كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي – اليوم 39
عمر معربوني | كاتب وباحث في الشؤون العسكرية
مواضيع العرض | موعد انتهاء المرحلة الثانية من العمليات و هل هناك مرحلة ثالثة ؟
موعد انتهاء المرحلة الثانية من العمليات ، وهل هناك مرحلة ثالثة ؟
بات معلوماً ان القيادة العسكرية الروسية وضعت ضمن خططها المرتبطة بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا مجموعة من الأهداف قسّمتها الى مراحل وهو ما لم يكن معلوماً لكل المتابعين الى ان أعلنت وزارة الدفاع الروسية انتهاء المرحلة الأولى بعد مرور شهر على العمليات والتي أعلنت فيها تحقيق أهداف المرحلة الأولى والإنتقال الى المرحلة الثانية .
وما هو غير معلوم حتى اللحظة ما اذا كانت كل مرحلة من مراحل العمليات ستستغرق شهراً واحداً او اقل او اكثر على غرار المرحلة الأولى او انها مرتبطة بتحقيق الأهداف دون النظر للمدّة الزمنية .
والأمر الذي بات شديد الوضوح بعد مرور 39 يوماً على العملية ان الرئيس بوتين وقيادته ليسوا مستعجلين وانّ الوقت يسير لمصلحتهم طالما ان الإستنزاف يطال القوات الأوكرانية ومعها كل بنية الدولة الأوكرانية العسكرية منها على وجه خاص والمدنية المرتبطة بالعمليات العسكرية .
– المضمون الرئيسي للمرحلة الأولى للعملية الخاصة، يكمن في إضعاف القدرات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية وتحرير معظم أراضي إقليم الدونباس (جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك). فقد تم تدمير مراكز كبيرة لتخزين المعدات العسكرية والأسلحة ومراكز الاتصالات، وواقعياً، تم تدمير القوات الجوية الأوكرانية وقوات الدفاع الجوي والأسطول البحري الأوكراني بشكل كامل. فلم تعد أوكرانيا قادرة على إصلاح وصيانة المعدات الثقيلة المعطوبة، ولا سيما الدبابات، ولم يعد بالإمكان تمرير إمدادات من الأسلحة الثقيلة من أوروبا أو الولايات المتحدة، ولن يستطيع أحد تعويضها الخسائر التي تكبدتها.
– من المقدّر ان تنتهي المرحلة الثانية بعد تحقيق السيطرة على كامل أراضي إقليم الدونباس ( جمهوريتي لوغانس ودونييتسك وهو ما شرحنا مساراته في تقرير اليوم 38 ، إضافة الى انجاز تحرير كامل مدينة ماريوبول والإنتقال الى مرحلة السيطرة المستقرة وانشاء طريق الربط الدائم بين شبه جزيرة القرم وروسيا عبر إقليم الدونباس
– وهنا لا بدّ من ذكر ان روسيا قد تشترط ضمن أي اتفاقية قادمة سيطرة دائمة على كامل شاطيء بحر آزوف مقدمة لإعلانه بحراً داخلياً لإرتباط الأمر بالأمن القومي لروسيا وهو احد الأهداف الضمنية غير المُعلنة للعملية العسكرية .
– من غير المؤكد ان يتكهن أحد بنهاية مسار المرحلة الثانية خصوصاً ان اغلب الخبراء سواء المناصرين لروسيا او الذي يعادونها تعاطوا مع موضوع حصار كييف والمدن الأخرى بأنه يهدف الى دخولها والسيطرة عليها ن باستثناء قلّة منهم حلّلوا حركة حصار المدن على انها تهدف الى التحكم بحركة القوات الأوكرانية وتثبيت قدراتها لحرمانها من الحركة وهو ما اكدناه في اكثر من تقدير يومي للموقف واعلنته وزارة الدفاع الروسية بشكل علني بعد انتهاء جولة المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني التي انعقدت في تركيا ..
– انطلاقاً من تحليل حركة الوحدات الروسية وما يتم الإعلان عنه من الواضح ان انتهاء المرحلة الثانية يرتبط بما ورد أعلاه لجهة تحرير كامل أراضي الدونباس ومدينة ماريوبول وإعلان بحر آزوف بحراً داخلياً وهو ما سيتحقق بتقديري بحلول نهاية شهر نيسان على ابعد تقرير ، مع استمرار عمليات استهداف منشآت البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وصولاً الى تدميرها بالكامل .
– والسؤال المنطقي : هل سنكون بعد انتهاء المرحلة الثانية وهو ما سيتحقق بدون ادنى شك امام مرحلة ثالثة من العمليات ؟
والجواب هو نعم ، لكن آفاق ومسار هذه المرحلة غير منظور بالمعنى الدقيق ، الا بما يرتبط بمدينتي نيكولاييف واوديسا حيث من المنطقي ان تستكمل الوحدات الروسية العمليات للوصول الى جمهورية ترانسنيستريا ذاتية الحكم التي تقع شمال شرق مولدوفيا وإنشاء طريق رابط منها الى روسيا عبر جنوب أوكرانيا مروراً بإقليم الدونباس وهو هدف غير معلن لكنه منطقي جداً لتحقيق السيطرة على مجال حيوي واسع يؤمن لروسيا بعضاً من متطلبات أمنها القومي .
خاص موقع العهد الإخباري