كتاب الموقعمقالات مختارة

كتب عمر معربوني | هل ستغيّر الأسلحة الغربية لأوكرانيا سير العملية العسكرية الروسية؟

هل ستغيّر الأسلحة الغربية لأوكرانيا سير العملية العسكرية الروسية؟

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

على مدى أيام العملية العسكرية الروسية الخاصة وما قبلها منذ سنة 2014 حتى انطلاق العملية زوّد الغرب الجماعي أوكرانيا بتشكيلة من الأسلحة قدّرها نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف ب 30 مليار دولار خلال 8 سنوات ، الى ان بدأت هذه الأسلحة تصل وباعداد هائلة بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية حيث وصلت قيمة الأسلحة والمساعدات المالية في شهر نيسان 2023 الى 130 مليار دولار أميركي بينها حوالي 80 مليار من اميركا وتوزع المبلغ الباقي على دول الغرب الجماعي .

جاءت حصة الأسد من الإمدادات، في فترة العملية الخاصة، لكن الشحن المكثف للأسلحة إلى أوكرانيا بدأ في أغسطس 2021، حسبما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.

خلال العملية الخاصة، تلقت أوكرانيا أكثر مما يكفي من أميركا لإطالة أمد العمليات القتالية قدر الإمكان.

حصلت كييف من على ما لا يقل عن 40 راجمة هيمارس وذخيرة لها بالآف الصواريخ ، و8 أنظمة دفاع جوي/ صاروخي من طراز ناسامس، و31 دبابة إم1، و45 دبابة تي-72 V و109 مركبات قتال مشاة برادلي و300 ناقلة جند مدرعة إم113 و90 ناقلة جند مدرعة من طراز سترايكر وأكثر من 1600 صاروخ ستينغر وأكثر من 8500 نظام جافلين وأكثر من 50000 نظام آخر مضاد للدبابات. وأخيرا تم تزويد أوكرانيا بمنظومات باتريوت التي دمّرت الصواريخ الروسية منها منظومتين كاملتين بشكل كامل ، إضافة الى عشرات المدافع ذاتية الحركة والآف المركبات المدرعة والطائرات المسيّرة ومنها عدد كبير من المسيّرات الإنتحارية ، ناهيك عن صواريخ هارم الموجهة بالرادار واخيراً صواريخ ستورم شادو المجنحة من بريطانيا .

إضافة الى الدبابات الأميركية حصلت أوكرانيا على دبابات تشالنجر البريطانية ودبابات ليوبارد الألمانية ودبابات أي ام اكس – 10 الفرنسية الخفيفة .

واللائحة تطول وصولاً للحديث عن توريد طائرات اف – 16 الأميركية وميراج الفرنسية ويوروفايتر وغيرها من طائرات الجيل الرابع الغربية .

الصفقة الأخيرة أعلنت عنها وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” وهي حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار أمريكي.

وقالت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني إن الحزمة الجديدة من شأنها “تلبية الاحتياجات الأمنية والدفاعية الحيوية لأوكرانيا”، مشيرة إلى أنها الحزمة رقم 39 التي تخصصها الإدارة الأمريكية من مخزون وزارة الدفاع لأوكرانيا منذ أغسطس/ آب 2021.

وذكر البيان أن حزمة المساعدات الجديدة “تضم المعدات الأساسية لدعم قوات الدفاع الجوي الأوكرانية، بينها أنظمة المدفعية والذخائر، بما في ذلك عشرات الملايين من طلقات الذخيرة والأسلحة الصغيرة وقذائف المدفعية”.

الصفقة ستشمل :

– صواريخ إضافية لأنظمة الدفاع الجوي باتريوت.

– صواريخ جو – جو سبارو  AIM-7 وهو صاروخ أمريكي تزيد سرعته عن سرعة الصوت موجّه رادارياً، يستطيع الصاروخ اعتراض وتدمير الأهداف في الأحوال الجوية الصعبة ستحمله طائرات سوخوي 27 وميغ 29 الأوكرانية .

– أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة افنجر  avenger

– منظومات الدفاع الجوي المحمولة ستينغر.

