خاص موقع العهد الإخباري
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية
مواضيع العرض: الجبهة الجنوبية الغربية – معركة مدينة ماريوبول
الجبهة الجنوبية الغربية
مرة جديدة حققت الوحدات الروسية تقدماً ملحوظاً في الجبهة الجنوبية، ولكن هذه المرّة غرب نهر الدينبر، حيث وسّعت الوحدات الروسية سيطرتها نحو الغرب، واسّست لبناء خط جبهوي شمال منطقة السيطرة الجديدة بعرض 90 كلم وغرباً خط جبهة بعرض 125 كلم، وبذلك نكون امام المرّة الثالثة التي يستخد فيها الجيش الروسي نمط القتال الجبهوي والتخلي بشكل مؤقت عن نمط الهجوم الرأسي الذي اعتمده في الأيام الأولى للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
سبق عمليات السيطرة الجديدة إعادة تموضع للوحدات الروسية شمال وشرق مدينة ميكولاييف التي تجاوزتها ووصلت بعدها الى مدينتي نوفا اوديسا واوليكسندريفكا على بعد 15 كلم فقط من محطة “يوزنو كرانسك” النووية وهي ثاني اكبر محطة نووية بعد محطة “اينرغودار” المعروفة بمحطة زابوروجيا.
ومنذ بداية بدء عملية إعادة التموضع كان رأيي ولا يزال ان الوصول الى محطة “يوزنو كرانسك” النووية هو هدف روسي أساسي لا يمكن التخلي عنه، ويرتبط بمنع أوكرانيا من القدرة على انتاج سلاح نووي خصوصاً انّ معلومات الإستخبارات الروسية اكّدت وجود نشاطات اوكرانية بمساعدة أميركية لتصنيع قنبلة نووية “قذرة” بحسب ما أفادت الإستخبارات الروسية.
أما بخصوص اتجاهات الإندفاعة الروسية المحتملة غرباً من المرجّح اطلاق اتجاه اندفاعة نحو “نوفا اوديسا” بعد ان نفّذت الوحدات الروسية ثلاث عمليات عبور لنهر ايغول بعرض سيطرة من الشمال الى الجنوب يُقدّر أنها ستسمح بالوصول الى “نوفا اوديسا” والمحطة النووية في “يوزنو كرانسك” بشكل افضل ممّا كان مُعتمداً قبل إعادة التموضع حيث لعب عائق نهر بوغ دوراً اساسياً في عرقلة استكمال التقدم نحو المحطة النووية.
بعد عبور الوحدات الروسية لنهر ايغول من المؤكد انها ستستعيد السيطرة على باشتانكا كمهمة أساسية، ومن ثم تُكمل اندفاعها نحو شمال “نوفا اوديسا” لعبور نهر بوغ في اضيق نقاطه، وهو ما سيتزامن مع عمليات سيطرة عرضية ستمنح الوحدات الروسية هامش مناورة اعلى وقدرة اندفاع اكثر اماناً باعتماد نفس الأنماط التي استخدمتها خلال الأسبوع الفائت، والتي ادّت الى تحقيق نتائج مهمة سواء لجهة نطاق السيطرة الواسع او لجهة ثبات التموضوع والإستدامة والسرعة في خطوط الإمداد.
معركة مدينة ماريوبول
بعد تمكن الوحدات الروسية من تضييق الخناق على القوات الأوكرانية المُدافعة عن المدينة، وجّهت الوحدات الروسية نداء الى القوات الأوكرانية بضرورة الإستسلام على ان تضمن الوحدات الروسية خروج كامل العديد العسكري الأوكراني منداخل المدينة بدون أسلحة وهو ما يُدرس الآن من قبل القيادة الأوكرانية.
وفي إشارة الى طبيعة التعقيدات التي تعاني منها القوات الأوكرانية المُدافعة عن المدينة لجهة نقص العديد البشري، والنقص المتزايد في العتاد والذخائر من المتوقع ان تستمر عمليات التضييق من قبل الوحدات الروسية وصولاً الى تحقيق السيطرة الكاملة، سواء بالقوة العسكرية او باستسلام القوات الأوكرانية وخروجها بالشروط الروسية من المدينة.