لم تزل العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر ما بين مد وجزر مثل ما يحصل هذا اليوم، ولم تكن هذه العلاقة لتستوي بسبب زلازل السياسة التي تتقاطع مع زلازل الطبيعة، والتي لن تنجلي إلا بصورتين لا ثالث لهما، إما تقوية العلاقة بينهما نظرًا لحاجتهما إلى بعضهما البعض، أو حصول الطلاق بينهما.

وأشار مصدر مطلع على أجواء العلاقة بين الطرفين، إلى أن الأولويات التي يتخذها كل من الطرفين مختلفة، فحزب الله يريد الحفاظ على المواضيع الاستراتيجية من خلال التحالف، بينما يصر الوزير باسيل على إعتبار رئاسة الجمهورية والمشاركة في جلسات حكومة تصريف الأعمال هي محور العلاقة، والتي تأزمت بفعل هذين الملفين.ويؤكد المصدر على أن استمرار العلاقة بهذا المنحى سيؤدي حتمًا إلى وقوع الطلاق، نظرًا إلى السقف العالي الذي طرحه باسيل في خطابه الأخير، عبر تناوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بشكل شخصي، إضافة الى عدم التواصل مع الحزب من خلال القنوات الدبلوماسية لحل الخلافات كما جرت العادة، بل الإصرار على التهجم الإعلامي العلني بما لا يخدم هذه العلاقة، ناهيك عن تخلي باسيل عن تأمين النصاب لجلسة البرلمان والتي تهدف الى تمديد ولاية مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وهذا ما تم الاتفاق بينه وبين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.ويشير المصدر إلى أن هذا التحالف المجمد في الوقت الحالي قد يكون بات عبئا على الوزير باسيل الذي سرب الى الإعلام أن اتفاق مار مخايل لم يعد يلائمه، في إشارة متقدمة إلى قرب الطلاق والتملص من أي التزامات مقبلة.وفي هذا الإطار تسربت معلومات الى الحزب على أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب واثناء جولته الامريكية الأخيرة حاول مع بعض الجهات الأمريكية رفع العقوبات عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الأمر الذي زاد توتر العلاقة بين التيار والحزب، الذي اعتبر أن محاولات بوصعب وبتوجيهات من باسيل نفسه هو بمثابة محاولة انقلاب على التفاهم بين الطرفين، وما يمس مباشرة جوهر تفاهم مار مخايل. اعتبارًا أن محاولة باسيل هي بمثابة قفزة باتجاه واشنطن، وما الهجوم العلني الأخير من باسيل على الحزب سوى التأكيد على أن الأخير يحاول ان يضع رجلًا في الحقل ورجلًا في البيدر. ظنًا منه أن التقرب من الإدارة الأمريكية تكون داعمًا له في طريق ترشحه الى رئاسة الجمهورية.

أمام هذا الواقع تبدو العلاقة المتأزمة بين الحزب وباسيل مؤشرا الى أن أزمة انتخاب رئيس الجمهورية مؤجلة إلى حين اتفاق الطرفين على مخرج يعيد بعض الحياة إلى اتفاق مار مخايل.. وإن لم يحصل ذلك فإن الأمور آخذة في التصاعد بين الطرفين مما يعرقل كل المحاولات الانقاذية خصوصا الداخلية منها، التي تحاول حلحلة الأمور على طريقة لا غالب ولا مغلوب.