كتب كمال ذبيان | رحل سعيد الصباح وبقي الحديث مستمراً
كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
يرحل الاصدقاء، ونفقد الزملاء، ونخسر الرفقاء، فيتناقصون واحداً تلو الآخر، وبمسافات زمنية قريبة.
وقبلهما توفي كثيرون، في السنوات القريبة، فباتت الكراسي فارغة في بعض مقاهي الحمراء التي كنا نرتادها، فنمر في الشارع ولا نلتقي بهم.
هذا الشارع الذي جذب اهتمام العالم، لانه ملجأ السياسيين، ومرتع المثقفين، ومكان الاعلاميين، وفيه دور السينما والمسرح، واشهر المطاعم والحانات، وعلى رصيفه حصلت عملية “الويمبي”، التي نفذها المقاوم القومي الاجتماعي خالد علوان، فقتل ضباطاً وجنوداً للعدو الاسرائيلي.
وسعيد الصباح، لم يغادر الشارع، ولم يترك الرصيف، ولم يشغر كرسيه في المقهى، انه توأم منطقة الحمراء، التي يأتيها من رأس النبع حيث يسكن، متأبطاً حقيبته، الملأى بالصحف والمجلات والكتب، فكانت الصحيفة زميلته، وقد كتب في العديد من الصحف، واسس لجنة للعالم حسن كامل الصباح، قريبه واصدر عنه كتاباً، كما عن النبطية مدينته ومسقط رأسه.
انه زمن الرحيل، لجيل نشأ على القراءة، وتمرّس بالكتابة، وخاض نضالات طالبية ونقابية وسياسية، وابقى الذاكرة للقضية المركزية فلسطين، التي يسطّر شعبها اروع البطولات، وشبابها يوقظون العالم، ان فلسطين ليست “اسرائيل” فهي الكيان الزائل في حرب الوجود معها.