كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي – اليوم 28

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية

مواضيع العرض : حصيلة الخسائر الأوكرانية والهدف من استعراضها  – وضعية السيطرة الروسية والمهمات اللاحقة

حصيلة الخسائر الأوكرانية والهدف من استعراضها

بلغت حصيلة الخسائر الأوكرانية منذ بدء العملية الخاصة:

اما الهدف من استعراض حصيلة الخسائر الأوكرانية فهو للدلالة على وضعية الجيش الأوكراني الحالية وقدرته على أداء المهام اللاحقة بمواجهة الجيش الروسي ، فالأرقام التي ذكرناها تمثِّل نصف القدرات العسكرية الأوكرانية والتي لم تعد في حجمها وقدراتها ملائمة لخوض العمليات القادمة وهو أمر يعرفه قادة أوكرانيا السياسيين والعسكريين وسيدخل في حساباتهم كلما حققت وحدات الجيش الروسي تقدماً ميدانياً جديداً .

أمر مهم يرتبط بهذه المسألة وهو بدء الجيش الروسي بعمليات استهداف ذات طابع انتقائي لمستودعات الذخيرة الكبيرة ولتجمعات المرتزقة ومناطق التحشيد الأوكرانية وكذلك تدمير بعض محطات سكة الحديد للتأثير قدرات الإمداد الأوكرانية .

من المتوقع ان تستكمل الوحدات الروسية عمليات الإستهداف بشكل منتظم وهي عمليات ستتراوح بين استهداف ذات طابع استراتيجي سيؤثر في سير المعركة تنفذه وحدات الصواريخ الفرط صوتية والصواريخ الجوّالة دقيقة الإصابة من المنصات الأرضية والبحرية والجوية والتي تستطيع اختراق التحصينات تحت الأرض باعماق تصل الى 15 متر  وتُستخدم  فيه بشكل أساسي صواريخ كاليبر الجوالة وصواريخ كينجال الفرط صوتية والتي لا يمكن لأي إجراءات مضادة منعه من الوصول الى هدفه .

إضافة الى الإستهداف الإستراتيجي بدأنا نلحظ استخداماً واسعا منسّقاً بين طائرات الدعم القريب من طرازي سو-24 و سو- 25 والمروحيات الهجومية من طرازي مي 24 و كا 52 ومي 28 إضافة الى تكثيف استخدام الطائرات بدون طيار في العمليات القتالية بعد ان اقتصر دورها في بداية العملية على الإستطلاع .

انطلاقاً من هذا العرض لن تتأخر الأمور كثيراً اذا ما استمرت وتيرة الإستهداف على وضعها الحالي من بدء دخول الجيش الأوكراني في مرحلة تراجعية كبيرة وسيفقد القدرة على تنفيذ عمليات الهجوم المضاد واقتصار مهامه على العمليات الدفاعية والكمائن .

واستناداً الى ما تقدّم نستطيع التأكيد ان احد أهداف روسيا من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وهو نزع سلاح أوكرانيا يتحقق يوماً بعد يوم من خلال تدمير البنية التحتية الأساسية والأسلحة المؤثرة والتي يمكن ان تمثل تهديداً استراتيجياً لروسيا كالطيران والصواريخ فوق مدى 100 كلم ومصانع تصنيع الأسلحة والذخيرة وقدرات الحرب الإلكترونية ما يعني ان استمرار تنفيذ العمليات سيؤدي الى تدمير ما تبقى من هذه البنية .

وضعية السيطرة الروسية والمهمات اللاحقة

على عكس البعض من المتابعين والخبراء الذين يتبنون الرأي القائل بتراجع القدرات الروسية وبطء العمليات على الرغم من تأكيد الأركان الروسية ان العملية تسير كما هو مخطط لها وهو الأمر الذي ارجّحه واتباه وذلك بالنظر الى وضعية السيطرة الحالية حيث تمت السيطرة على 82% من أراضي جمهوريتي إقليم الدونباس وهو كما نزع سلاح أوكرانيا احد اهداف العملية ما يعني ان تطوير العمليات في وضعيتها الحالية سيؤدي بالإندفاع غرباً على الإتجاهين الشمالي والجنوبي لمسافات لا تتجاوز 30 كلم سيحقق السيطرة على كامل أراضي الجمهوريتين وبهذا نكون امام تحقق احد اهداف العملية بشكل كامل خصوصاً ان الوحدات الروسية انهت السيطرة خلال اليومين الفائتين على اهم النقاط الحاكمة المرتبطة بعمليات استكمال تحرير أراضي الجمهوريتين في منطقة نوفو ميخايليفكا وهو ما سيعزز  السيطرة على خط الجبهة الجنوبية وسيوسع قاعدة الإرتكاز  لتنفيذ عمليات الإندفاع غرباُ من اتجاه إقليم الدونباس وشمالاً من اتجاه خط وط الجبهة الجنوبية .

يبقى ان نشير ان هدف الجيش الروسي اللاحق هو التمدد من الشمال نحو الجنوب والعكس لتحقيق السيطرة اكثر من نصف مساحة أوكرانيا عبر  عملية احاطة استراتيجية واسعة بدأت معالمها تظهر بوضوح منذ أيام .

 خاص موقع العهد الإخباري 

 

 

 

 

 

Exit mobile version