كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
يكثف حزب الله لقاءاته مع حلفائه تحضيراً للانتخابات النيابية، حيث التقى رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، ممثلين عن الاحزاب الذين يلتقون في «لقاء الاحزاب الوطنية»، وشارك في اللقاء «التيار الوطني الحر» الذي اطلق رئيسه جبران باسيل عدة مواقف حول العلاقة مع الحزب، ظهرت وكأن «تفاهم مار مخايل» على المحك، الا ان الطرفين يعملان على ازالة اي خلاف بينهما، والذي يتركز حول بناء الدولة، كما قال باسيل، والعلاقة المتوترة مع حليف حزب الله «حركة امل» ورئيسها نبيه بري. وكانت الانتخابات النيابية، ابرز عنوان في اللقاء الذي اعطي الطابع الحواري والتشاوري، كما نقل من حضروه، اذ شدد السيد صفي الدين على وحدة الموقف والرؤية، والدخول الى الانتخابات بلوائح تضمن الفوز بعدد اكبر من المرشحين، وهذا يتطلب تنازلات وتضحيات من كل الاطراف، ووضع الخلافات جانباً، والتي في غالبيتها مرحلية، والتطلع الى الهدف الاستراتيجي، وهو حماية المقاومة المستهدفة من «اسرائيل» واميركا وحلفائهما في المنطقة.
فالمشاركة في الانتخابات ليست من اجل الانتخابات فقط، يقول السيد صفي الدين، بل للحصول على الاكثرية النيابية، التي حصل عليها محور المقاومة في انتخابات عام 2018، لا بل رفع عدد النواب الى اكثر من 74 نائباً في الدورة السابقة، اذ يؤكد القيادي في حزب الله، على ان الانتخابات ستحصل في مواعيدها، ولم يلمس ان اياً من الاطراف الداخلية لا تريدها، وهي باشرت العمل لها، فاعلنت بعض الاحزاب والقوى اسماء مرشحين لها، وان التشكيك في عدم اجرائها، يتركنا نبتعد عنها ونسترخي لها، في وقت يستعد الخصوم السياسيون لها. وابلغ السيد صفي الدين ممثلي الاحزاب، بان يضعوا امامهم بان الانتخابات حاصلة، وان لا ينشروا او يعلنوا عن تأجيل لها، واذا حصل فتكون الاسباب حصول حدث كبير، لا احد يتوقعه. وفي خلال المناقشات، جرى الحديث حول موضوع التحالفات، التي اكد السيد صفي الدين انها لن تختلف عن تلك التي حصلت في الانتخابات الماضية، وهي ثابتة مع «التيار الوطني الحرّ» الذي يجري البحث معه في التفاصيل، كما في الدوائر والمرشحين، حيث لا يوجد خلاف، الا ما هو مشترك في لوائح حركة «امل» وحزب الله، وهذه المسألة لها حل من خلال ترك حرية التحالف، واعطى مثلاً حول قضاء جزين، الذي دعم فيه حزب الله مرشحي التيار، في وقت كان ل»امل» مرشح على لوائح مشتركة بين الثنائي. وشدد صفي الدين على ان حزب الله لا يترك حلفاءه، لا سيما من وقفوا معه في الازمنة الصعبة، وتحديداً في حرب تموز 2006 ضد العدو الاسرائيلي وقبل ذلك، ثم في معركة مواجهة الارهاب في جرود عرسال والسلسلة الشرقية لجبال لبنان في البقاع، هؤلاء الحلفاء لا يمكن التفريط بهم، كما فعلت دول بحلفاء لها، في حين ان ايران حريصة على حلفائها، لانها تقف مع مشروع المقاومة ضد الكيان الصهيوني الغاصب. لذلك، فالمرحلة المقبلة هي الاستعداد اللوجستي للانتخابات، يضيف صفي الدين، التي اعلن حزب «القوات اللبنانية» ومن معه، بانه يخوضها ضد حزب الله، ويسعى للحصول على الاكثرية النيابية، كما يقول سمير جعجع، ونحن له بالمرصاد، ولن نتركه يحقق اهدافه، والمقاومة لن تتحالف الا مع من يقف معها صادقاً، حيث حصلت تجارب سابقة نعمل على تقييمها. اضاف صفي الدين ان المشكلة التي يواجهها حزب الله مع حلفائه، بان كل طرف منهم يحاول ان يستأثر باكبر عدد من المقاعد، اذ توجد تعقيدات في اكثر من منطقة يتوجب على الحزب ان يساعد على حلها، اذ بوشر الحديث مع الحلفاء عن الدوائر التي سيكون فيها مرشحين لهم ، والطوائف التي سيترشح باسمها، اضافة الى ما يمكن ان يقدمه كل طرف من خلال مرشحيه للوائح، اذ يلعب الحاصل الانتخابي دوراً اساسياً في فوز اللوائح وعدد المقاعد التي ستحصل عليها، حيث طُلب من الاحزاب تقديم لوائح بمرشحيهم، وباحصاءات مفصلة حول الاصوات التي يملكونها في كل الدوائر.