كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
يتحضر الحزب التقدمي الاشتراكي للانتخابات النيابية التي ستجري في موعدها المقرر في 15 ايار المقبل، وقد قطعت الحكومة الشك بانها لن تحصل، عندما اقرت تمويلها، بعد ان نُقل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بان عدم توافر المال قد يرجئها، لكن نفياً صدر عن القصر الجمهوري، يؤكد انه متمسك بحصولها.
وحرك “الاشتراكي” ماكينته الانتخابية منذ اشهر، وكلف هشام ناصر الدين ملف الانتخابات النيابية، كما في دورات سابقة، اذ يسعى “اللقاء الديموقراطي” الى الحفاظ على كتلته النيابية التي فاز بها في العام 2018، مع احتمال رفع عددها.
وفي هذا الاطار، حسم “الاشتراكي” اسماء مرشحيه للانتخابات دون تغيير يُذكر في الاسماء، اذا أعاد ترشيح النواب الحاليين وهم: تيمور جنبلاط ومروان حماده وبلال عبدالله في الشوف، وسينضم اليهم النائب نعمة طعمة او نجله، اذا ما عزف عن الترشح عن المقعد الكاثوليكي في الشوف، اضافة الى حبوبة عون، وهي من الدامور عن المقعد الماروني.
وفي عاليه، اعيد ترشيح النائب اكرم شهيب، الذي ذُكر انه طرح اسم نجله وائل ليحل مكانه، لكن طلبه رُفض، كما تمنى حماده ان يحل نجله كريم في مقعده، لكنه لم يحصل على موافقة منذ الدورة السابقة، وهو كان من بين النواب الثمانية الذين استقالوا من مجلس النواب، مع زميله في “اللقاء الديموقراطي” النائب هنري حلو، الذي يتجه الى عدم الترشح، وقد يحل مرشحا عن المقعد الماروني في عاليه راجي السعد، شقيق النائب الراحل فؤاد السعد، وفق مصادر متابعة، لكن هذا الموضوع لم يُحسم، لانه مرتبط بحزب “القوات اللبنانية” المتحالف مع “الاشتراكي” في دائرتين الشوف – عاليه وبعبدا، اذ تجري مشاورات ونقاشات حول المقعد المسيحي الذي سيحصل عليه “الاشتراكي” في عاليه والموزع بين ماروني وارثوذكسي.
ورشح “الاشتراكي” في بعبدا النائب هادي ابو حسن، وبالتحالف مع “القوات “، لكن البحث هو عن مرشحين شيعة في هذه الدائرة، التي تضم مقعدين شيعيين، ويوجد ثقل شيعي فيها، اذ تشير المصادر الى ان تحالف “حركة امل” وحزب الله، يقفل الطريق على اي مرشح شيعي خارجهما. وان المعركة الانتخابية ستكون على المقاعد المارونية، التي “للتيار الوطني الحر” حصة مقعدين من ثلاثة، ومقعد “للقوات”.
واستمر “الاشتراكي” في ترشيح النائب فيصل الصايغ عن بيروت للمقعد الدرزي، بالرغم من محاولات قامت بها عائلات درزية، كما فرع الحزب في بيروت، بان يكون المرشح من دروز بيروت، بعد مضي نحو اكثر من ثلاثة عقود على تمثيل الدروز من خارج العاصمة، الا ان التوجه لدى رئيس الحزب وليد جنبلاط هو ابقاء القديم على قدمه، وان المرحلة لا تتحمل التجارب، في وقت كان نجله تيمور يميل نحو تبديل في الاسماء والوجوه، بعد عقود من وجودهم في مقاعدهم النيابية، لكنه لم يوفق في اجراء اي تغيير، في كل الدوائر، لا سيما في الشوف وعاليه.
وبقي ترشيح النائب وائل ابو فاعور قائما في البقاع الغربي – راشيا، والذي يواجه في دائرته، حالة شعبية رافضة ل “قوى التغيير”، وهو نائب من خارج منطقتهم، على مدى دورات، اذ تقول المصادر ان معركته ليست سهلة، مع ظهور لائحة من قوى المجتمع المدني توحدت باسم “سهلنا والجبل”، وان من هم داخلها، بعضهم كان مقربا من “الاشتراكي”، تقول المصادر، التي ترى ان المعركة ليست سهلة على ابو فاعور في هذه الدورة.
وترك “الاشتراكي” المقعد الدرزي في حاصبيا، الذي يشغله منذ مطلع التسعينات النائب انور الخليل، للتشاور مع الرئيس نبيه بري، الذي يترشح الخليل على لائحته، وهو اعلن عزوفه عن الترشيح، وكان يعمل لتجيير المقعد لنجله زياد، الذي لم يلق قبولا من بري وفق المصادر، بحيث فتح النقاش عن مرشح توافقي في القضاء، قد لا يكون النائب طلال ارسلان بعيدا عنه، لكن الوضع لم يحسم بعد، وهو قيد الدرس والمتابعة.
وتوسع “الاشتراكي” في ترشيحاته، باتجاه طرابلس وهي في دائرة الشمال الثانية، فسمّى عفراء عيد مرشحة باسمه عن المقعد السني في عاصمة الشمال، وهي وكيلة داخلية الحزب فيها، فكسر بذلك المناطقية التي سجن نفسه فيها، وهو الذي كان يرشح في كل دوائر لبنان منذ الخمسينات في القرن الماضي.
اما عن التحالفات، فقد ثبتّها في دائرة جبل لبنان الثالثة مع “القوات ” يقول ناصر الدين لـ “الديار”، ويشير الى انه لن يؤثر على ان ينال مرشحو “الاشتراكي” اصوات “تيار المستقبل” وقاعدته، لان التحالف الانتخابي لا علاقة بالتحالف السياسي، وان تأثير الصوت السني في الشوف، وان الاتصالات قائمة مع “المستقبل” للتنسيق.