كتب عمر معربوني | تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي ـ اليوم الثامن عشر
خاص موقع العهد الإخباري
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية
في اليوم الثامن عشر بدأت خطة الإطباق على العاصمة الاوكرانية تظهر مدى دقة القيادة العسكرية في اختيار اسلوب الهجوم على المدينة. في تقرير اليوم سنستعرض المواضيع التالي:
المفاوضات ـ استهداف روسيا لقوافل الأسلحة ـ الجبهات
المفاوضات
من الواضح ان التأرجح في مواقف القيادة الأوكرانية بين الليونة والتشدد يؤخر وصول المفاوضات الى نتيجة سريعة والسبب في ذلك هو تأثير الولايات المتحدة الأميركية على قرار القيادة الأوكرانية، ففي آخر تصريح للرئيس الأوكراني زيلنسكي قال بأنه لا يلحظ عزماً اميركياً واوروبياً جدياً لجهة تقديم الدعم الشامل والكامل لأوكرانيا، وهو تصريح برأيي يدل على انخفاض الروح المعنوية اذا ما ربطناه برغبة الرئيس زيلنسكي على لقاء الرئيس بوتين بشكل مباشر، وتصريحه منذ ساعات بأن روسيا بدأت تستمع ولم تعد تُعطي الأوامر وهو يقصد بقوله مسار المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في بيلاروسيا.
حتى اللحظة ليس هناك ما يشير بشكل جدي التوصل الى نتائج مهمة بنتيجة المفاوضات الجارية حيث موقف روسيا لا يزال ثابتاً حول ضرورة تنفيذ أوكرانيا كامل الشروط الروسية رغم ان احد هذه الشروط يتم تنفيذه بالقوة العسكرية وهو منع عسكرة أوكرانيا بالمعنى الذي يؤثر سلباً على الأمن القومي الروسي والمتمثل بتدمير البنية الإستراتيجية العسكرية لأوكرانيا والسيطرة بالتدريج على المحطات النووية القادرة على انتاج قنابل نووية حيث استطاعت موسكو ان تسيطر بشكل فعلي على محطتي تشيرنوبل وزاباروجيا وباتت على بعد 15 كلم فقط من محطة يوزنو كرانسكا في جنوب أوكرانيا.
اذا واستناداً الى نتائج الميدان لا تجد روسيا نفسها مضطرة الى خفض سقف مطالبها وبالتالي فإن الضغط العسكري الروسي سيستمر وبوتيرة اعلى من المرحلة السابقة حتى الوصول الى تحقيق كامل الأهداف الروسية.
استهداف روسيا لقوافل الأسلحة
* من الواضح ان القيادة الروسية تُدرك مدى تأثير الأسلحة الوافدة الى أوكرانيا من حلف الناتو وخصوصاً الأسلحة المضادة للدبابات من طراز JAVLIN الأميركية وNLAW السويدية وهي أسلحة تُستخدم عن الكتف ويمكن لجندي واحد نقلها واستخدامها علماً بأن هذه الأسلحة يمكنها التعامل مع كافة أنواع المركبات وتدميرها او اعطابها.
* يمتلك الصاروخ باحثاً حرارياً يوجّه تلقائياً ويقتصر دور الرامي على إطلاقه فقط
* لا يتطلب صاروخ JAVLIN عملية توجيه أو متابعة خلال طيرانه
* يزن الصاروخ مع وحدة الإطلاق 22 كيلوغراماً تقريباً
* مدى الإطلاق الفعال يتراوح بين 75 إلى 2500 متراً
* أقصى مدى إطلاق يبلغ 4750 متراً
* أكثر ما يميّز الصاروخ هو طريقة إنطلاقه: يرتفع أولاً في الجو من ثم يطير ليسقط من الأعلى على الهدف
كما باستطاعه الصاروخ NLAW تدمير دبابات القتال الرئيسيه الاكثر تقدما . حيثما و أينما تظهر ضمن المدى القتالى الذى يتراوح بين 20 و 600 متر و من أيه زاويه باطلاق قذيفه واحده فقط.
يتتبع الجندي الهدف لثوان قليلة قبل الاطلاق. وتسجل الكترونيات توجيه الصاروخ حركة تهديف الجندي وتحسب وتتوقع مسرى الصاروخ نحو الهدف، ولا يتطلب الأمر من الجندي أن يقوم بتقدير وحسبان مدى الهدف أو سرعته او سرعه الريح، فبعد اطلاقه يقوم الصاروخ بالطيران تلقائيا الى الهدف. ونظرا لمبدأ خط التسديد فان موقع الصاروخ فى مساره يتطابق دائما مع الهدف بغض النظر عن المدى.
بالإضافة الى صواريخ ستينغر المضادة للطائرات التي يمكنها ان تتعامل مع المروحيات المختلفة والمسيرات والطائرات الحربية التي تحلق على ارتفاع منخفض.
انطلاقاً من هذه المخاطر التي نشكلها هذه الأسلحة وبالنظر الى اعتماد الجيش الأوكراني تكتيك المفارز القتالية الصغيرة يبدو القرار الروسي في محله لجهة البدء باستهداف اية قافلة او حتى سيارة تدخل الى أوكرانيا من الحدود الغربية لأوكرانيا.
الجبهات
تستمر العمليات الروسية على نفس النمط والوتيرة التي اعتمدتها في اليومين السابقين وتبدو العمليات مركزة على بناء منطقة سيطرة مترابطة في جبهة الجنوب بشكل أساسي حيث ستبلغ مساحة السيطرة حوالي 10 الاف كلم مربع وكذلك في شمال وغرب كييف.
ـ في الجبهة الجنوبية تبدو مهمة القوات الروسية مرتبطة حالياً بالوصول الى مدن زاباروجيا وكريفييه ريه بالتوازي مع الوصول الى مدينة يوزنو كرانسكا حيث المحطة النووية الثانية في جنوب أوكرانيا.
ـ في جبهة كييف اقتربت القوات الروسية من حسم تموضعها النهائي في الجهة الشرقية للعاصمة كييف والتي تناهز مساحتها مساحة لبنان تقريباً والهدف هو انجاز بناء نقاط الدعم القريب للقوات وهي مهمة باتت في خواتيمها، وفي نفس الوقت الذي تُنهي فيه القوات الروسية مهمة التموضع في شرق كييف بدأت وحدات خاصة روسية وشيشانية تقترب من جنوب غرب العاصمة للإلتفاف عليها من الجنوب وتحقيق التماس على اقرب مسافة من المدخل الجنوبي.