تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي – اليوم 31

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية

مواضيع العرض : انتهاء المرحلة الأولى – العمليات اللاحقة للجيش الروسي

انتهاء المرحلة الأولى

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم انتهاء المرحلة الأولى من مهام وحدات الجيش الروسي في اطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا بتحقيق الأهداف المرسومة بشكل كامل .

وقد جاء هذا الإعلان بدخول الوحدات الروسية الشهر اليوم الأول من عمليات الشهر الثاني .

وفي النتائج يمكن التأكيد انّ الجيش الروسي قد حقق في الجانب المرتبط بالأهداف المعلنة نتائج جيدة بما يرتبط بتحرير أراضي إقليم الدونباس ونتائج جيدة ايضاً بما تمّ إنجازه على الجبهة الجنوبية في حين انّ عمليات الجبهتين الشرقية والشمالية تشهد شبه توقف في الجبهة الشرقية وخصوصاً عند مدينتي خاركوف وسومي في الوقت الذي نفذّت فيه الوحدات الروسية عمليات إعادة تموضع على الجبهتين الشرقية والغربية للعاصمة كييف .

ومن أسباب النجاحات المهمة في إقليم الدونباس وهو ما يمكن اعتباره الجزء الجنوبي من الجبهة الشرقية والجزء الشرقي من الجبهة الجنوبية ان التحضيرات من قبل قوات إقليم الدونباس كانت قائمة اصلاً إضافة الى ان من يقاتل هم أبناء الأرض وهما عاملان اسايسيان في الوصول الى مستويات متقدمة على مستوى السيطرة الميدانية .

في الجبهة الجنوبية ساعد وجود الوحدات الروسية في شبه جزيرة القرم منذ العام 2014 على دفع القوات بشكل سريع خصوصاً مع وجود بنية تحتية ممتازة ساعدت في تأمين امداد مستدام للوحدات المتقدمة وهو العامل الذي يعاني من مشاكل في الجبهتين الشرقية والشمالية حيث طبيعة الأرض التي تحتوي مساحات واسعة من الغابات والمستنقعات في الإتجاهات الشمالية والشرقية والغربية للعاصمة كييف والتي الزمت الوحدات الروسية على التقدم في ممرات اجبارية مع وجود مشكلة في قدرة المناورة والإنفتاح وهما عاملين أساسيين مطلوبين للقوات المتقدمة بارتال طويلة .

إضافة الى مشكلة محدودية تنفيذ المناورة في الجبهة الشمالية حشدت القوات الأوكرانية اعداد مضاعفة من الجنود يزيد عن حاجة الجبهة بثلاث مرات حيث تمتاز القوات الأوكرانية على هذه الجبهة بالتفوق العددي وميزة التمركز وهي في الأصل ميزة للمدافع على المهاجم .

 

العمليات اللاحقة للجيش الروسي

بالنظر الى نتائج المرحلة الأولى من العمليات العسكرية للجيش الروسي تبدو واضحة للمتابعين معالم المرحلة الثانية والتي يمكن ايجازها بحسب الجبهات آخذين بعين الإعتبار عدم نيّة القيادة الروسية على زجّ مزيد من الوحدات العسكرية وهو ما يأخذنا مباشرة باتجاه مقاربة العمليات استناداً الى إنجازات المرحلة الأولى والعديد البشري للوحدات الروسية الذي سيحكم عمليات المرحلة الثانية بوتيرة تقدم مشابهة لوتيرة التقدم في المرحلة الأولى .

إضافة الى وتيرة التقدم في العمليات اللاحقة المشابهة لوتيرة المرحلة الأولى سنشهد استخداماً متزايداً لإستخدام الجيش الروسي للأسلحة النوعية والدقيقة التي ستستهدف ما تبقى من منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية والعمل على تدمير نقاط المدافعة الرئيسية للجيش الأوكراني والحد من قدرته على تنفيذ عمليات هجوم معاكس وذلك عبر استهداف منتظم لقدراته في المدرعات والمدفعية وراجمات الصواريخ .

