مبارك بيضون | رئيس تحرير مركز بيروت للأخبار
بعد الأجواء المشحونة والتهم العشوائية التي طالت رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يتأكد للمراقب المحايد يومًا بعد يوم أن المطلوب إضعاف التيار وعدم تمكينه من الوصول إلى القبة البرلمانية إلا بأعداد محجَّمة لا تتجاوز الـ 15. وذلك بالتساوي مع خصمه حزب القوات اللبنانية، حسب مصادر مطلعة أكدت فكرة أن التيار ممنوع من أخذ المبادرة المسيحية، والحصول على التمثيل الأكبر الذي يساعده على أخذ القرارات المصيرية، بل المطلوب تقليص نفوذه السياسي حتى لا يتمكن من فرض وزراء له في حكومة ما بعد الانتخابات، وعدم مشاركته بالقرارات الحاسمة في المرحلة المقبلة، وإفشال كل المقررات التي بدأ بها ضمن هذا العهد، ولا سيما التي تشكل نزاعًا داخل الوسط السياسي الحالي، كملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وصولًا إلى التدقيق الجنائي، وترسيم الحدود البحرية والبرية معًا، وذلك إذا تمكن من ذلك دون رفض من الخارج، وهو العامل الأساسي بضبط كل الإجراءات المتعلقة بتلك القرارات.
وأشار مصدر مطلع إلى أن الأمور سيئة جدًّا ضمن سيناريو يعمل عليه من الإدارة الامريكية، بدءًا من إضعاف التيار للتحكم به وبحلفائه، وصولًا إلى الحليف الأساسي، وهو المطلوب الأول على لائحة الاستهداف، والمتمثل بالمحور ومن حوله، وهو رأس حربة في المواجهة لعرقلة كل ما له وحوله، وذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي الوصي على كل الحلول والمندرجات التي تجبر أيّ حكومة حالية أو مستقبلية بالتماشي مع مقرراته. ناهيك عن فرض عقوبات جديدة قد تظهر بالقريب العاجل، وتحميله المسؤولية ضمن حملة منظمة تحت عنوان الفشل الذريع لتلك السياسات والمنظومة السياسية الحالية، وجاء ذلك ضمن سياق مستجد تحت عنوان إلغاء الوكالات الحصرية، والتي تعتبر العصب الأساسي لكبار التجار، وبعضهم من السياسيين وكبار المتمولين القابضين على عصب المنظومة المالية.
وتشير المعلومات إلى أن جهة سياسية بارزة تعمل على خط التسوية السياسية بين العهد وعين التينة، تكمن أهميتها في ضرورة فتح خط تواصل ميداني مشترك بينهما، برعاية محور أساسي من شأنه كسر العزلة التي يتخوف منها البعض، والذي تحذر من أي فراق بين الأقطاب السياسية، كي لا يتمكن الآخرون من الوصول إلى غايتهم، في اصطفاف سياسي يُعتبر الأقوى في التمثيل والسلطة، من خلال تجميع عدد من أعضاء البرلمان، لتتمكن من تشكيل حكومة أمر واقع في حكم السيطرة. ويؤكد المصدر أن قرار اتخذ لجمع الشمل ولو بزواج منقطع وعهد دائم لتقطيع المرحلة المقبلة.
ويبقى السؤال الأهم هو: كيف يمكن للعهد أن ينهي ولايته محافظًا على هيكليته السياسية المتمثلة بالتيار الوطني الحر دون منازع على الساحة المسيحية في خلال الانتخابات النيابية المقبلة؟
وإنّ غدًا لناظره قريب!