تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي – اليوم التاسع عشر

خاص موقع العهد الإخباري

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية 

في اليوم التاسع عشر بات خليج الدينبر ومساحته التي تقارب 800 كلم مربع تحت السيطرة، والتقدم مستمر، في تقدير اليوم نستعرض معركة السيطرة في إقليم خيرسون ومعركة تطويق خاركوف بالاضافة الى معركة كييف.

معركة السيطرة في إقليم خيرسون 

منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا اولت الأركان الروسية أهمية خاصة لإقليم خيرسون كونه ملاصق جغرافياً لشبه جزيرة القرم ويُعتبر أحد المداخل الأساسية للتوجه نحو الشمال باتجاه الجهتين الشرقية والغربية لنهر الدينبر وغرباً في التأسيس للإندفاع نحو مدينة أوديسا.

شكلت السيطرة على مدينة خيرسون قاعدة إنطلاق نحو مدينة ميكولاييف ومن ثم الإندفاع نحو شمال المدينة والوصول الى مدينة نوفا اوديسا والتموضع حالياً في مدينة فوزنيسنيسك على بعد 20 كلم من المحطة النووية الكائنة في مدينة يوزنو كرانسك وهي ثاني اهم محطة نووية من بين ست محطات توقفت عن العمل محطتي اوديسا وتشيرنوبل فيما لا تزال محطات زابوروجيا ويوزنو كرانسك وخلمنسكي وسارني قيد التشغيل، وهذا يعني ان الوصول الى المحطات الباقية هو قيد التخطيط وهو ما يجب ملاحظته دائماً بما يرتبط بطرق سير القوات الروسية خصوصاً ان احد اهم اهداف العملية هو منع أوكرانيا من تصنيع السلاح النووي.

خلال الفترة الماضية نفذت القوات الروسية مهامها الهجومية عبر الإندفاع بممرات طويلة متوازية بهدف السيطرة على الطرقات الرئيسية وعقدها الهامة لتحقيق عامل الصدمة والترويع، الا ان ان هذه الإندفاعات كانت مكلفة بسبب اعتماد القوات الأوكرانية لتكتيك المفارز الصغيرة وإقامة الكمائن بعدد كبير من الجنود المسلحين بقواذف مضادة للدروع لتحقيق اكبر قدر من الخسائر بالقوات الروسية.

موضوعياً لا بد من الإقرار بأن تكتيك المفارز الصغيرة حقق بعض النجاحات الاّ انه لم يمنع القوات الروسية من التقدم الى حيث هو مخطط لها ان تصل.

وبمرور 19 يوم من القتال بدأت القوات الروسية في إقليمي خيرسون وميكولاييف بعمليات تطهير واسعة لتحقيق السيطرة على المناطق المحيطة بالممرات التي تتموضع فيها قوات الإندفاع الأساسية.

اليوم حققت القوات الروسية السيطرة الكاملة على كامل المناطق الغربية الممتدة من جنوب ميكولاييف حتى جنوب غرب خيرسون وكامل منطقة خليج الدينبر بما يقارب 800 كلم مربع.

إضافة الى السيطرة على هذه المساحة بات بمقدور القوات الروسية الإندفاع الى اوديسا عبر الممر الجنوبي بالعبور غرباً الى اوشاكوف ويوزنو بالتعاون مع قوات انزال بحري وأخرى محمولة جواً في التوقيت المناسب.

تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي – اليوم التاسع عشر 

معركة تطويق خاركوف 

بعد تمكن القوات الروسية بالتعاون مع قوات إقليم دونباس من السيطرة على مدينة فولنوفاخا والسيطرة على طرقات الربط بين الجنوب الشرقي لأوكرانيا وإقليم الدونباس بدأت القوات بتطوير عملية إطباق على مدينة كراماتورسك من مدينة ايزيوم جنوباً ومن كوستانتيفوكا شمالاً للسيطرة على كراماتورسك.

واذا كان الهدف المباشر هو السيطرة على مدينة كراماتورسك فإن المهمة اللاحقة ستُستكمل بالإندفاع نحو مدينة دنيبرو لملاقاة القوات التي تندفع باتجاه مدينة زابورجيا من منطقة غوليابول.

في حال تمكنت القوات الروسية من تحقيق مهمتها في الوصل الى مدينة دنيبرو فمن المؤكد ان خط سير القوات الروسية سيكون باتجاه خاركوف نحو الشمال الشرقي بهدف مشاغلة القوات الموجودة جنوب وغرب خاركوف وخط سير اخر نحو كييف شمالاً.

عسكرياً يمكن اعتبار هذه المهمة مهمة ذات طابع استراتيجي هدفها الأساسي تفكيك خطوط السيطرة الأوكرانية وتوزيع الجهد، علماً بأن هكذا مهمة فيما لو تمت كما هو مرسوم فستؤدي الى انهيارات واسعة في صفوف الجيش الأوكراني، مع التأكيد ان أي اندفاعات طويلة للقوات الروسية يمكن ان يعرضها لمشكلة الكمائن ومشكلة الإمداد وهو ما بدأت القوات الروسية تحسب حسابه في أي اندفاعات قادمة.

معركة كييف 

لا تزال خطوط التموضع المرتبطة بمدينة كييف دون أي تغيير ملحوظ حيث لا تزال القوات الروسية على مشارف العاصمة شمالاً في اربين غرباً وفي غوستوميل ومكاريف جنوب غرب وفي تشيرنيغيف من الشمال الشرقي وعلى مشارف ضاحية بروفاري من الشرق.

 

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى