كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
من موقع المختلف سياسياً وفكرياً، بدأت صداقتي مع الوزير السابق المرحوم سجعان قزي، الذي رحل الى العالم الماورائي.
وسجعان قزي، مارس قانون الحياة، فقدم رأيه، واحترام الرأي المخالف، وكنت اجالسه، ونتبادل الافكار والاراء، فلم يتشبث بما يطرحه، ولا يتذمر مما يسمع، بل نقاش مستفيض في التاريخ والجغرافيا والسياسة والاجتماع، كما في قضايا لبنان، هوية ونظاما، وهو كان متعلقا بلبنانيته، التي في حدودها فينيقية، واحيانا لا تخرج من جبل لبنان المتصرفية، او لبنان الكبير الذي يقر المرحوم قزي، بان خرائط الدول والكيانات تتبدل وفق المشاريع الخارجية.بدأ سجعان قزي حياته الحزبية كتائبيا، وفُصل منه وزيراً لم يقتنع بقرار قيادة الحزب، بالاستقالة من الحكومة التي كان يترأسها تمام سلام، الذي كان على انسجام كبير مع وزير العمل في حكومته، حيث شغل قزي هذه الحقيبة بظروف سياسية ودستورية صعبة، من شغور رئاسي، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في نهاية ايار 2014، وحكومة تصريف اعمال بصلاحيات رئيس الجمهورية.
انه سجعان قزي الصديق، الذي كان يهاتفني ليثني على مقال كتبته، ويناقشني في آخر، فتعززت صداقتنا وزاد احترامنا المتبادل، لاراء بعضنا.
لقد مثل سجعان قزي نموذج الصديق في موقع مختلف، فاكدت علاقتنا ان بين اللبنانيين، قضاء مشتركا، في حوار صادق وبناء، في سبيل لبنان آخر، غير الذي عايشناه في نظامه الطائفي، الذي سُمي “توافقياً” وعيشا مشتركاً، لكنه كان نقمة على اللبنانيين الذين لم يلاقوا من الطائفية الا القتل والدمار، وعدم الارتقاء بلبنان نحو دولة مدنية، اساسها المواطنية.