كتب كمال ذبيان | النتائج التي خرج بها «الشيوعي» من الإنتخابات… وفوزه بمقعد واحد يُمثله جراده في مجلس النواب ويتمايز عن «قوى التغيير»
كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
شارك الحزب «الشيوعي» في الانتخابات النيابية بمرشحين في غالبية الدوائر، وهو لم يغب عنها في كل الدورات ما قبل الطائف وبعده، لكنه لم يتمكن من ايصال نائب له، بل اصدقاء كحبيب صادق في دائرة مرجعيون ـ حاصبيا عام 1992، وفاز في هذه الدورة النائب المنتخب الدكتور الياس جراده، الذي حلّ مكان النائب اسعد حردان، الذي يشغل هذا المقعد للطائفة الارثوذكسية منذ ثلاثين عاماً، ولم يكن يتوقع ان يخسره، وفق نظرية سادت بان كل من يترشح على لوائح الثنائي «امل» وحزب الله يضمن فوزه، الا ان ما حصل ما كان بالحسبان، لان المواطنين فقدوا ثقتهم بالسلطة الحاكمة على مدى ثلاثة عقود.وهذه السلطة هي التي اوصلت لبنان الى الانهيار، الذي حضّرت له اميركا وفق مسؤوليها، الا ان الاطراف الداخلية خضعت لمشروعها، ومن يناصبها العداء لم يواجهها بخطة نظامية معاكسة يُفشل خططها، بالكف عن الفساد والهدر والمحاصصة، او من سار معها اراد ان تساعده على التفرد في الحكم بلبنان ونزع سلاح حزب الله، لكن تجاربها مع من يتبعها، كانت كما وصفهم مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وافريقيا السابق ديفيد شينكر بـ «النرجسيين والغزويين والشخصانيين»، وهذه صفات تؤكد ان لا تعويل على بعض من يدّعي «التغيير».فالحزب «الشيوعي» يعتبر ان النائب جراده، يمثله في مجلس النواب، لانه رشحه ونال دعمه في الدائرة الثالثة في الجنوب، وهو ليس منتمياً الى الحزب، لكنه من بيئته ويلتقي مع فكره، كما يصفه قيادي في الحزب الشيوعي تابع العملية الانتخابية وكان في صلب ادارتها الحزبية، والذي قال: بات للحزب الشيوعي نائب في مجلس النواب، وملتزم بخطابه السياسي، الذي عبّر عنه جراده في مواقفه بعد اعلان فوزه، بانه مع المقاومة، انطلاقا من ان الحزب الذي ايّده، كان من اوائل الاحزاب الوطنية التي خاضت المقاومة، ومثله الحزب السوري القومي الاجتماعي.ولم يتمكن «الشيوعي» من الفوز بمقاعد اخرى رشح لها اعضاء منه او اصدقاء له، فحصد وفيق ريحانا في قضاء النبطية حوالى ثلاثة آلاف صوت، وعلي مراد وخليل ديب ثلاثة آلاف صوت في قضاء بنت جبيل، وجميعهم ترشحوا في الدائرة الثالثة، وهذه اصوات تفضيلية حصلوا عليها في اللائحة، فيما نال ايمن مروة في لائحة «نحو التغيير» في دائرة صور ـ الزهراني (الدائرة الثانية) نحو 750 صوتاً تفضيلياً في اللائحة التي حصلت على حوالى 10500 صوت.اما في الشوف ـ عاليه، فلم يفز عماد سيف الدين المرشح عن المقعد السني في الشوف (دائرة جبل لبنان الرابعة) ونال 1840 صوتاً، في حين نالت زويا جريدي نحو 2000 صوت عن المقعد الارثوذكسي في عاليه على لائحة «توحدنا للتغيير» والتي فازت بثلاثة مقاعد، في وقت نال المرشح عن المقعد الماروني في المتن الشمالي (دائرة جبل لبنان الثانية) جاد غصن بدعم من «الشيوعي» الذي اعتبره كمرشحه على لائحة تجمع «مواطنون ومواطنات في دولة» الذي يرأسه شربل نحاس، وخسر غصن على نحو 80 صوتاً، ويعتبره «الشيوعي» ناجحاً.ولم يتمكن اي مرشح «شيوعي» في محافظة الشمال من الفوز، في الدوائر التي كان له فيها مرشحون، كالشمال الثالثة حيث نال انيس نعمة نحو الف صوت في الكورة، كما حصل في دائرة الشمال الاولى (عكار) المرشحان الدكتور احمد مصطفى وميشال طعوم على نحو 1800 صوت.اما في البقاع، فلم يرشح «الشيوعي» في البقاع الشمالي (دائرة بعلبك ـ الهرمل) وكذلك في البقاع الاوسط (زحلة)، ودعم المرشح حاتم الخشن في دائرة البقاع الغربي ـ راشيا عن المقعد السني.وفي العاصمة بيروت، كان الدعم للمرشح شربل نحاس عن المقعد الكاثوليكي في الدائرة الاولى، وللنائب الفائز ملحم خلف عن المقعد الارثوذكسي في دائرة بيروت الثانية.ويقول المصدر الشيوعي ان التحالفات التي اقامها الحزب كانت في غالبيتها مع «قوى التغيير» بوجه لوائح السلطة، وان مرشحه الفائز الدكتور جراده، سيكون متمايزاً في مواقفه بمسائل استراتيجية عن اطراف او مجموعات في «قوى التغيير»، كمثل موضوع المقاومة، دون النظر من له دور فيها في هذه المرحلة او ما سبقها، لان مقاومة العدو الاسرائيلي ثاتبة، لكن الموقف من احتكارالعمل المقاوم، هو ما نختلف عليه ، ويشير المصدر الى ان اجتماع «قوى التغيير» في كتلة نيابية ضروري، لكن يجب ان يكون البرنامج واضحا، وعدم تكرار تجربة تشكيل اللوائح وما رافقها من تشتت له، وان اللبنانيين سيحكمون على الممارسة التي ستؤديها هذه القوى.