، وألقوا آنذاك اللوم على بوتين واتهموه بإشعال الحرب في دونباس 2014.
بخلاف مظاهر أخرى لفكر النازية، تتجلى في رايات مليشيا آزوف التي تحمل رمز فولفجانج – الذي تتخذه النازية الجديدة (Neo Nazi) شعارا لها- بخلاف ظهور رموز نازية قديمة مثل «صليب سواستيكا» المعقوف وعلامة «قوات SS» النازية على أزياء بعض مقاتلي الخلية.
على جانب آخر، أفاد تقرير رسمي للأمم المتحدة في 2016، يصف الوضع في أوكرانيا، بأن حركة آزوف المسلحة قد ارتكبت جرائم تخالف القانون الدولي، وذكر التقرير تحديدا الفترة ما بين (تشرين الثاني) 2015 إلى (شباط) 2016، إذ استخدمت قوات آزوف مباني مدنية مأهولة بأسلحتهم، بوصفها أماكن وقواعد لاحتجاز المتمردين وتعذيبهم في إقليم دونباس.
في عام ٢٠١٤ قررت حكومات الولايات المتحدة وكندا رسميا أنها لن تساعد أو تدرب أي مليشيات قومية لها ميول نازية في أوكرانيا، لكن في العام التالي رفع الكونجرس الأمريكي هذا الحظر عن مليشيا آزوف، واستمر الدعم اللوجيستي والعسكري لها حتى عام 2018 عندما ضغط عدد من النواب الأمريكيين لمنع المعونة عنهم مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل، لكن فشلت محاولات أخرى في عامي 2019 و2021 لتصنيف آزوف على أنها مليشيا إرهابية أو متطرفة.
نشرت مجلة «جاكوبين» اليسارية الأمريكية في 15 (كانون الثاني) 2022 تقريرًا يفيد بأن مليشيا آزوف تلقت تدريبًا وتمويلًا من جهاز الاستخبارات الأمريكي (CIA) منذ عام 2015 بهدف مواجهة أي اجتياح محتمل من الروس لأوكرانيا