كتب كمال ذبيان | شرف الدين يعود من سوريا بدعم خطته لعودة النازحين السوريين دمشق تسهّل.. وواشنطن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يعرقلون
كمال ذبيان | كاتب لبناني
في الوقت الذي تسد اميركا ودول اوروبية، الطريق امام عودة النازحين السوريين من لبنان، فان سوريا تفتح ابوابها لهم دون شروط، لا بل يؤكد المسؤولون فيها، على ان نحو مليون نازح سوري، كانوا خارج سوريا عادوا اليها، اضافة الى اربعة ملايين داخلها.فورقة النزوح السوري، يحاول اعداء او خصوم القيادة السورية، استخدامها ضدها لنيل مطالب منها، تستفيد منها جهات خارجية مع ما يسمى معارضة سورية، لفرض شروط على النظام السوري، لم يقبلها قبل الحرب على سوريا، ولا اثناءها، وهو لن يقبلها بعد ان صمد في وجه المؤامرة، وحرر اجزاء واسعة من الاراضي السورية، من المنظمات والجماعات الارهابية، المدعومة من دول تدخلت في سوريا، لقلب الحكم فيها لكنها فشلت، ووقف الى جانب النظام حلفاء اولهم روسيا وايران وحزب الله من لبنان.وربح النظام السوري ورقة النزوح السوري داخلياً وخارجياً، وهو لا يضع شروطاً لمن يرغب من ابناء سوريا، بالعودة الى حضن الام، وهذا ما لمسه وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين في زيارته الى دمشق، للبحث مع الجهات السورية المعنية، في الخطة التي وضعها لتنظيم عودة النازحين بما يقارب 15 الفا شهرياً، فالتقى شرف الدين وزير الادارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، وهو المكلف ملف النازحين السوريين من حكومته، كما الوزير شرف الدين ايضاً، الذي يؤكد لـ «الديار»، انه زار سوريا، موفداً رسمياً من قبل الحكومة وحصل على تفويض منها، وبتكليف من رؤساء الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، لان موضوع النازحين بات يشكل عبئاً ثقيلاً على لبنان، من النواحي المالية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية والامنية، وان كلفة النزوح السوري بلغت نحو 40 مليار دولار، وفق تقديرات رسمية لبنانية.وفي زيارته لمس وزير شؤون المهجرين، اكثر من تأييد لخطته، وهذا ما سبق واكد عليه وزيرا الحزب الديموقراطي اللبناني السابقين اللذان تسلما ملف النازحين السوريين صالح الغريب ورمزي مشرفية، حيث لم ير هؤلاء اي عرقلة لعودة للنازحين في دمشق، بل عند الامم المتحدة التي تديرها اميركا، وهذا ما ابلغه الوزير السوري مخلوف لشرف الدين، وقال ان على الامم المتحدة ان تكون شريكا فاعلاً في عودة النازحين، وان تساعد على اعادة الاعمار، وعندئذ فان النازح السوري يعود تلقائياً الى لبنان كما نقل الوفد اللبناني، الذي سمع من الوزير مخلوف ان الحكومة السورية تقوم بواجبها امام شعبها، وهي تسهل عودة النازحين حيث انخفض عدد مراكز الايواء من 532 مركزاً الى 58 في جميع المناطق السورية المحررة، بعد ان ساهمت الدولة السورية، في تأمين كل مستلزمات العودة، من بنى تحتية وخدمات واقامة وطبابة وتعليم.والوزير شرف الدين الذي رافقه في الزيارة مدير الداخلية في الحزب الديموقراطي اللبناني لواء جابر، ومستشاره الاعلامي جاد حيدر، يرد على ما اعتبرها زيارة حزبية اكثر منها رسمية، فهو يعترف بان رئيس الحزب طلال ارسلان، كان المساعد الاول لانتقاله هو وغيره الى سوريا، نظراً للصداقة التي تربط برئيسها بشار الاسد، حيث لا ينكر شرف الدين، ان علاقات التحالف مع سوريا، تساهم في توفير اجواء ايجابية لعودة النازحين، الذين تدعوهم السلطات السورية للعودة، اذ اكد وزير الداخلية السورية اللواء محمد رحمون للوفد اللبناني، ومثله الوزير مخلوف، ان الرئاسة السورية اصدرت عفواً عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية، اضافة الى غير ذلك، حيث تم التعميم على كل المراكز الحدودية بتسهيل عودة اي سوري يحمل جواز سفر منتهي الصلاحية، وهذا ما زاد من عودة الاف النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا.فما ذهب به وزير المهجرين الى سوريا، من خطة الى سوريا، عاد منها بتفاؤل كبير، بان المرحلة الاولى من الخطة ستنفذ، ولا عراقيل بوجهها، فليس من شروط سورية، في دمشق، بل هي موجودة في واشنطن والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، التي يمكنها تقديم المساعدات للنازحين في سوريا، وليس من سبب يمنع النازح السوري في لبنان او غيره من الدول من العودة، سوى قرار سياسي اممي، باستخدامهم ورقة للتفاوض، وان اخطر ما في المشروع الخارجي للنازحين هو توطينهم حيث هم، وان دولاً اوروبية تدفع بهذا الاتجاه، كيلا يتجهوا نحوها، وهذا ما يتخوف منه لبنان، الذي يأوي حوالى مليون ونصف مليون نازح والذي يعاني ازمة مالية اقتصادية وحالات من الفقر والجوع والبطالة والهجرة.فعودة النازحين مسهلة في سوريا، التي «تعتب» على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي حذر من عبء النزوح السوري على لبنان، لكنه لم يجرؤ على الذهاب الى دمشق، لحل الملف فيها، وهو لن يفعل، لاسباب سياسية.