كمال فياض | باحث في الشؤون السياسية والأمنية
روسيا والصين ، وقيادة العالم الجديد ،
ليست مجرد عملية عسكرية ،
فالأمر مرعب ، وخطير ،،
رعب يجتاح العالم لم نشعر به وبوطأته حتى الآن ،
ما علينا إلا أن ننتظر قليلا ،،
ستعلوا الأعاصير والتسونامي في مشهد يبدأ من اوروبا ولا ينتهي كما نبٌه الرئيس الفرنسي وتحدث عن افريقيا التي ينتظرها جوع بعد جوع ،،
ما تقوم به روسيا من خلال اوكرانيا اخطر واوسع واكبر وأبعد بكثير من حدود الدونباس واوكرانيا وحدود بولندا ،
حرب لا تملك روسيا فيها إلا قوتها العسكرية الفرط صوتية التي تباه بها الرئيس بوتين منذ فترة ليست بطويلة وسهول من الذهب تموج بقمح العالم ، وطاقة لا تنضب من غاز ونفط شريان حياة اوروبا وروح دب لا يهدأ إلا إن إنتصر وفاز بغنيمته او الموت بإسلوب الكاميكاز ،
مخطأ جدا من يعتقد أن روسيا دخلت المعركة المصيرية لوحدها دون حلفاء ، دون الصين تحديدا ، ولو من خلال سواتر صينية خادعة وبعض التشويش ،،
لا احد يريد أن ينتحر ،
إلحقوا المسار ( الإس رائي لي ) في متابعة الاحداث ، هذه الدولة تعرف كل اسرار العالم وتحكم وتتحكم ولها لوبيات بغالبية عواصم القرار في العالم ، هل تلاحظون تكيفها وتماهيها مع روسيا !!
هل تلاحظون مداهنتها وتقربها من روسيا وحتى دخولها على خط الوساطة وزيارة رئيس الوزراء لموسكو ولا ننسى التصاريح التي تخرج من تل ابيب مؤخرا تدعو فيها كييف الى القبول بالمطالب الروسية حتى ان الرئيس الاوكراني ( الذي يحمل ايضا جنسية اسرائيلية )طالبها بان تقدم ( اس را ئيل ) لبلاده ما تحتاجه من ضمانات أمنية ،
دولة الكيان المؤقت تعرف اين ستذهب الأمور ، وترى النجاح الروسي وتراقب بعيون لا تنام ، وإلا كانت ستتخذ أقسى وأقصى المواقف من روسيا وعلى خطى واشنطن سيكون المسير والمصير ،
( اس را ئيل ) وتركيا التي لحقت بها حتى الآن هم أذكى من يتصرف مع الحملة الروسية في الصراع الوجودي مع اوروبا والغرب ، ويرون حتما الإنتصار اللا إلهي داخل فوضى كبيرة ستضرب العالم ،
كان الإتفاق النهائي بين الزعيمين الروسي والصيني خلال الزيارة الأخيرة للرئيس بوتين الى بكين يوم إستضافتها الالعاب الاولمبية وكان ذلك مع تفاهمات ولقاءات ومخططات لخبراء في الحرب والسياسة والإقتصاد خلف الستار وداخل كهوف الجبال وابعد الوديان عمقا بعيدا عن عيون العالم تمت قبل اشهر وربما سنوات ودرسوا فيها كل شيئ ، كل النتائج ، كل الإحتمالات ،
إنها اللعبة الدبلوماسية التي تنتظر من بكين هذا الدور الذي يقبل به الجميع ، فدخول الصين بشكل علني مرعب ، سيرقص العالم مرتجفا مرعوبا حينها منتظرا نارا تخرج من فم تنين ،
حرب ستكلف روسيا الغالي والنفيس وإقتصاد سيشبه المشلول والاف من جثث الجنود ،
حرب يواجه روسيا فيها إعلام ذكي قادر خبير ، سيظهرها وكانها مجرم مجنون مصاص دماء حتما ، وجيش مهزوم هائم وعاجز وضائع بين المدن الاوكرانية ،
اجهزة إعلامية ضخمة ستجعل من روسيا شيطان رجيم وأكثر من نصف العالم سيرفع يديه بالدعاء على بوتين ب بئس مصير ، ونتذكر جيدا اللعبة الشبيهة في سوريا ، ولو كان الله يستجيب لدعاء الأغبياء والحاقدين لكانت سوريا سقطت منذ سنوات ولكان الرئيس الاسد لاجئا في موسكو او ماثلا بين يدي الله عند الصراط المستقيم في محكمة يرأسها رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ومستشاروه من خبراء المخابرات البريطانية ومن تلك الفئة الغبية الناجية من النار ،،
هل أخطئ الرئيس بوتين بالحسابات ، وهل اسقطته الولايات المتحدة في فخها !!
اسئلة سيجيب عليها الميدان والأرض وما بعد حصار كييف ،
فخ داخل فخ ،
وتماما مثل حلم داخل حلم ،،
هذا ما قام به الرئيس الروسي الذي يجيد لعبة الجودو وكيفية استخدام قوة الخصم لإسقاطه ،،
الرئيس بوتين يقوم بأخطر مهمة منذ إنهيار الاتحاد السوفياتي وبما عجز عن القيام به الحزب الشيوعي السابق الذي تسرب إليه العجز والفوضى واوليغارشية استطيبت الكافيار واقداح الفودكا والحكم من فوق الريح ،
مهمة أدركها الرئيس بوتين واعطاها كل إهتمامه وكل لحظة من قيادته ورئاسته ، مهمة عرف كيف يستغل ويستخدم فيها القوة العسكرية وتهديد بالاسلحة النووية وعقوبات تميد بقارة اوروبا ،
روسيا والصين يقودان العالم إلى جانب أميركا لا مانع وهذا الحل هو الأسلم لأميركا وهذا ما ستصنعه دبلوماسية البلدين غدا لإيجاد نهاية ، وإبتكار حل ، والأميركيون يملكون الشطارة في إبتكار الحلول ، أما ان يبقى الحال على حاله فهذا محال ،
حتى لو إنتهت الحرب غدا فقيادة العالم لن تبقى على حالها وسيتغير الكثير ،
والعقوبات تتساقط على روسيا ووصلت إلى اقصى ما يمكن ان يفكر به إنسان في الجو والبحر والبر ،
لم يعد السؤال إن كانت روسيا سوف تتجرأ على قطع إمدادات النفط والغاز عن اوروبا رغم كل الخسارة الكبيرة التي ستهز الإقتصاد الروسي ولكنها لن تقضي عليه ، ستتحمل كل ذاك الألم وحتى أقصى الوجع الذي سيصيب روسيا تجاه هذا القرار ،،
السيارات في عواصم اوروبا ستتوقف عن السير لحاجتها للوقود ، والمصانع ستتوقف لحاجتها لمصادر الطاقى الروسية ، وغاز التدفئة سيجعل من اوروبا قطعة جليد ،
حتما لن يعود العالم كما كان ، وآن لراعي البقر الأميركي ان يترجل عن صهوة حصانه ، ويرضخ للمتغيرات الجديدة التي تشاركه ، او تقصيه ،،
وتبقى التشاركية أفضل الحلول ، حيث يضحك المتحاربون غدا ويتشابكون الايدي في رقصة روسية اميركية صينية مشتركة ، و ،،،،،
يالطا جديدة تنهي القديمة ،،
وعالم بأكمله سيكون ،، قد دفع الثمن ،
الاعاصير لم تشاهدوها بعد ، فقط إنتظروا ،،