– ذخيرة لراجمات  HIMARSهيمارس

– قذائف مدفعية من عيار 155 ملم و 105 ملم كمية كبيرة منها قذائف موجهة بواسطة نظام الملاحة GPS

– قذائف دبابات من عياري 105 ملم و125 ملم لدبابات تي 72 والدبابات  الغربية

– ذخائر طيران عالية الدقة وهي ذخائر الهجوم المباشر المشترك (Joint Direct Attack Munition)‏ المعروفة اختصاراً باسم جدام (JDAM) وهي حزمة منخفضة التكلفة صنعتها شركة بوينغ، وتتكون هذه الحزمة من عدة أجهزة توجيه ، وتثبت على القنابل غير الموجهة أو “القنابل الغبية” وتحولها إلى ذخائر موجهة “ذكية” تعمل في جميع الأحوال الجوية وتصل نسبة الخطأ الى 5 امتار في حال كان ال GPS  مفعلاً والى 30 متر بدون تفعيل .

–  صواريخ الطائرات غير الموجهة Zuni. وهو صاروخ جو-أرض أمريكي غير موجه. تم اعتماده من قبل القوات البحرية والجوية الأمريكية في عام 1957 ، ويبلغ أقصى مدى لإطلاق النار 8 كم ، ويمكن أن يخترق الصاروخ درعا يبلغ سمكه حوالي 500 مم. مصممة لتدمير الأهداف الأرضية والسطحية صغيرة الحجم.

– مئات الطائرات المسيّرة الإنتحارية من طرازات مختلفة.

– الآف قواذف AT4 وهو قاذف مضاد للدروع ذو طلقة واحدة و عديمة الأرتداد ، عيار 84 مم و لا يتجاوز مداه 300 متر و النسخة العادية من الصاروخ تستطيع اختراق 400 ملم  .

– أكثر من 30 مليون رصاصة للأسلحة الصغيرة.

امام هذه الوضعية يبرز السؤال الأهم : هل ستستطيع أسلحة الغرب الجماعي تغيير مسار العملية العسكرية الروسية وتقلب موازين القوى لمصلحة أوكرانيا ؟
بالنسبة للدبابات الغربية لا بدّ من الإشارة إلى أن العديد من العوامل ستكون إلى جانب الجيش الروسي ومنها الهيمنة الجوية وخصوصاً الحوامات الهجومية من طرازات كاموف – 52 ومي – 28 ومي – 24 المتخصصة بمهام مكافحة الدبابات والدعم الأرضي القريب، إضافة الى الأعداد الكبيرة من منصات كورنيت وكونكورس التي بحوزة الجيش الروسي، وبإمكانها انهاء الدبابات الغربية اذا ما وضعت في جبهة واحدة خلال ساعات معدودة بسبب التفوق الكبير للجيش الروسي بمهام الاستطلاع الميداني، وسيكون مصير الدبابات الغربية كمصير سابقاتها من الأسلحة الغربية التي أُرسلت لأوكرانيا وجرى تدميرها أو اعطابها.

بالنسبة لأنظمة الدفاع الجوي فكما هو معلوم بات الجيش الروسي يمتلك قدرات مناورة وتشويش وقدرات نارية عالية سيستطيع من خلالها تدمير منظومات الدفاع الجوي في أوكرانيا بالتدريج كما فعل مع منظومة باتريوت .

اما بالنسبة لصواريخ ستورم شادو المجنحة والقنابل الموجهة وغير الموجهة التي تُطلق من الطائرات يكفي تدمير مدارج الطائرات واستهداف مخازن هذه الذخيرة للحد من فاعليتها ، إضافة الى ان أنظمة الدفاع الجوي الروسية تصطاد الطائرات الأوكرانية بشكل مستمر بحيث يمكن القول ان ما تبقى من الطائرات الأوكرانية لا يتجاوز 20% ممّا كان لدى سلاح الجو الأوكراني .

في الختام : هي معركة مفتوحة وطويلة على ما يبدو سيستمر الغرب فيها بتزويد أوكرانيا باحدث الأسلحة وستستمر روسيا باعتماد تكتيكات ملائمة لتدمير هذه الأسلحة والحد من قدرتها على تغيير مسار العملية العسكرية الروسية الى ان تحين فرصة بدء هجوم روسي شامل لن يبدأ الا بعد التأكد من ان القوات الأوكرانية دخلت في مرحلة الانهاك ومقدمات الإنهيار .

حتى ذلك الوقت ستيقى المعارك على ما هي عليه في الوضعية الحالية اقلّه لشهور قادمة .

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى