كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
“جمعيّة المشاريع” تخوض الانتخابات بعيداً عن تحالفاتها السابقة وقريبة من طروحات 17 تشرين تسعى لزيادة مقاعدها النيابيّة الى كتلة وازنة.. ودعم مُرشحين
قبل اربعين سنة، تأسست “جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية”، من مجموعة من طلاب ومريدي العلامة المحدث الشيخ عبدالله الهرري القادم من الحبشة، فالصقت بالجمعية عبارة “الاحباش”، انتساباً الى مؤسسها ومرشدها الشيخ الهرري، واعلنت ان من “اهدافها السامية نشر الثقافة المستنيرة وبناء المؤسسات النافعة”.
هذا العمل المؤسساتي، حجز ل “جمعية المشاريع” موقعأً متقدماً في داخل الطائفة السنية، وباتت رقماً في المعادلة السياسية على الساحة السنية، التي يعتبر “الاحباش” القوة الثانية فيها، بعد “تيار المستقبل”، وفق الاحصاءات والنتائج التي اظهرتها الانتخابات النيابية الاخيرة، والتي تخوضها الجمعية منذ العام 1992، وفاز عن بيروت النائب الدكتور عدنان طرابلسي، الذي استعاد مقعده في دورة 2018، وفق مصادر متابعة وفي موقع المسؤولية في الجمعية، التي تؤكد على ان الجمعية تتحضر للانتخابات، وانشأت ادارة عمليات لها، وهي تقوم باحصاء المقترعين لها ولغيرها من القوى السياسية والحزبية، ليس في الدائرة الثانية في بيروت بل في طرابلس، ودوائر انتخابية للجمعية وجود فيها، اضافة الى الاغتراب في حوالى 36 دولة.وفي هذا الاطار ، يكشف مسؤول الحملة الانتخابية للمشاريع الدكتور احمد الدباغ لـ “الديار”، ان العمل جار وكأن الانتخابات ستحصل في موعدها في 15 ايار القادم، واننا في مرحلة استطلاع داخلي، للوصول الى القرار النهائي سواء للمرشحين باسم الجمعية والدوائر التي سيترشحون فيها، وان القرار الذي توصلنا اليه، هو المشاركة في الانتخابات على مساحة 15 دائرة انتخابية، سواء ترشيحاً واقتراعاً.و”الجمعية” لم تحسم بعد قرارها باسماء المرشحين سوى ترشيح الدكتور طه ناجي في دائرة الشمال الثانية التي تضم طرابلس والمنية والضنية، وسبق له ان ترشح عن المقعد السني في طرابلس في دورات سابقة، وكاد ان يفوز في الانتخابات الماضية، ب 4152 صوتاً، ضد مرشحة “تيار المستقبل” ديما جمالي، وتم الطعن في الانتخابات، لكن السلطة ثبتت المقعد لها، بفارق اصوات قليلة جداً، حيث يكشف الدباغ عن ان الترشيحات ستتوالى، والتركيز سيكون على بيروت الثانية، التي تطمح الجمعية ان تفوز بمقعدين، وهي لم تصل بعد الى الاسماء بترشيح الدكتور طرابلسي لهذه الدروة والمرشح الثاني ستعلن اسمه قريباً، اذ ان عدد الاصوات التي حصل عليها طرابلسي في بيروت هو 13018 صوتاً، وهو الحاصل الانتخابي في هذه الدئرة، التي تتطلع “الجمعية” للحصول على حاصلين انتخابيين وهي الاكثر تنظيما في الوصول الى ذلك، بعد ان احدث انسحاب “تيار المستقبل” من الترشح والمشاركة في الانتخابات، فراغاً في التمثيل السني، ووجود قوى قوية.وان “المشاريع”، يمكنها ان تفوز في مقعد ثان، وهذا ما يتوقعه مسؤول الحملة الانتخابية فيها، والذي يكشف ان التحالفات ما زالت قيد الدرس، ولكن لن تكون مقيدة كما في السباق ومع حزب الله، بل ان الخيارات تعود لقاعدتنا وانصارنا وجمهور الجمعية، التي تتجه الغالبية فيها، الى نسج تحالفات مع ما يطلبه الشارع الذي انتفض ضد الفساد وهدر الاموال ونهبها، ومحاولة تأمين البديل، وهذا هو توجه “الجمعية” التي تسعى الى ان تلبي طروحات الناس الصادقة في التغيير، وليس من استغل الحراك في 17 تشرين الاول 2019، وتتبنى الجمعية الشعارات التي طرحها منتفضون حقيقيون ضد السلطة الحاكمة ونهجها، منذ سنوات.ويبدو ان الجمعية تبنت التحالف مع النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد، وهي ستدعم مرشحين في المناطق التي لا يكون فيها مرشح لها، وهي موزعة على صيدا وحاصبيا – مرجعيون والبقاعين الغربي والاوسط، حيث تدرس خيارات من ستدعم في هذه الدوائر، في وقت تدرس ترشيح باسمها في دائرة بعلبك – الهرمل، حيث خاضت الانتخابات الماضية بيونس الرفاعي الذي حصل على 1589 صوتاً، وهي ما زالت تدرس دائرة عكار ما اذا كانت ستترشح فيها.
وتسعى “الجمعية” الى ان يكون لها كتلة نيابية وازنة أقله من اربعة نواب، موزعين على بيروت والشمال الثانية وبعلبك – الهرمل، حيث يؤكد الدكتور الدباغ أن الجمعية لها حظوظ في ان تفوز بمقاعد اضافية، وهي واثقة بأن جمهورها لن يخذلها، كما من الذين يراقبون ويتابعون أعمال الجمعية من خلال نهجها الوسطي وخط الاعتدال الذي تسير عليه في زمن التطرف الديني، ونهج الحلبي الذي اغتيل في منتصف التسعينات من القرن الماضي، إضافة الى ان مؤسسات الجمعية تشهد على وقوفها الى جانب الناس، لا سيما في هذه الازمة المالية والمعيشية الصعبة.