كتب كمال ذبيان | قلق من تفلّت أمني واسع بعنوان اجتماعي يكرر مشهد 1975

العالم منشغل بحروبه وأزمات الطاقة والغذاء ولبننة الحلّ في طريق مسدود !

كمال ذبيان | كاتب وباحث سياسي لبناني

يزداد القلق من تدهور امني واسع في لبنان، يتخطى العمليات الاجرامية، من سرقة وسلب وخطف وترويج مخدرات وتعاطيها، الى تأجيج النزاعات السياسية، التي ترتفع وتيرتها، مع انسداد الافق في انتخاب رئيس للجمهورية، وباعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، بدءاً من تشكيل حكومة يقع على عاتقها تنفيذ اصلاحات حالية واقتصادية تأخرت لسنوات، مما زاد من تفاقم الازمة الاجتماعية الى حد، ان الاوضاع المعيشية للمواطنين تزداد سوءًا، ولا يوجد قطاع صحي وتربوي ومصرفي وخدماتي الا ويعاني من ازمات، اضافة الى شلل المؤسسات والمصالح والادارات العامة والقضاء، وتطالب جميعها، بتعديل في الرواتب والاجور، مع تدهور سعر صرف الليرة، واستمرار ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي لن يقف عند سقف ما، لانه لا توجد اجراءات من اي جهة، سواء مصرف لبنان او الحكومة وغيرهما، للجم هذا الارتفاع الذي سيستمر دون بدء ورشة الاصلاح، واولها كشف اين ذهبت اموال المودعين، ومن كبّد اللبنانيين هذه الخسائر، حيث لم يتم الاتفاق على الرقم الحقيقي لها بعد، والذي يتراوح بين 69 مليار او 81 مليار دولار، وكيف واين صُرف هذا المبلغ المتراكم منذ سنوات، حيث الغياب التام لهيئات الرقابة الادارية والقضائية والسياسية والمالية.

في ظل تراكم الازمات الداخلية، فان الاوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات في لبنان، اذ ان مراجع امنية، لا تخفي حذرها من ان تتفلت الاوضاع الامنية، بعنوان اجتماعي، حيث تشير المصادر، الى ان مرحلة ما قبل اندلاع الحرب الاهلية في عام 1975، شهدت تحركات احتجاجية طالبية وعمالية ونقابية، وحصلت صدامات بين اطراف لبنانية، كما مع الجيش اللبناني، ودخل الوجود الفلسطيني المسلح على الازمة الداخلية واستفاد منها، فاندمج وجود السلاح الفلسطيني بالمطالب الاجتماعية والاقتصادية والتربوية، وتلاقت مع مصالح خارجية، اوصلت لبنان الى الفتنة، التي لجمها اتفاق الطائف، ولم يقتلع اسبابها، لانه لم يعمل على تطبيق ما ورد فيه، لعدم تكرارها.

فلبنان وبعد ما يقارب نصف قرن على اشتعال الحرب الاهلية، التي توسعت وتشعبت، ودخلت عليها عوامل خارجية، اسرائيلية واميركية وسورية وفلسطينية وعربية، مما ادى الى اطالتها مع هدنات موضعية، فان المشهد قد يتكرر، حيث تعيش المراجع الرسمية والحزبية والسياسية، في اجواء تكرار سيناريو الحرب، وحصول احداث امنية، قد تكون الاغتيالات منها في ظل انشغال العالم بحروبه، كما في ازماته المالية والاقتصادية، مثل الطاقة والغذاء، وان لبنان اذا لم يسارع الى لبننة حلول لازماته، ومنها انتخاب رئيس للجمهورية، عبر التوافق، لانه من خارجه، فان كل فريق متمترس عند شروطه او مواصفاته للرئيس، وهو ما يؤخر الانتخاب، الذي لا يقدم الحلول، بل يترك فسحة امل، لان الازمة ليست بالعملية الانتخابية فقط، ولا بالرئيس الذي قد يكون ازمة جديدة، لان الازمات كثيراً ما تكون بسبب مشاريع رئيس الجمهورية، او فشل الحكومات، او تعطيل مجلس النواب لدوره، او تغلغل الفساد، والتسبب بازمات اجتماعية واقتصادية، اضافة الى الدستورية والسياسية.

فالكارثة مستمرة، والدول منكفئة عن مساعدة لبنان سياسياً كما مالياً، والمجتمع معبأ طائفياً، اذ يتحرك كرد فعل على برنامج تلفزيوني، ولا ينتفض لحقوقه ولا لكرامته الانسانية.
Exit mobile version