ماهر الدنا | كاتب واعلامي لبناني
تطوّر أمني خطير شهدته الساعات الـ72 الأخيرة، اثر اعلان تنظيم داعش الإرهابي عن قيام ولاية لبنان في التنظيم، وذلك عبر فيديو مسجّل وصور مرفقة نشرتها وكالة أعماق – الناطقة الرسمية باسم داعش.
في الثلاثين من تشرين الثاني المنصرم، أُعلن عن مبايعة رابع متزعّمي تنظيم داعش وهو أبو الحسين الحسيني القرشي، الذي أراد بعد تنصيبه أن يوحي أن التنظيم دخل في عهد جديد من التمدّد في العالم، وتحديدًا بعد فترة من الهزائم والحصار الذي فُرض عليه سوريًا وعراقيًا وحتى أوروبيًا.
بعد تنصيب الحسيني القرشي، اسمه الحقيقي زيد وهو أحد أشقاء أبو بكر البغدادي متزعّم التنظيم الأوّل، بدا واضحًا أن سلسلة بيانات ستخرج عن التنظيم للايحاء بأن نشاطه لا يزال كبيرًا وبإمكان يده أن تصل إلى بؤرٍ جديدة وغير معهودة. من هنا كان اعلانه قيام ولايته في الساحل الافريقي ومن ثمّ في لبنان.
هل يعني الاعلان عن الولاية عودة عمليات التنظيم الى لبنان؟ قد لا تكون عودة العمليات هو أمر ملزم للتنظيم الآن، ففي السابق أُعلنت ولاية القوقاز دون أن يتبعها أي عملية حتى اليوم. لبنان وضعه مختلف بالطبع، واحتمال قيام داعش بعملية تتبع الاعلان هو فرضية قائمة. في الأصل قام داعش بعمليات في الداخل اللبناني، ولكن هذا النشاط توقّف بشكل سابق نتيجة جهود كبيرة للأجهزة الأمنية اللبنانية وكذلك لجهاز أمن المقاومة، حيث تمكّنت جميعها من رصد وتوقيف الرؤوس المدبرة للعمليات الإرهابية، من تفخيخ السيارات وصولًا إلى تحضير الإنتحاريين والإنغماسيين وايصالهم إلى لبنان.
في الفترة الماضية لم ينفِ أكثر من مسؤول أمني وجود خلايا للتنظيم، لا بل كان بعضها ينشط في تجنيد الشبّان وتهريبهم عبر الحدود. هذه المرّة تشير المعلومات أن نشاط داعش لا علاقة له بالتهريب، ومجموعاته لا تتمركز بالضرورة على الحدود اللبنانية، بل أنّها تتمركز في عمق المناطق الشمالية.
المستغرب جدًا هو أن ثلاثة أيام وأكثر مرّت على اعلان التنظيم قيام ولاية لبنان دون أي اهتمام اعلامي لبناني، ودون أن يخرج أي بيان عن أي جهاز أمني رسمي، وكأن شيئًا لم يكن!