خاص موقع العهد الإخباري
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية
مواضيع العرض :
( الهدنة الإنسانية – خطوط الإمداد الروسية – استهداف المصانع العسكرية – معركة كييف )
الهدنة الإنسانية
مرّة بعد مرّة توافق القيادة الروسية على فتح ممرات إنسانية لمرور النازحين من داخل المدن حيث أعلنت موسكو عن دخول الهدنة حيز التنفيذ في أوكرانيا لدواع إنسانية وفتح ٦ ممرات آمنة لخروج المدنيين من ٤ مدن عبر طرق
- كييف – غوميل “بيلاروسيا”
- خاركوف – بيلغورود “روسيا”
- سومي – بيلغورود “روسيا”
- سومي – بولتافا
- ماريوبول – زابوروجيا
- ماريوبول – نوفوآزوفسك “دونيتسك”
وفي المعلومات ان اكثر من 170 الف مواطن خرجوا عبر هذه الممرات لتخفيف أعباء الضغوط الإنسانية حيث تشتد المعارك في المدن المذكورة أعلاه وبات التخفيف من هذه الأعباء ضرورة لا يمكن التغاضي عنها .
وبينما تسهّل روسيا عمل هذه الممرات تصعِّد الجماعات المتطرفة الأوكرانية من اعمال العنف عبر استخدام أساليب مشابهة للأساليب التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في سورية وليبيا وأماكن أخرى من العالم .
وبحسب المعلومات الإستخبارية الروسية فإن إعاقة عمل الممرات الإنسانية سيتواصل من قبل هذه الجماعات بتقصد يهدف الى تأخير اندفاعات القوات الروسية التي تبدو محرجة في هذا الجانب ولا تملك الا الموافقة على تنظيم عمل الممرات الإنسانية .
خطوط الإمداد الروسية :
استطاعت القوات الروسية ان تنفذ اكبر عمليات إمداد عسكرية لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية حيث باتت مجموعات كبيرة في البنية التحتية الروسية والمدنية في مرحلة الجهوزية لتلبية احتياجات القوات الروسية التي تتقدم في الأراضي الأوكرانية في الوقت الذي تعثرت فيه بعض خطوط الإمداد خلال يومي 4 و5 آذار الحالي وتسبب هذا التعثر في تأخير اندفاع القوات الروسية وتراجع قدرات المناورة التكتيكية للقوات .
استهداف المصانع العسكرية الأوكرانية
البارحة حذرت وزارة الدفاع الروسية العاملين في المصانع العسكرية الأوكرانية من التواجد فيها لأن سلسلة من الغارات ستبدأ على أيام لإستهداف هذه المصانع بهدف إخراجها من الخدمة .
يأتي هذا القرار في سياق تنفيذ احد الأهداف الروسية من العملية العسكرية وهو منع عسكرة أوكرانيا وجعلها دولة منزوعة السلاح المتوسط والثقيل .
وفي هذا الشأن فإن أوكرانيا هي حاضنة أسرار السلاح السوفياتي إن صح التعبير، وورثت عن الاتحاد السوفياتي قرابة 30% من مؤسسات إنتاجه العسكري، أي نحو ألفي شركة ومؤسسة توظف أكثر من 700 ألف شخص، إضافة إلى 40% من بحوثه العلمية في هذا المجال.
من هذا الإرث الكبير أيضا هناك شركات إستراتيجية كبيرة الحجم والقدرات، مثل “أنتونوف” (Antonov) لصناعة الطائرات والمروحيات، ومصنع “ماليشيفا” (Malysheva) للدبابات، ومصنع “410” للطائرات المدنية، إضافة إلى مصنع “موتور سيتش” (Motor Sich) لمحركات الطائرات والتوربينات الغازية، وغيرها.
وإضافة إلى هذا الإرث أسست أوكرانيا في 2010 شركة “أوكر أوبورون بروم” (Ukroboronprom) للصناعات العسكرية، وتضم اليوم 130 شركة فرعية، وبواجهتها احتلت عام 2014 -أي قبل الحرب في دونباس- المركز الرابع عالميا من حيث تصدير الأسلحة والعتاد العسكري.
وانطلاقاً من هذه الأرقام يبدو ضرورياً من وجهة النظر الروسية البدء بتدمير هذه المصانع وإخراجها من الخدمة كضرورة من ضرورات التعجيل في انهاء العملية العسكرية وتنفيذ هدف نزع سلاح أوكرانيا بالقوة العسكرية لتعذر تنفيذه حتى اللحظة بالمفاوضات .
معركة كييف
قبل الدخول في تفصيل معركة كييف في يومها الثاني عشر لا بد من اطلالة على الوضعية العامة للعمليات حيث يمكن تلخيصها بـ :
- استكمال التحشيد وتنظيم خطوط القوات في الجبهة الجنوبية نظراً لدخول المناطق في هدنة إنسانية
- تعزيز القوات التي وصلت الى باشتانكا شمال ميكولاييف بقوات إضافية لزيادة قدرة الصدم والمناورة في اتجاه الشمال ونحو اوديسا في الجنوب الغربي .
- استكمال سلاحي الجو والصواريخ لمهام استهداف البنى التحتية العسكرية الأوكرانية كالمطارات والقواعد الكبرى ومراكز القيادة والسيطرة ومراكز الإستخبارات والحرب الإلكترونية ز
بالنسبة لمعركة كييف فقد قطعت القوات الروسية شوطاً كبيراً ( انظر الخارطة ) في بناء وتثبيت ممرات الإقتراب التي بلغ عددها 5 ممرات رئيسية علماً بان عمق هذه الممرات وصل في احدها الى 200 كلم بين الحدود الروسية – الأوكرانية من الشمال الشرقي ويمتد الى مشارف العاصمة كييف حيث باتت القوات من هذه الجهة على مقربة من ضاحية بروفاري التي تبعد عن العاصمة حوالي 15 كلم .
تقوم القوات الروسية حالياً بتنفيذ عمليات وصل لهذه الممرات بهدف الإطباق على كامل المنطقة الشمالية الشرقية في أوكرانيا والتي تُقدَّر مساحتها بحوالي 13 الف كلم مربع وهي مساحة اكبر من مساحة لبنان .
على الإتجاه الشمالي والشمال الغربي بدأت القوات الروسية بتثبيت القوات في ضاحية اربين الملاصقة للعاصمة كييف بالموازة مع اندفاعة للقوات الروسية من اربين جنوباً للسيطرة على مطار شايكا لتحقيق التماس مع العاصمة من الجهة الغربية .
استناداً الى هذه التطورات من المتوقع ان تبدأ عمليات القتال على مشارف احياء العاصمة كييف من الجهات الشمالية والغربية والشرقية قريباً مع استكمال عمليات التطويق من الجهتين الشرقية الجنوبية والغربية الجنوبية .