عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية.
بعد سلسلة من الإخفاقات في تنفيذ الأهداف المرسومة من قبل كييف للرد على العملية الروسية الخاصة بات ارسال الطائرات المسيرة والإغارة على الأراضي الروسية مجرد تكرار نمطي. وفيما لا يزال هدف كييف الوصول الى موسكو واستهدافها من ممرات جديدة، تم هذه المرة اسقاط المسيرات في مقاطعتي “سمولينسك” و”كورسك” المحاذيتين لموسكو والقريبتين من الحدود الاوكرانية.
من المؤكد ان القوات الأوكرانية استخدمت منصات اطلاق من مقاطعات “تشيرنيغوف” الاوكرانية للوصول الى موسكو عبر مقاطعة “سمولينسك” الروسية، وكذلك استخدام منصات اطلاق من مقاطعة “سومي” الاوكرانية للوصول الى العاصمة الروسية.
هنا يبرز امر هام وهو استفادة الجيش الروسي من تجارب العمليات السابقة، وتكثيف نقاط ومراكز الاستطلاع والمراقبة البشرية، حيث لا يمكن رصد هذه المسيرات بالرادارات الا على مسافات قريبة من وسائط الدفاع الجوي، وذلك بسبب تركيبة جسم المسيرات من المواد غير المعدنية باستثناء المحرك الذي يُعطي بصمة صغيرة جدا، وهو ما يساعد هذه المسيرات على التسلل في ممرات جوية يتم رصدها وتحديدها من قبل وسائط الاستطلاع الالكتروني والاقمار الصناعية للغرب الجماعي من خلال اكتشاف الثغرات في منظومات الدفاع الجوي الروسية.
على المستوى الميداني
يحافظ الجيش الروسي على نفس النمط السابق للعمليات بالانتقال الى الدفاع الحصين وتنفيذ عمليات هجومية تكتيكية على غرار ما حصل في “ارتيوموفسك” (باخموت) حيث يتم تركيز العمليات على مدن “افدييفكا” و”مارينكا” و”اوغليدار” وهي تقع على خط الدفاع الأوكراني الذي وصفه فلاديميير زيلنسكي بخط القلاع .
ــ في “افدييفكا” وصلت العمليات الروسية الى مرحلة فرض طوق من الجهتين الشرقية الشمالية والجنوبية الغربية حيث يمكن وصف الوضعية بالوضعية التي سبقت سقوط ارتيوموفسك بحيث يمكن القول ان المدينة لم تعد تملك سوى طريق امداد واحد مسيطر عليه بالنار المباشرة من الجهة الشمالية الغربية على اتجاه بلدة كراسناغوريفكا التي يسيطر عليها الجهيش الروسي وهو طريق يصل الى محطة السكة الحديدية في افدييفكا وبات معطلاً بالكامل ويتعذر تسيير القطارات عليه لان الوحدات الروسية تبعد عن الطريق وخط سكة الحديد مسافة 300 متر فقط ، وهو ما يُلزم القوات الأوكرانية على استخدام طريق الإمداد من الغرب عبر بلدة اورليفكا التي تتصل بالطريق H-15 الواصل الى مدينة زاباروجيا والى الشمال الغربي نحو مدينة دنيبرو عبر الطريق M-04 .
ـــ في مارينكا تقتصر سيطرة القوات الأوكرانية على اقل من 4 كلم مربع منها في حين باتت اغلب المدينة تحت سيطرة الجيش الروسي وهو ما يدخل ضمن مهام قوات احمد الشيشانية التي تنفذ عمليات هجومية للسيطرة على كامل المدينة التي تستهدف الوصول الى تقاطع كوراخوف الهام جداً والذي سيقطع الإمداد في حالة السيطرة عليه عن قسم كبير من القوات الأوكرانية عبر الطريق H-15 ما يعني ان طريق الإمداد من زاباروجيا سينقطع على القوات الأوكرانية في غرب قوس الدونباس الجنوبي .
ـــ في “اوغليدار” لا تزال القوات الخاصة الروسية تحاول التقدم شمال غرب المدينة في منطقة “فيليكا نوفاسيلكا” والهدف ايضاً هو قطع طريق الــ H-015 .
بما يرتبط بعمليات الإغارة والطائرات المسيرة من المؤكد انها ستستمر، وهذا يفرض تهديدات دائمة على الاراضي الروسية ستستغرق وقتا من الجيش الروسي قبل الوصول الى تنفيذ اجراءات حاسمة تحد من عدد العمليات وفاعليتها.
كذلك فإن عمليات اغارة برية محدودة ستتكرر ليس فقط في مقاطعة “بيلغارود” بل ستشمل مقاطعتي “كورسك” و”بريانسك” المحاذيتين للحدود الأوكرانية.
خلاصة
حالياً ستستمر وحدات الجيش الروسي بعمليات استنزاف القوات الأوكرانية التي تنفذ هجمات يومية، وهو ما يُلحق بها خسائر بشرية كبيرة، وستحافظ وحدات الجيش الروسي على وتيرة الهجمات التكتيكية بنفس النمط الذي استخدمته في “ارتيوموفسك” حتى اللحظة المؤاتية لشن هجمات عملياتية وهو غير متوفر حالياً لأسباب كثيرة.
المصدر | العهد الإخباري
https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=54716&cid=175