مبارك بيضون | رئيس تحرير مركز بيروت للأخبار
لم يزل الملف الرئاسي يراوح مكانه، بين انقسامات داخلية أجلت الإستحقاق الى غير موعد، وتجاذبات في الإقليم أبطلت مفاعيل أي تفاهمات داخلية على اسم الرئيس وبرنامجه الإنتخابي، وقطعت الطريق على حلحلة الملفات المستعصية لحكومة باتت شبه عاجزة في ظل الفراغ المستفحل في المؤسسات الأمنية والنقدية بالتوازي مع ازمة اقتصادية تكبر ككرة ثلج قد تطيح ما بقي من هيكل دولة.
مصدرٌ سياسي متابع أكد أن “اللاعبينَ الاساسيينَ اليوم باتوا مقتنعين بما فيهم الثنائي الشيعي والقوى الأخرى مع التيار الوطني الحر الى نتيجةٍ مفادها أنه لا يمكن الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية من دون الوزير السابق سليمان فرنجية، وكل ما يتم العمل عليه هو من أجل انتخابه”
ويشير المصدر إلى أن “السعودية صارت مقتنعة بأن الطرف الآخر وخاصة المتمثل بالتمثيل السني ضعيفٌ و متشرذمٌ ومتفرقٌ ولا يعول عليه بالاتيان برئيس للجمهورية، لكنه قد يعول عليه بمعارضةٍ خارجَ نطاق الائتلاف الذي سوف يحصل فيما لو تمت التسوية على اسم سليمان فرنجية” .
ويتابع المصدر أن ” الوزير السابق وليد جنبلاط قد أشار الى أنه لا يعارض اسم سليمان فرنجية و علاقة التفاهم مع الرئيس نبيه بري ولا يمكن لوليد جنبلاط أن يخرج عن اي توجه لانتخاب رئيس للجمهورية دون أن يرضي الرئيس بري كون أن هذا الحلف هو حلف أساسيٌ ولن يتزعزع أبداً، وقد عبر عنه وليد جنبلاط عدة مرات وذلك في العديد من الجلسات العامة والمغلقة .
ويلفت المصدر الى أن “هناك عواملٌ متعددة تصبُ لمصلحة انتخاب سليمان فرنجية ،اضافة الى المعطيات الخارجية التي تتجه نحو هذا الاتجاه نتيجة ما يجري في المنطقة من تقارب إيراني- سعودي وهذا عامل إضافيٌ لتسهيل تلك التسوية ، عدا ذلك لن يكون هناك رئيس للجمهورية وسيدخل لبنان مرحلة الفوضى التي تسعى إليها الإدارة الامريكية كما تسعى جاهدة لإفشال كل التسويات بما فيها المبادرة الفرنسية لإعادة التموضع التي تعمل عليها من خلال تواجدها في سوريا ،
و وسطَ ازدياد المؤشرات السلبية حيال الغموض الذي يكتنف مهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان، بدا لافتاً الصمت المطبق الذي تلزمه الدوائر الديبلوماسية الفرنسية حيال كل ما أثير ويُثار في لبنان عقب توزيع رسائل لودريان على النواب، في وقت عكس الانقسام النيابي الواسع حيال الاستجابة من عدمها للإجابة على هذه الرسائل العمق المقلق لواقع التجاذبات الحادة حول الازمة الرئاسية وكل ما يتصل بتداعياتها على المستوى الداخلي.