كمال فياض | كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية
مثلما لا نفهم كيف يفكر العبيد بمعنى الخضوع والخنوع ،
لا نفهم ايضا كيف يفكر الشيخ سعد الحريري ،
قتلته المملكة السعودية سياسيا ، اعتقلته ، حقرته ، أفلسته ، حددت له مفردات كلماته وحركات لسانه بالكسر والجر ، نراه كالعبيد لا يزال يتوسم منها العطف والمسامحة ،
في خطاب التغريبة الأخير لخص اسباب ( تعليقه ) وحزبه العمل السياسي في لبنان وخصها بالجملة التي يعتقد انها مفتاح عودة العلاقة مع اسياده في المملكة وهي توجيه ما يتم توجيهه كعادته الى الاحتلال الايراني ،
و ،، استودعكم !!
غريب أمره ، ولا أفهم لِم لم يتفلت من قيوده مرة واحدة وإلى الأبد ،،
طائفة تقريبا بكامل عددها وعديدها تقف خلفك وأمامك وتحيط بك بمحبتها وثقتها وهذا يعني أن الآخرين بحاجة إليك وانت لا حاجة بك إليهم ،
عاد الى بيروت ليقول بضعة كلمات ويذرف بضعة دموع ويعود بعدها إلى مكان عمله وتجارته بإنتظار إشارة الود والرضى الأميري ،
أتى بيروت مكرها أخاك لا بطل وقال ما قاله تماما كما قال ما قاله يوم اعتقاله في المملكة وإجباره على تلاوة بيان الإستقالة عام 2017 ،
الوحيد الذي لم يخونه وتعامل معه بكل صدق كانت المقا ومة ، ورغم هذا لا يطلق رصاصه إلا عليها وكأنها رافعته إلى بساط الامير ،،
لا نريد الشماتة ولا الإستهزاء فنحن لا ننظر إلى الحريري إلا من خلال زعامته لطائفة كبيرة في لبنان ، وبقراره هذا شق الطائفة وشتتها وجعلها فريسة عبيد السفارات واموال الخليج ،
بكى كالنساء سلطة وعزا وحكما لم يعرف كيف يحافظ عليه كالرجال ،،
هل سنشاهد كيف يتم ضرب وتقسمة وتشتيت الطائفة السنية بناء على رغبة سعودية لمصالح انتخابية واستعمارية دون ان يكون للمقا ومة وحلفائها وثنائييها أي تحرك مضاد بوجه هذا المشروع الخطير ،،
هل سينتظر محور المقا ومة والثنائي اليوم التالي لنرى كيف تسير الأمور ونبني المواقف المتأخرة !!
هل سنسمح بزوال تيار المستقبل واستبداله بتجمع عشائري ، رغم كل مساوئ التيار واشباه الرجال المتنطحين من خلال هذا التيار ،
او ،،
ربما تأتي اعجوبة ميثاقية من الثنائي ( الوطني ) او ( الشيعي ) كما يحلو للبعض تسميتها تقول أن الميثاقية وتركيبة لبنان المبني على التوافق بين الطوائف يمنعنا من المشاركة في انتخابات لا تشارك بها الطائفة السنية ، واية انتخابات برلمانية لا تشارك بها طائفة كبيرة مثل الطائفة السنية تعتبر غير ميثاقية وعليه يعلن الثنائي الشيعي عدم مشاركته في الإنتخابات إلا بعودة الشيخ سعد الحريري وطائفته الكريمة للمشاركة بها ،
ما نكتبه ربما يبدو للبعض جنون ، ولكن هناك مواجهة وتصدي للمشروع الخطير الذي يحصل ويستهدف لبنان ومقا ومته من خلال المبادرة الكويتية ، ومن خلال استبعاد طائفة بأكملها عن لعب دورها الوطني الميثاقي ،
حين عزوف الطائفتين السنية والشيعية عن خوض الإنتخابات وحتما سيلحق بهما من يمثل اكبر شريحة مسيحية تحت حجج الميثاقية ، حينها ولو من باب تأجيل الإنتخابات الى موعد يحدد لاحقا تحت وطأة الطارئ الوطني ، تكون المقا ومة وحلفائها قد اسقطت المشروع الذي يبني عليه عبيد الرمال والسفارات مشاريع اسيادهم في لبنان ،
هل يفعلها الثنائي !!