كتب كمال ذبيان | عنوان مُشترك للقوى السياسيّة في الإنتخابات: «حرب الإلغاء» كلّ فريق يتهم خصمه لكسب الشعبيّة وشدّ العصب

كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني

تخوض القوى السياسية والحزبية، الانتخابات النيابية المقبلة، تحت شعار يجمعها كلها، وهي «حرب الالغاء»، وهذا ما عبّر عنه صراحة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بان هناك محاولة لتحجيمه او الغائه، متهما المقاومة (حزب الله) بذلك، وسماها «بالمقاومة الالغائية».

ومِثلَ جنبلاط، فإن الثنائي «حركة امل» وحزب الله، يقدمان لجمهورهما خطابا بان مراجع دولية واقليمية ومعها اطراف لبنانية يعملون على الغاء المقاومة، واكثر من يعبّر عن هذا التوجه هو حزب الله الذي يتهم مسؤولون فيه اميركا ودول غربية وخليجية بالعمل على انهائه سياسيا، بعد فشلها في تدميره عسكريا عبر العدو الصهيوني، حيث ازدادت قوته اضعافا اضعاف بعد حرب تموز 2006، وبات يمتلك صواريخ دقيقة، ويصنع طائرات مسيّرة، كما يقلقهم الصعود السياسي لحزب الله وحلفائه الذين مثلوا في المجلس النيابي الحالي الاكثرية فيه، وكانت لهم كلمتهم في انتخاب رئيس الجمهورية، وفي تشكيل الحكومات، وهذا ما اغضب واشنطن التي تريد اقصاء حزب الله عن القرار السياسي، وفق ما يؤكد مرجع مسؤول في الحزب.

ويشير المرجع الى ان هذه الانتخابات ليست كسابقاتها، ويشن اعداء المقاومة «حربا سياسية» عليها، حيث تُصرف الاموال من السفارة الاميركية، التي انشأت خلية او ادارة خاصة لمتابعة الانتخابات النيابية، وهي تتواصل مع قوى وما سمي بـ «ثورة» او «انتفاضة»، وتدفعهم الى التنسيق بينهم، واعلان لوائح في كل الدوائر، للفوز باكبر عدد من المقاعد النيابية، وهو ما ينطبق على احزاب في السلطة او ما تدعي معارضة تقف في موقع اسقاط حزب الله ونزع سلاحه، ويتقدم هؤلاء كل الفريق السابق لقوى 14 آذار دون استثناء، اذ تخوض «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» وغيرهما في الساحة المسيحية معركة مواجهة سلاح حزب الله في نزع الاكثرية النيابية منه في الانتخابات.

وفي الجانب الآخر من «التمثيل المسيحي»، الذي تحتله «القوات»، فان عنوان معركتها، تقول مصادر «القوات»،هو استعادة الاكثرية النيابية للقوى السيادية، لمنع «هيمنة حزب الله» ، وترى المصادر ان «محور المقاومة يخوض فعليا حرب الغاء ضد مكونات لبنانية، بما ينزع عنه هويته اللبنانية، لصالح هوية ايرانية، وهذا ما نتفق عليه مع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي نتحالف معه في الجبل، او المناطق المشتركة تحت شعار واحد، رفض الهيمنة الايرانية عبر حزب الله».

وفي الطائفة السنية، فان انسحاب «تيار المستقبل» من الانتخابات النيابية، وفّر عليه خوض مواجهة مع حزب الله لا يريدها رئيسها سعد الحريري، الذي امتثل للقرار السعودي بان يخرج من الحياة السياسية، فشعرت مراجع دينية وسياسية سنية، ان الالغاء جاء من الخارج وليس من خصوم في الداخل، الذين كانوا يصرون على سعد الحريري ان يبقى في الحياة السياسية، ويرشحونه لرئاسة الحكومة، لانه يقيم توازنا داخليا، اما وقد بات الحريري وتياره خارج المعادلة الداخلية، ولو مؤقتا، فان الرئيس فؤاد السنيورة، تقدم الساحة السنية وقال «الامر لي، لن نخلي المقاعد النيابية للطارئين والمغمورين وستحصل مشاركة سنية في الانتخابات ترشيحا واقتراعا، لان من سيملأ الفراغ، في مقاعد تيار المستقبل سيكونون من خارجه، وينجح حزب الله في ان يأتي بمرشحين حلفاء له»، وبذلك تكون «حرب الالغاء» قد اعطت ثمارها في الطائفة السنية، المتعددة الاتجاهات السياسية.

Exit mobile version