الجبهة الجنوبية

بالنظر الى ما تحقق في الجبهة الجنوبية تبدو واضحة ثلاث اتجاهات هجوم رئيسية لوحدات الجيش الروسي

  • اتجاه مدينة زابوروجيا والذي ستبدأ الوحدات الروسية التقدم باتجاهها بعد استكمال العمليات في مدينة ماريوبول والسيطرة عليها بشكل كامل وهو ما سيوفر لوائين مشاة ميكانيك ولوائين دبابات ستكون إضافة الى الوحدات الموجودة حالياً في منطقة كامينسكوي من التقدم باتجاه المدينة على الإتجاه الشمالي المباشر ومن نوفودانيليفكا شرقاً نحو اوريخوف والمتابعة نحو كاميتشيفكا لعبور المانع المائي في اضيق نقاطه ومن ثم تحقيق التماس مع مدينة زابوروجيا .
  • اتجاه مدينة كريفوي روغ او كريفييريه بحسب التسمية الأوكرانية والذي ستتم عمليات التقدم اليها من اتجاهين :
  • اتجاه بلدة ابوستولوف للوصول الى المدخل الجنوبي للمدينة .
  • اتجاه كازانكا للوصول الى جنوب غرب المدينة .
  • اتجاه مدينة نيكولاييف او ميكولاييف باللهجة الأوكرانية وهو اتجاه نفذت عليه الوحدات الروسية إعادة تموضع بسبب وجود موانع مائية كثيرة استعاضت عنه بتوسيع منطقة السيطرة غرب نهر الدينبر لبناء قاعدة ارتكاز واسعة ستكون مركز انطلاق العمليات باتجاه شمال نيكولاييف نحو نوفايا اوديسا التي وصلتها الوحدات الروسية سابقاً ولم تستطع البقاء فيها بسبب تعرض الجسور الواقعة على اكثر من معبر مائي للكمائن والتفجير .

الجبهة الشرقية

  • اتجاه دونييتسك – بافلوغراد وهي مدينة تقع شمال شرق زابوروجيا كمرحلة أولى يتبعها السيطرة على مدينة دنيبروبتروفسك او دنيبرو باللهجة الأوكرانية وهي عقدة مهمة جداً لطرق المواصلات والسكة الحديدية .
  • جبهة مدينة خاركوف المطوقة من ثلاث اتجاهات وهي الجبهة التي سيتم استكمال الطوق حولها من الجهات الأربعة بعد استكمال تحرير كراماتورسك التي تتجه اليها الوحدات الروسية من جبهة ايزيوم .
  • جبهة سومي المطوقة من ثلاث اتجاهات وهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجبهة خاركوف حيث يسود الإعتقاد بأن استكمال عملية تطويق مدينة سومي ستتزامن مع عمليات تطويق مدينة خاركوف .

الجبهة الشمالية

  • على مدار شهر من العمليات لا تزال هذه الجبهة المرتبطة اساساً بالعاصمة كييف عمليات تبادل للسيطرة على الإتجاهين الشرقي والغربي بسبب تفوق الجيش الأوكراني بالعديد البشري بنسبة تصل الى 10 الى 1 وهي نسبة عالية جداً ن واذا ما اضفناها الى ميزة المدافع المحصن واعتماد المفارز القتالية الصغيرة المكلفة باصطياد المدرعات لوجدنا تبادل السيطرة امراً منطقياً لكنه غير دائم بورود معلومات ان إعادة التموضع الروسية جاءت بقرار من القيادة العسكرية بهدف تجميع الوحدات وتنفيذ رمايات كثيفة على القوات الأوكرانية لعدة أيام ما يعني ان القيادة الروسية قرّرت وضع القوات الأوكرانية ضمن بقعة الروع او بقعة القتل قبل استعادة الوحدات الروسية للمبادرة والإندفاع مجدّداً لتضييق الطوق على العاصمة كييف وهو امر سيتم بتنسيق وثيق بين سلاحي الطيران بمختلف صنوفع والمدفعية والمدفعية الصاروخية والعودة مجدّدا لتكثيف الضغط على العاصمة كييف .

بالنظر الى الوضعية الحالية لا أتوقع تقدماً سريعاً للوحدات الروسية الى ان تنتهي معركة ماريوبول والوصول الى مدينتي زابوروجيا وكريفيو روغ وانهاء معارك تحرير إقليم الدونباس بشكل كامل .

عندها سنكون امام بداية متسارعة للمرحلة الثانية التي ستتضمن عمليات تطويق واطباق في اكثر من نقطة من الجبهات الثلاثة ونكون قد انتقلنا من مرحلة الإنجازات ذات الطابع الميداني الموضوعي الى مرحلة الإحاطة الإستراتيجية لمناطق واسعة هي من ضمن خطط القيادة الروسية .

واذا ما وصلنا الى مرحلة الإحاطة الإستراتيجة يمكن البدء بالحديث عن تحولات في الموقف السياسي الأوكراني على الرغم من الدعم الغربي للقوات الأوكرانية .

خاص موقع العهد الإخباري

 

 

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى